بحث عن آداب الطريق

بحث عن آداب الطريق هو مقالنا الذي سنستعرضه اليوم على موقع mqall.org فلقد حرص الشرع الإسلامي على إعطاء كل ذي حقٍ حقه، فللمرأة حقها وللرجل حقه وللدابة حقها، كما أن للطريق حقه.

لذلك أمرنا الشارع الحكيم في حال جلوسنا في الطريق أن نعطيه حقه التي علمنا إياها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

بحث عن آداب الطريق

لقد أراد التشريع الإسلامي للمسلم أن يكون متميزًا في أخلاقة وأفعاله وسلوكه، لذلك حثه على إعطاء لكل شيءٍ قدرة كما ينبغي، لذلك طلب منا الالتزام بآداب الطريق، وعليه سنقوم باستعراض عناصر البحث وهي:

  • مقدمة.
  • آداب الطريق.
  • النهي عن الجلوس في الطرقات في السنة النبوية
  • حق الطريق.
  • آداب أخرى للطريق.
  • أثر الالتزام بحق الطريق في حياة المجتمع المسلم.
  • خاتمة.

شاهد أيضا: آداب السلام للأطفال

المقدمة

لقد نهى الشرع الإسلامي عن الجلوس في الطرقات، وذلك كي لا نضيّق على المارة، فالطريق حق مشروع للجميع، حيث يشمل الطريق الأرصفة والفسحة أمام المحلات التجارية وأماكن صف السيارات.

فمن حق أي إنسان أن يقوم باستخدام الطريق دون أن يتعرض لأي إزعاج وبصورة خاصة الفتيات والنساء، لذلك في حال جلوسنا في الطرقات علينا الالتزام بآدابها.

آداب الطريق

إن للطريق مجموعة من الآداب على المسلم الالتزام بها وهي:

  • إلقاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف: حيث أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن إفشاء السلام يورث التآخي والحب بين أفراد المجتمع.
    • أخرج الترمذي في سننه أن النبي عليه السلام قال (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
  • الحذر من أن نؤذي الناس بما نحمل: حيث ينبغي علينا أن نحرص على عدم إيذاء الناس في حال كنا نحمل قطع معدنية أو أشياء حادة.
    • لأنه من الممكن أن تتسبب للمارة في الطريق بجرح أو أذى.
  • إماطة الأذى عن الطريق: حيث أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن إزالة الأذى من طريق الناس هو أحد شعب الإيمان.
  • عدم الجلوس على قارعة الطريق: فلقد نهى رسول الله عن الجلوس في الطرقات حتى لا نؤذي الناس ونضيّق عليهم.

النهي عن الجلوس في الطرقات في السنة النبوية

لقد أوردت لنا كتب السنة المطهرة عدد من الأحاديث التي تنهانا عن أن نجلس في الطرقات، ومن هذه الأحاديث:

  • يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إيَّاكُمْ والجُلُوسَ بالطُّرُقاتِ فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما لنا مِن مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقالَ: إذْ أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيقِ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ).
  • كما قال عليه الصلاة والسلام (مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ، أَمَّا لَا، فأدُّوا حقَّها: غَضُّ البصرِ، وردُّ السَّلَامِ، وإِهْداءُ السبيلِ، وحسنُ الكلامِ).

حق الطريق

لقد بينت لنا الأحاديث النبوية أن جلوس المسلمين على قارعة الطريق أمرٌ غير مستحب، وفي حال الاضطرار لذلك، فلابد من الالتزام بحقوق الطريق وهي:

  • المحافظة على نظافة الطريق وكف الأذى عنه: فيجب علينا ألا نلقي القمامة أو الأحجار أو قطع الزجاج في طريق الناس.
    • بل علينا أن نزيل كل ما يمكن أن يؤذي من الطريق، فلقد ورد في السنة أن رجلًا دخل الجنة لأنه قطع شجرةً كانت تؤذي الناس.
  • غض البصر: حثنا القرآن الكريم والسنة المطهرة على غض البصر، وهو أمر يشمل الرجال والنساء على حدٍ سواء.
    • فغض البصر يساهم في المحافظة على حرمات الناس وأعراضهم، بالإضافة إلى أن إطلاق البصر من الذرائع التي تساهم في الوقوع في الزنا.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن من حق الطريق على المسلم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    • حيث يعتبر ذلك فرض كفاية إذا لم يقم به البعض أثم الجميع، ومن حالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
    • حث المسلمين على أداء الصلاة في المسجد.
    • النهي عن اختلاط النساء بالرجال، بالإضافة لنهي النساء عن التبرج.
    • النهي عن الاستماع إلى المعازف وشرب الدخان في الطريق.
  • إفشاء السلام: وهو من الأمور التي حثنا الإسلام عليها، فالسلام أسمٌ من أسماء الله تعالى أراد له أن يُشاع بين الناس.
    • يقول عليه السلام (إنَّ السَّلامَ اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالَى وضَعَه اللهُ في الأرضِ، فأفشوا السَّلامَ بينكُم).

كما علينا أن نسلط الضوء على أمرين:

  • إن السلام هي تحية أهل الجنة، ولذلك اختارها الله تعالى لتكون تحية المسلمين.
  • إن إلقاء السلام ورده يعتبر حق من حقوق المسلم على أخيه، بالإضافة إلى أن السلام يزرع الود في النفوس وينزع منها الضغينة.
  • عدم رفع الصوت في الطريق: يجب على المسلم أن يغض من صوته عندما يسر في الطرق.
    • وذلك تجنبًا لإيذاء الناس بالصوت العالي، يقول ربنا في محكم التنزيل (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).

اقرأ أيضا: ما هو حق الطريق

آداب أخرى للطريق

وفيما يلي بعض الآداب الأخرى للطريق التي يجب الالتزام بها وهي:

  • تجنب قضاء الحاجة على قارعة الطريق أو في الظل.
  • الحرص على عدم إصدار صوت منبه المركبة أو السيارة إلا في حال الضرورة القصوى.
  • على المسلم أن يراعي قوانين المرور وأن يلتزم بها، وذلك حرصًا على سلامته وسلامة الناس.
  • مراعاة آداب الحديث، مع الالتزام بعدم التدخل في أحاديث الآخرين.
  • إرشاد أي شخص تائه إلى الطريق الصحيح.
  • رد السلام على كل من يلقي عليه السلام سواءً عرفه أو لم يعرفه.
  • عدم رَكن السيارة في الأماكن غير المخصصة لها، كوضعها أمام مدخل المشفى، أو أمام مداخل البيوت، أو في منتصف الطريق.
  • مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الرفق بالحيوانات وعدم إيذائها، لأن للحيوانات الحق في الطريق كالإنسان.

أثر الالتزام بحق الطريق في حياة المجتمع المسلم

إن التزام أفراد المجتمع بآداب الطريق، سيكون لها عدد من الآثار الإيجابية في العديد من النواحي وهي:

  • الالتزام بالأخلاق الحميدة طاعةً لله تعالى، فعلى المسلم أن يعلم أن إيمانه لا يكمل إلا إذا كانت أخلاقه حسنه، فهو يثاب على حسن خلقه ويأثم إذا لم يلتزم بذلك.
  • إن حرص أفراد المجتمع على الأخلاق الحسنه تضفي جوًا من الألفة والتقارب بين المسلمين، كما تزيل الأحقاد والبغضاء والكراهية من قلوب الناس.
  • إن التزام أفراد المجتمع المسلم بآداب الطريق، تجعل الناس في مأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
  • إن إعطاء الطريق حقه تجعل المجتمع أكثر رقي وتقدم وحضارة.

شاهد من هنا: موضوع تعبير عن آداب الطريق وحقوقه بالعناصر

وفي الختام نرى أن الالتزام بآداب الطريق والقيام بحقوقه، سيكون له بالغ الأثر على طبيعة المجتمع المسلم، حيث يسود الأمن والأمان ببن الناس، كما تنتفي الجريمة.

وتطغى المحبة والود الأمر الذي يزيل الضغينة والتنافر من النفوس، مما يجعل المجتمع مترابط ومتآخي، وهذا ما يوضح لنا أهمية صياغة بحث عن آداب الطريق لما له من انعكاس على الحياة اليومية للفرد والمجتمع.

مقالات ذات صلة