بحث عن غزوة أحد جاهز

بحث عن غزوة أحد جاهز، غزوة أحد هي ثاني أكبر الغزوات التي خاضها المسلمون بعد غزوة بدر، حيث وقعت في اليوم السابع من شوال في العام الثالث للهجرة بين المسلمين وقبيلة قريش، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد الواقع بالقرب من المدينة المنورة.

مقدمة بحث عن غزوة أحد جاهز

وقعت غزوة أحد في شهر شوال في السنة الثالثة من الهجرة وقد بلغ فيها عدد المسلمين 700 مقاتل بقيادة الرسول صلي الله علية وسلم، بينما بلغ عدد المشركين 3000 مقاتل بزعامة أبو سفيان بن حرب، وقد حدثت تلك المعركة بعد سنة من الغزوة الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على الكفار وهي معركة بدر.

شاهد أيضًا: بحث عن غزوة تبوك بالتفصيل

تاريخ غزوات النبي

بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عليهم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فراراً بدينهم، وتأسيس دولة إسلامية ذات استقلال وسيادة، ومكثوا في المدينة المنورة بين أهلها زمناً.

حتى جاءهم أمر الله بالقتال، وكانت أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي واجه فيها قريش هي غزوة بدر، وقد كانت تلك الغزوة سبباً في ظهور المسلمين وتمكينهم وتقوية شوكتهم.

وبعد أن هزم مقاتلو قريش بعدتهم وعتادهم وعددهم، عادوا إلى مكة خائبين خانعين، وعزموا في ذلك الوقت على رد تلك الهزيمة وخططوا لها، وبعد فترة ليست بكبيرة استعدوا لها.

بعد أن استعد المشركون جمعوا شتات قوتهم، وعزموا على غزو المدينة وقتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى ينتقموا لقتلاهم في بدر.

أسباب غزوة أحد

  1. يعود السبب الأساسي في قيام غزوة أحد هو الهزيمة المرة التي لحقت به قريش في غزوة بدر، والتي قتل فيها المسلمون عدداً كبيراً من سادات قريش وأشرافها.
  2. فعند عودة أبي سفيان بالقافلة سالمة إلى مكة عادت قريش منهزمة في بدر، اقترح عدد من أهل مكة ممن قتل لهم أباء وأبناء في بدر أن يستخدم أبو سفيان تلك الأموال في قتال المسلمين والثأر منهم.
  3. خرجت قريش بمعاونة كنانة لقتال النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المسلمين، أما المسلمون فقد أشار فريق منهم على الرسول الخروج إلى لقاء قريش، وفريق آخر اقترح التحصن داخل المدينة.

استعداد المشركين غزوة أحد

بدأ أبو سفيان يحفز قومه ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحثهم على ضرورة القتال والأخذ بالثأر وبالفعل تمكن من جمع المقاتلين من قريش والقبائل العربية، ولم يكتف بذلك بل أخذ النساء والعبيد.

وأخذ أبو سفيان يحفز مقاتليه على القتال والدفاع عن العرض، واتجهوا جميعا إلى المدينة، وفتحت قريش أيضاً باب التطوع للرجال في الجيش من الأحباش ومن أهل تهامة، وتم تجهيز الجيش بقيادة أبو سفيان.

شاهد أيضًا: لماذا سميت غزوة أحد بهذا الاسم ؟

استعداد المسلمين لغزوة أحد

بلغ عدد المسلمين ألف مقاتل وقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم خطة لهم وهي أن تكون المدينة أمامهم وجبل أحد خلفهم، وكلف عدد من الصحابة بتأمين مداخل المدينة المنورة وحماية أسوارها.

وأعتلي خمسون من رماة المسلمين قمة جبل يطل على المعركة، وأمرهم عليه السلام بعدم النزول حتى تأتيهم الأوامر منه، مهما حدث في المعركة.

الطريق إلى المعركة

بعد أن بدأ جيش المسلمين في التحرك للقتال، قام عبد الله بن أبي سلول بالانسحاب من الجيش ومعه ثلاثمائة مقاتل، وكانت حجته في ذلك أن الرسول لم يستمع برأيه في مقاتلة المشركين في المدينة.

كاد هذا الحدث أن يؤثر على بعض المسلمين ويجعلهم يفكرون في الانسحاب، لكن الله تعالى أنزل قوله “إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون” وبعد ذلك أكمل الجيش طريقه وأصبح عددهم سبعمائة مقاتل فقط.

الوصول إلى جبل أحد

عندما وصل جيش المسلمين إلى جبل أحد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقسيم الجيش إلى ثلاثة أقسام وهي: قبيلة الأوس، قبيلة الخزرج، قبيلة المهاجرين، ثم اختار خمسين رامياً من أصحابه وجعل الخزرج قائداً عليهم وأمرهم ألا يبرحوا جبل أحد مهما حدث حتى يأمرهم بالنزول.

بدأت المعركة بين الجيشين وحاول أبو سفيان أن يفرق بين صفوف المسلمين، ولكنه فشل وحقق المسلمين نجاحاً عظيماً في بداية المعركة، وكاد النصر أن يكون من نصيبهم.

ولكن عندما رأى رماة المسلمين هذا الوضع خالفوا أوامر النبي بدأ الرماة بالنزول من على الجبل يبادروا إلى جمع الغنائم، وكان ذلك سبباً في استغلال المشركين لهذه الفرصة ومهاجمة المسلمين من الخلف.

واستطاع المشركون الإحاطة بالمسلمين من جميع الاتجاهات وإثارة الرعب والقلق بينهم، وفي أثناء هذا الوقت انتشرت إشاعة بين جيش المسلمين بموت الرسول صلى الله عليه وسلم.

أثر انتشار شائعة موت الرسول على جيش المسلمين

أدى ذلك إلى انهيار معنويات جيش المسلمين وتفرقهم، ولكن بعد قليل عرفوا أن هذه الشائعة غير صحيحة، ورأى كعب بن مالك الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يشق طريقة مع أصحابه لقتال المسلمين.

واجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين في إحدى شعب جبل أحد، ولما هدأت الحرب وانطفأ سعيرها أقبل أبو سفيان بن حرب فنادى في المسلمين قائلاً: يوم بيوم بدر والحرب سجال.

فأجابه عمر بن الخطاب: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فتشجع المسلمون مرة أخرى ونجحوا في التخلص من تطويق الكفار لهم وقاتلوا بكل ما لديهم من قوة حتى استطاعوا النجاة من المشركين.

نتائج غزوة أحد

  • بلغ عدد الشهداء من المسلمين في غزوة أحد نحو سبعين شهيد، أما المشركين فقد بلغ عدد قتلاهم ثلاثة وعشرين قتيلاً، وكان من بين الشهداء في هذه المعركة حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.
  • وقد مثلت بجثمانه هند زوجة أبو سفيان بن حرب، واستخرجت قلبه ومضغته وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لمشهد موت عمه حمزة حزناً شديداً وقال: لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاُ منهم.
  • ولكن الله سبحانه وتعالى نهى نبيه عن المثلة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بدفن القتلى في المكان نفسه بدمائهم ودون أن يغسلوا أو يصلى عليهم.

الدروس المستفادة من غزوة أحد

  • أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغياناً وركوناً إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن الجد في السير إلى الله.
  • من خلال غزوة أحد ظهر لنا أن المعاصي من أهم أسباب الهزيمة، والتخلف عن النصر بسبب معصية واحدة ذهب النصر عن المسلمين.
  • من الدروس الهامة في معركة أحد خطورة إيثار الدنيا على الآخرة، وأن ذلك يفقد الأمة عون الله ونصره وتأييده.
  • يجب على المرء أن يتفقد نفسه ويحاسبها وأن يزيل كل ما يحول بينهم وبين الاستجابة لأوامر الله ونواهيه.
  • ومن العبر الهامة في غزوة أحد رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فلو كان فظاً غليظاً ما التفت حوله القلوب والمشاعر فالناس في حاجة إلى رفق ورحمة، وقلب يشعر بهمومهم ويشفق عليهم.
  • أن غزوة أحد معركة اجتمع فيها النصر والهزيمة معاً، وبالرغم مما كان فيها من آلام وجراح إلا أنها كانت درساً عملياً للصحابة الكرام.

شاهد أيضًا: لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم ؟

خاتمة بحث عن غزوة أحد جاهز

في ختام رحلتنا مع بحث عن غزوة أحد جاهز، نؤكد على أنه تعتبر غزوة أحد درساً وعبرة للمسلمين، فقد علموا أثر معصية أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم فهي التي أدت إلى هلاكهم، لأنهم فضلوا الدنيا والمال على الآخرة، كما أيضاً كشفت المؤمنين الصادقين وميزتهم عن المنافقين.

مقالات ذات صلة