بحث عن التسامح

بحث عن التسامح، التسامح هو شيمة من شيم النبلاء، وأصحاب الأخلاق الطبية والنفوس الصافية، فالأشخاص المتسامحون هم النبلاء والكرماء في العطاء والعفو والمغفرة، على الرغم من قدرتهم على رد الإساءة بأختها وأكثر منها.

ولكنهم يؤثرون التسامح عن العنف والرد القاسي، فهم الأقوياء الأشداء الكاظمين الغيظ والذين يعفون عن الناس.

بحث عن التسامح

التسامح واحد من أهم القيم التي جاء بها الدين الإسلامي ويدعو بها الإنسان، فالتسامح لا يعني السكوت عن الحق، أو الضعف، ولكنه العفو عند المقدرة والقوة، فهذا يزيد الإنسان المتسامح قوة، كما يقوي من أواصر الألفة والحب والمودة بين الأشخاص.

فالأشخاص المتسامحون هم المترفعون عن أذية غيرهم، أو رد إساءتهم بمثلها أو أكثر، فهو خلق طيب كريم لا يتصف به إلا النبلاء، الذين هم على درجة كبيرة جدًا من السمو والرقي، فالشخص المتسامح هو شخص أتخذ من الأنبياء والرسل قدوة ومنهاجًا له.

الله -سبحانه وتعالى- يحب المتسامحين وهو يعفور ويغفر لعباده الذنوب والزلات، فكيف لنا نحن لا نسامح غيرنا ونعفو عنهم، فالتسامح لا يترك أثرًا طيبًا في نفسك فقط وشعور بالرضا، ولكنه يخلق حبًا ومودة في نفس من أخطأ في حقك، ويعلى من صورتك أمام المجتمع، فالتسامح خلقًا عظيمًا يجب أن يتحلى به الجميع.

كما أدعوك للتعرف على: موضوع عن التسامح مقدمة عرض خاتمة

مفهوم التسامح

يبدأ ترسيخ مفهوم ومعني التسامح منذ الطفولة وبداية النشء، ويتجلى ذلك واضحًا في شجار الأطفال الصغار على الألعاب أو غير ذلك، عندما يتم فض النزاع وحل الخصومة والتسامح والعفو عند الأطفال فيما بينهم، وهذا هو أصغر أشكال التسامح البريء.

ليتضح لنا فيما بعد إنه أعمق وأكبر من ذلك بكثير، فينقسم التسامح إلى تسامح ديني، وتسامح عرقي وتسامح ثقافي وتسامح سياسي، وسوف نتعرف على تعريف كل منهم بشكل تفصيلي في السطور التالية.

أنواع التسامح

من خلال كتابة بحث عن التسامح سنعرض عليكم شرحًا تفصيليًا لأنواع التسامح سالفة الذكر، وهي كما يلي:

  • التسامح الديني: حث الدين الإسلامي على نشر التسامح والعفو بين الأفراد والمجتمع، وأبرز دليل على التسامح هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أرسله الله رحمة للعالمين، وكان يعفو عن الجميع، وعلى الرغم من أن رسالته كانت الدين الإسلامي، لكنه لم يكره أحد على الدخول فيه، كذلك كان يحترم اليهود والنصارى ويسمح لهم بممارسة عقيدتهم.
  • التسامح العرقي: ويقصد به أن الناس سواسية، فالناس عن الله سواسية كأسنان المشط لا فرق بينهم إلا بالتقوى، أما التسامح العرقي.
    • فالغرض منه القضاء على النظرة الدونية لأي إنسان مختلف في العرق أو الأصل أو لون البشرة، وتم القضاء على هذه الفكرة بشكل كبير في الوقت الحالي.
  • أما التسامح الثقافي: البعد عن التعصب الفكري واحترام وتقبل آراء الغير حتى لو كانت غير متوافقة مع آرائنا الشخصية.
  • التسامح السياسي: ويقصد به الديمقراطية التي تسمح لأفراد المجتمعات بالتعبير عن آرائهم السياسية بلا خوف أو قلق، وضمان حريتهم وحرية الرأي دون إصابتهم بأي ضرر.

كما يمكنكم الاطلاع على: تعبير عن التسامح ودوره في بناء المجتمعات

مظاهر التسامح في الدين الإسلامي

مظاهر التسامح في الإسلام متعددة، ومن خلال كتابة بحث عن التسامح سنعرض لكم صورًا منها في العبادات والمعاملات وغيرها بين المسلمين فيما بينهم، وهي كما يلي:

التسامح في العبادات

وهو أسمى وأرفع أنواع التسامح، حيث رفع الله تعالى الحرج عن الإنسان وعدم دفعه إلى ما لا يطيق، فقد قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ)، (سورة البقرة، آية رقم 286)، ومن أبرز مظاهر التسامح ما يلي:

  • جعل الله -سبحانه وتعالى- الأصل في الدين الإسلامي هو الإباحة، إلا في الأشياء التي حرمها الله تعالى.
  • تم رفع الإثم والقلم عن بعض الأشخاص من البشر وهو المجنون، والطفل الصغير، والنائم، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر).
  • قد أعطى الله -سبحانه وتعالى- العديد من الرخص مثل التيمم بالتراب بدلًا من الماء عند عدم توافر الماء، وكذلك رخصة الإفطار في شهر رمضان للمسافر أو المريض، وقصر الصلاة في السفر، وكذلك إعفاء الغير قادرين صحيًا وماديًا من الحج.

التسامح في المعاملات

حث الله تعالى ورسوله الكريم عن إرساء خلق التسامح بين الأفراد فيما بينهم، ويتجلى هذا المفهوم فيما يلي:

  • الفهم الصحيح: فهو من سماحة المسلم إن يفهم المقصود دون إبرام سوء النية مسبقًا، حتى لا يتسبب ذلك في حدوث مشاكل أو حقد وضغينة بين الأفراد.
  • عدم التجاوز مع الآخرين من غير المسلمين، والتعامل بسماحة ووجه بشوش.
  • العفو عن الآخرين وزلاتهم، لقوله تعالى: (وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، “سورة النور، آية رقم 22).
  • ومن أبرز مظاهر التسامح التي رسخ لها الإسلام هي العفو عن الناس عند المقدرة، وذلك لقوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، “سورة آل عمران، الآية رقم 134”.
  • وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء).

التسامح مع غير المسلمين

التسامح في الدين الإسلامي لا يقتصر على المسلمين فقط، حيث أن جميع الشرائع السماوية جاءت من عند الله تعالى.

وقد رسخ الشرع مفهوم التسامح في نفس المسلم تجاه غيره من المسلمين وغير المسلمين بما يحفظ لهم دينهم وكرامتهم، ولا يمس بها، ومن صور التسامح ما يلي:

  • أمر الله تعالى المسلم أن يتكلم مع غيره من المسلمين بشكل حسن وأفضل الكلام وأحسنه، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، “سورة العنكبوت، الآية رقم 46”.
  • لا مانع من التعامل معهم في مسائل وأمور البيع والشراء، والدليل على ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اشترى النبي صلى الله عليه وسلم من يهودي طعامًا إلى أجل معلوم).
  • كما أحل الله لنا طعامهم إلا ما حرم الله، فيحل لنا الأكل من طعام غير المسلمين، وذلك لقوله تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)، “سورة المائدة، الآية رقم 5”.

ثمرات وفوائد تطبيق التسامح في الدين الإسلامي

أن التسامح خلقًا عظيم، لا يتحلى به إلا كل شخص قوي سليم النية، خالص الحب لله ورسوله، ذو نفسًا صافية، والشخص المتسامح يجد لذلك ثمارًا في حياته، من أهمها ما يلي:

  • حب الله تعالى ورسوله الكريم للشخص المتسامح.
  • الفوز برضوان الله تعالى وجناته.
  • باب من أبواب الرزق الوفير عند التسامح في التعاملات المادية والبيع والشراء.
  • قد يكون أحد أسباب حب الآخرين في الدين الإسلامي.

اقرأ أيضا: آثار التسامح على الفرد والمجتمع

خاتمة بحث عن التسامح

في ضوء ما قدمناه عبر موقع مقال mqall.org من بحث عن التسامح وتعرفنا على مفهومه، وأنواع التسامح الكثيرة، وكذلك مظاهر وثمرات هذا التسامح في الدين الإسلامي.

فيجب على كل شخص تطبيق معنى ومفهوم التسامح في حياته اليومية سواء في العبادات أو المعاملات مع جميع الأشخاص، فالتسامح من شيم الكرام، واقتداء بالرسل والأنبياء صلوات الله عليهم جميعًا، لينعم الجميع بالحب والمودة والسعادة والرخاء.

مقالات ذات صلة