سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

لقد أكد سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بأن هناك أشخاص سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله بسبب أعمالهم الطيبة التي يحبها الله وتقربهم الشديد من الله عز وجل وإطاعته لأمره.

فإذا تحققت جميع الصفات السبع داخل أي شخص مسلم عاقل فسوف يمن الله عليه ويظله يوم القيامة برحمته ومغفرته الواسعة، فيسعى المسلم دائماً وراء أي وسيلة تقربه من الله حتى ينال رضا الله.

ما المقصود يظلهم الله في ظله؟

يجب أن تدرك معنى قول الرسول بأن الله سوف على الأشخاص التي تتسم بصفات سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

وهو يوم القيامة العظيم فنجد أن من أشد المخاوف التي يتعرض لها الناس يوم القيامة هي أشعة الشمس الحارقة المنتشرة،  في جميع الأرجاء دون وجود أي بقعة بها ظل ليتمكنوا من الاستظلال فيها.

وقد قام علماء الفقه والدين الإسلامي بتفسير المعنى اللغوي،  حول حديث النبي الذي ذكر فيه أن هناك سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وسجلوا أربع آراء مختلفة حول المفهوم الصحيح لها وهو كالتالي:

  • يقصد بالمعنى الأول أن يوم القيامة سوف يتعرض جميع الأشخاص للحرارة الشديدة.
    • الصادرة من أشعة الشمس الحارقة ماعدا سبعة أشخاص تتوفر داخلهم سبع صفات حسنة.
    • وسوف يخلق الله لهم بعض الأشياء المحددة لكي يستدلوا بها ليحميهم من أشعة الشمس.
    • وذلك جزاء عما فعلوه من صفات طيبة.
  • كما أن هناك رأي ثان يدور حول أن معظم أشعة الشمس الحارقة لا تتمكن من التأثير على هؤلاء الأشخاص.
    • السبع رحماً من الله ومغفرة لهم، ويعتقد بعض العلماء الآخرين رأي ثالث.
    • وهو أن المقصود بكلمة الظل في حديث النبي هو الظل الناتج عن عرش الرحمن عز وجل.
  • وربما يكون المقصود بهذا الظل أنه ظل الجنة ويستظل به من يدخل الجنة لصالح أعماله.
    • وإيمانه الشديد بالله طوال فترة حياته دون الوقوع في ارتكاب المعاصي.

اخترنا لك: ارحموا عزيز قوم ذل

سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

  • يود جميع المسلمين معرفة ما هي الصفات التي يتحلى بها سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله حتى يجتهدوا ويحققوا هذه الصفات لينعموا بنعيم الجنة العظيم.
  • وتعرفنا على ذلك الأمر من خلال قدوة المسلمين جميعاً وهو النبي محمد الذي كان يسعى دائما لتقريب الصلة بين أمة محمد والله تعالى حتى يشفع له ويغفر ذنوبهم يوم العرض عليه.
  • فلقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة موضحة لنا ذلك الأمر وكافة الصفات التي يجب أن يتصف بها كل مسلم.
    • يريد أن يستظل بظل الله عز وجل ويكون من ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
  • كما يمكن الوصول لذلك من خلال التمعن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ.
    • وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ).
  • وإذا تعمقنا في هذا الحديث النبوي الشريف نجد أن هذه الصفات السبع تحث المسلم على مجاهدة النفس.
    • طوال حياته ليتقرب إلى الله ويتوسل إليه للتمتع بنعيم الجنة وما فيها من خيرات شتى.
  • وأن يتغلب المسلم بكل قوة على حبه للدنيا والأشياء الزائدة فيها ويركز على متاع الآخرة الغير منتهي والدائم معه.
    • ويعتقد بعض العلماء أن هذه الصفات السبع يندرج تحتها أكثر من صفة أخرى سوف تؤخذ يوم القيامة في صالح ميزان حسنات المسلم.

الإمام العادل

  • يعتبر الإمام العادل هي الصفة الأولى التي ذكرها الرسول في حديثه الشريف والتي يريد أن يتصف بها المؤمن التقي.
  • الذي سوف يتنعم بكل نعيم الجنة ويرحمه الله من حرارة يوم القيامة الشديدة، ويقصد بالإمام هنا هو كل شخص يتولى مسؤولية حكم المسلمين والبلاد.
  • فلابد أن يتصف بالعدل ويعدل بين جميع الفئات دون الانحياز لأي شخص منهم.
    • ويقوم بنشر قواعد الإسلام الصحيحة بينهم، ولابد من حمايتهم حتى لا يصيبهم أي ضرر.
  • ويرجع سبب تقديم هذه الصفة على باقي الصفات لأنها من أهم الأمور التي يجب أن.
    • تتحقق في أغلب الدول العربية والإسلامية لكي يعم عليهم العدل والتقوى.

 الشاب الناشئ في عبادة الله

  • يعتبر الشاب الناشئ في عبادة الله واعتاد على الابتعاد عن المنكرات وارتكاب الذنوب التي تغضب الله من عباده.
  • وتم ترتيب هذه الصفة في الدرجة الثانية من ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لكي يجتهد المسلمين في امتلاك هذه الصفة.
  • ويقصد هنا الشاب الذي ولد على محبة الله ونبيه وقضى حياته في الاجتهاد لنشر مبادئ الإسلام الصحيحة بين الناس.
    • ويكونوا ذات قدرة فائقة على تجنب المخطئات والوجوب في الذنوب حتى لا يغضبوا الله منهم.
  • أن يتمكن الشاب من الابتعاد عن ملذات الدنيا التي تلهيه عن طاعة الله ورسوله.
    • وتقديس حياته في العمل وأداء كافة التعاليم الإسلامية المختلفة.

رجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه

  • تحتل هذه الصفة المرتبة الثالثة في أفضل الصفات التي سوف يظل الله سبحانه وتعالى أصحابها بظله العظيم.
  • وهما الذين راجعون الله في كل أمور حياتهم حتى خلواتهم التي لا يراها أحد من الناس والذين يعلموا جيداً بأن الله رقيب لهم ولكل أمور حياتهم ويخافوا من ارتكاب المعاصي.
  • أن يكون ذات تقوى شديدة بالله عز وجل وقد يصل به الأمر البكاء الشديد في خلوته.
  • أيضا خوفاً من عقاب الله له.
  • لاسيما يريد أن يتقرب إلى الله أكثر مما يمكن عن طريق أداء كل الطاعات في خلوته.
  • وإذا كان الشخص يفعل ذلك بكل رياء وتمثيل فلا يجب أن يطلق عليه هذا اللقب.

شاهد أيضا: فليقل خيرا أو ليصمت

رجل تعلَّق بالمسجد

  • وهو أن يتعلق قلب المسلم بالصلاة في المسجد ويؤدي كل فرائضه في المسجد بدلاً من أدائها في المنزل ويعتبر ذلك من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
  • وتعتبر المنازل هي البيوت التي يعلو فيها اسم الله ويشعر الإنسان داخله بشيء من الطمأنينة وهدوء النفس.
  • ونجد أن هذه الصفة من أعظم الصفات التي يحبها الله ويحب كل المسلمين الذين يظلون داخل المسجد.
    • لأداء مناسك الصلاة بكل خشوع وتقرب منه، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز.
    • (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ.
    • عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).

رجلان تحابا في الله

  • هما الشخصين المحبين لبعضهم دون سبق معرفة لهم أو تجمعهم بعض المواقف.
    • في نبض قلوبهم بالحب في الله وهو من أعظم درجات الحب التي من الممكن أن يحصل عليها الإنسان يخلو منها مشاعر الزيف والكذب.
  • فإذا اجتمع شخصين على الحب في الله دون المنافقة في هذا الشعور فهنيئاً لهما بنيل حماية الله وظله يوم القيامة.

رجل يخاف الله من فتنة النساء

  • تمثل هذه الفئة أهم الفئات التي يجب النظر إليها من خلال مجتمعنا الحاضر لكي يتمكن المسلم من التحكم في شهواته وملذات الدنيا للكسب بالحياة الأبدية وحياة الجنة بعد الممات.
  • ويقصد هنا جميع الرجال الذي ابتعدوا عن الذنوب والوقوع في الخطيئة وتجنبوا أي شبهات تجمع بينهم وبين النساء إرضاءاً الله ورحمة.
  • ويعتبر الزنى أعظم الكبائر عند الله فمن فاز بالابتعاد عن معصية الله.
    • وتجنب حدوث الزنى طوال حياته فهنيئاً له بنعيم الجنة.
  • كما يكون من ضمن الأشخاص السبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وذلك جزاءاً لأعماله الحسنة.

رجل ينفق في سبيل الله

  • وتأتي هذه الصفة في المرتبة السابعة في أفضل الصفات المحببة إلى الله عز وجل.
  • وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد في حديثه بكلمة الرجال هنا بأن ينفق كلاً من الرجل والسيدة بعض الأموال في سبيل الله لمساعدة الفقراء.
  • وتعتبر الصدقة هي أعظم العبادات التي من الممكن أن يتقرب بها المسلم إلى ربه.
    • عن طريق إعطاء بعض المبالغ المالية إلى الأشخاص الفقراء التي تستحق ذلك وتعيش بلا مأوى وذلك لمساعدتهم.
  • أيضا لا بد أن تتم هذه الصدقة بطريقة سرية لا يعلمها سوى الله والشخص الحاصل على الصدقة.
    • حتى لا تبطل حسناتها ولا تصبح بهدف التزييف والكذب فإن الله يعلم ما في نفوس الجميع ولا يخفي عليه أمراً.

وفي النهاية بعد أن تعرفتوا على من هم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلابد أن يتحلى كل مسلم يبحث عن متاع الآخرة بهذه الصفات السبع.

وأن يعزم على أدائهم ابتغاءاً لوجه الله وتقرباً منه حتى يحصل على رحمة الله ومغفرته الواسعة.

مقالات ذات صلة