خطبة عن الهجرة إلى الحبشة

خطبة عن الهجرة إلى الحبشة، من أعظم الأمور التي يجب أن نتعلمها هو فن الدعوة، وكيف أستطيع أن ألقي خطبة من الخطب التي تبين لنا التاريخ الإسلامي، وماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم، ففي هذا المقال سوف نتحدث عن خطبة خاصة بالهجرة إلى الحبشة.

مقدمة الخطبة

الحمد لله خلق الخلقَ تَفَضُّلاً، واصطفى من عباده رسلاً بعثهم مبشرين ومنذرين؛ ليهلك مَنْ هلك عن بيِّنةٍ، ويحيى من حيي عن بينةٍ.

أحمده سبحانه وأشكره، وأساله المزيد من فضله وكرمه، وأعوذ به من أسباب سخطه ونقمه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزَّه عن الأشباه والأنداد، وتقدَّس عن الصاحبة والأولاد.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدالله ورسوله، جاء بالصدق، وصدع بالحق، صلى الله وسلم وبارك عليه، أقام للتوحيد منائر وأعلامًا.

وهدم للشرك أوثانًا وأصنامًا، وعلى آله وأصحابه كانوا للمتقين إمامًا، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ، وسلم تسليمًا كثيرا أبدًا دوامًا.

قد يهمك: إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف

الوصية بتقوى الله

  • أوصيكم أيها العباد، بأن نتقي الله عزَّ وجلَّ في كل شيء.
    • فإن التقوى هي النجاة من عذاب النار والفوز بجنته سبحانه وتعالى.
  • فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللهَ ۚ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
  • كما أن تقوى الله هي امتثال ما أمرنا به واجتناب ما نهانا عنه سبحانه وتعالى.
    • فيجب أن نحرص على أن نتقيه، بل هي أفضل الأعمال التي تقربنا إلى الله عز وجل.
  • كما بين الله في كتابه العزيز الكثير من الآيات التي تحثنا على التقوى فقد قال:
    • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

الخطبة الأولى

  • إخواني في الله، الله تعالى كرمنا وأنعم علينا بنعمة الإسلام.
    • فهذه نعمة في حد ذاتها توجب الشكر، بل وتفضل علينا أنه أرسل الرسل.
    • وأرسل لنا نحن المسلمين رسولًا رحيمًا بنا ومشفق علينا.
  • فالرسول صلى الله عليه وسلم ضحى من أجلنا الكثير وبذل وتعذب وأوذي من أجل هذا الدين العظيم.
    • أيضا من أجل أن نعيش في سلام واطمئنان، وهو الذي أخرج هذه الأمة الإسلامية من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.
  • فالله بعثه لأجل نشر الدين وتبليغ الرسالة على أكمل وجه.
    • وبالفعل أدى الأمانة صلى الله عليه وسلم ونصر الأمة ونشر الدين في جميع بقاع الأرض، فقال الله تعالى في كتابه العزيز:
    • {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.
  • بعدما بعثه الله تعالى ظل في مكة 13 سنة يدعو الصحابة رضوان الله عليهم إلى الإسلام.
    • ولكن قريش أبت أن تطيع النبي وتؤمن به، ولا تقف عند هذا فقط، بل حاربت النبي والصحابة؛ لأجل إبطال هذا الدين.

باقي الخطبة الأولى

  • فالرسول استمر في الدعوة ولا يبالي لأمر قريش في ظل أن الصحابة كانوا يعذبون من قِبل قريش.
    • بل وصل الأمر بهم أنهم اجتمعوا في دار الندوة واتفقوا على قتل النبي صلوات ربي عليه.
  • أيضا عزموا على هذا الأمر واختاروا من كل قبيلة جماعة حتى يتفرق دمه صلى الله عليه وسلم بين القبائل.
    • ولكن الله تعالى القادر على كل شيء تولى أمر نبيه وحماه من مكر قريش.
  • كذلك عندما اشتد أذى قريش على المسلمين فأمرهم النبي  وقال لهم:
    • “إنَّ بأرض الحبشة مَلِكًا لا يُظلَم أحدٌ عنده، فالْحَقوا ببلاده حتَّى يجعل الله لكم فرَجًا ومخرجًا مِمَّا أنتم فيه”.
  • وبالفعل خرج من المسلمين 12 رجل و4 من النساء ومعهم كان.
    • عثمان ابن عفان وزوجته رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن مسعود، وجعفر بن أبي طالب.
  • فأيها المسلمون، لا بد أن تعلموا جيدًا أن الهجرة كانت صعبة على المسلمين.
    • لأنهم تركوا ديارهم وأموالهم، وذهبوا إلى الحبشة على الرغم أن لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم مختلفة جدًا عن المسلمين.
  • فبعدما وصلوا إلى الحبشة واطمأنوا بها عرفت قريش بأن المسلمين في الحبشة.
    • فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص إلى النجاشي ملك الحبشة.
  • كما طلبوا من الملك أن يرد إليهم المسلمين لأنهم خرجوا عن دينهم، ولكن غضب الملك النجاشي ولا يسمع كلامهم ويسلم المسلمين إليهم.
  • أيضا هذه الهجرة كانت سبب في دخول الكثير من أهل الحبشة في الإسلام.
    • بل آمن وأسلم الملك النجاشي الذي حافظ على المسلمين في بلاده.
    • وعندما توفي النجاشي صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اخترنا لك: خطبة قصيرة عن الهجرة النبوية

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبده ورسوله ومن ولاه وتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أيها المؤمنون، اعلموا جيدًا أن هجرة إلى الحبشة كانت كما قلنا من قبل صعبة على المسلمين، ومع ذلك لم يتركوا الصلاة والعبادات وتعليم القرآن والدين.

والنبي صلى الله عليه وسلم استمر في الدعوة ومعه الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يخافون أي أحد، فهم كانوا موقنين بأن الله تعالى معهم وينصرهم على قريش، وفرجه قريب بإذن الله.

الدعاء

يا عباد الله أدعو الله تعالى وسألوه من فضله وكرمه أن يتقبل دعاءنا:

  • اللهمَّ إنَّا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والسَّلامة من كلِّ إثمٍ، والغنيمة من كلِّ برٍّ، والفوز بالجنَّة والنَّجاة من النَّار.
  • يارب يَا سَمِيعَ الدَّعَوَاتِ، يَا مُقِيلَ العَثَرَاتِ، يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ، يَا كَاشِفَ الكَرُبَاتِ، يَا رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ، وَيَا غَافِرَ الزَّلاَّتِ، اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، الأحْيَاءِ مِنْهُم وَالأمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ.

عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

اقرأ أيضا: من هو أول مولود في الإسلام بعد الهجرة؟

وبهذا القدر نكون قد تحدثنا عن خطبة عن الهجرة إلى الحبشة، فنأمل أن تكون مفيدة ونتعلم منها الكثير من الفوائد، وإلى المزيد من الموضوعات الأخرى.

مقالات ذات صلة