عدة المرأة المتوفى زوجها

يتميز الإسلام عن بقية الأديان والشرائع ببعض الأحكام والأمور التعبدية، التي يجب أن يقوم بها المسلم تعبّْدًا لله وخضوعًا لأوامره.

ومن بين هذه الأحكام العدة التي يجب أن تلتزم بها المرأة عند وقوع ما يوجبها، وسنقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على عدة المرأة المتوفى زوجها

ما هو معنى عدة المرأة المتوفى زوجها؟

عدة المرأة التي توفى عنها زوجها هي المدة الزمنية التي يجب أن تبقى فيها المرأة في بيتها بعد وفاة زوجها.

وذلك التزامًا لأوامر الله عزّ وجل وعبادةً له، وكذلك حزنًا وحدادًا على زوجها.

بالإضافة إلى التأكد من براءة الرحم من أجل عدم اختلاط الأنساب.

وتختلف عدة المرأة التي توفى زوجها فيما إذا كان حامل أو غير حامل.

شاهد من هنا: معلومات عن عدة المطلقة

ما هي الحكمة التي نرتجيها من اعتداد المرأة بعد وفاة زوجها؟

لقد شرع الإسلام عدة المرأة المتوفى زوجها لعدة أسباب ومنها:

  • أولى هذه الأسباب وأهمها هو الحفاظ على الأنساب.
    • ففي أثناء العدة يستبرئ الرحم من ماء الرجال ولا يحدث اختلاط مطلقًا.
    • وفي حال كان هناك حمل فمن حقه ألا يحدث زواج حتى تضع حملها.
  • العدة للمرأة التي توفى زوجها يعتبر وفاء للزوج الذي له فضل كبير على الزوجة.
    • حيث تقضي المرأة عدتها في نفس البيت التي عاشت فيه حياتها مع زوجها كي تعيش فترة العدة وهي تتذكر زوجها وتدعو له بالرحمة والمغفرة.
  • تعتبر عدة المرأة التي توفى زوجها حق من حقوق الأولاد.
    • وهو الحداد على أبيهم مدة محددة حددها الشرع الحنيف.
  • العدة هي أمر من الله تعالى، لذلك فإن التزام المرأة بالعدة يعتبر تقرب إلى الله تعالى عن طريق الالتزام بشرعه وأوامره عز وجل.

حُكم ومدة عدة المرأة ألتي توفى زوجها

لقد أثبت الشرع الحنيف بإجماع الفقهاء على وجوب العدة على المرأة التي توفى زوجها، وذلك لورود حكم العدة في القرآن الكريم وفي صحيح السنّة المطهرة، أما مدة العدة فلها حالتين وهي:

  • إن كانت المرأة غير حامل فعدتها أربع أشهر وعشرة أيام.
    • قد ورد ذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة (والذينَ يُتوفونَ منكمْ ويذرونَ أزواجًا يتربصنَ بأنفسهنَّ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا فإذا بلغنَ أجلهنَّ فلا جُناح عليكمْ فيما فعلنَ في أنفسهنَّ بالمعروفِ واللهٌ بما تعملونَ خبيرٌ)، كما روى الإمام مسلم من حديث أم عطية قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا).
  • إن كانت المرأة حامل فتنتهي عدتها حال وضع حملها.
    • وهذا مبين في قوله تعالى (واللائي يئسنَ منَ المحيضِ منْ نسائكمْ فعدتهنَّ ثلاثةَ أشهرٍ واللائي لم يحضنَ وأولاتُ الأحمالِ أجلهنَّ أنْ يضعنَ حملهنَّ ومنْ يتقِ اللهَ يجعل له من أمره يسرى).
    • كما روى الأمام البخاري من حديث أم المؤمنين أم سلمة.
      • فيما روته عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم (قتل زوج سُبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخُطبت فأنكحا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو السنابل فيمن خطبها).
  • تبدأ المرأة العدة في اللحظة التي يتوفى فيها زوجها.
    • حيث أقرّ الشرع أن العدة واجبة على المرأة المتزوجة سواءً دخل بها زوجها أو لم يدخل بها.
    • وذلك توقيفًا على نص الآية التي لم تميز بين الحالتين.
    • وفي حال لم تعلم المرأة بوفاة زوجها إلا بعد انقضاء مدة العدة فلا عدة عليها بإجماع الفقهاء.

ما هو الواجب على المرأة خلال فترة العدة؟

هناك بعض الأمور التي يجب على المرأة أن تقوم بها أثناء قضائها فترة العدة وهي:

  • الاعتداد: ويعني شرعًا عدم الزواج للمدة المنصوص عنها في الآية الكريمة وهي أربع أشهر وعشرة أيام في حال كانت المرأة التي توفى عنها زوجها ليست حامل.
  • الحداد على الزوج: ويعني لزوم البيت وعدم التزين أو لبس المزركش أو المصبوغ من الثياب.
    • وعدم التطيب أو وضع الكحل، وعدم لبس الحلي أو أي من أدوات الزينة أو المجوهرات.
    • وعدم وضع المساحيق أو أي من المواد المغرية.
    • وذلك نزولًا عند قوله عليه الصلات والسلام فيما روته أم سلمة (المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشّقة.
    • ولا تختضب ولا تكتحل).
    • ويعني أنها تمتنع عن هذه الملابس حتى تقضي مدة عدتها وهي أربع أشهر وعشرة أيام.
  • لزوم بيتها: حيث يجب على المرأة التي توفى زوجها أن تلزم بيتها وألا تخرج منه إلا لعذر.
    • وذلك طوال مدة العدة، فعن الفريعة بنت مالك رضي الله عنها قالت توفي زوجي بالقدوم.
    • وهو موضع في المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أن دارنا شاسعة فأذن لها ثم دعاها فقال لها (أمكثي في بيتك أربعة أشهر وعشرة أيام حتى يبلغ الكتاب أجله).

هل على التي فُقد زوجها من عدة؟

لقد كثر السؤال عن هذا الأمر حيث اختلف الفقهاء فيه، حيث أن رأي الإمام أبو حنيفة والإمام الشافي أن من فقدت زوجها أو غاب عنها من دون أن تتأكد من موته فليس عليها عدة إطلاقًا حتى تتأكد من موته.

أو أنه طلقها ثلاث طلقات مع وجود دليل على الطلاق، أما رأي الإمام المالكي أنه من غاب عنها زوجها تتربص بنفسها أربعة سنين ثم بعد ذلك تقضي عدة التي مات عنها زوجها وهي أربعة أشهر وعشرة أيام ثم بإمكانها الزواج بعد ذلك.

اقرأ أيضًا: شروط عدة المطلقة في الإسلام

الأحكام التي وضعها الإسلام للأرملة أو المرأة المطلقة

هناك عدد من القوانين وضعها الشرع الحكيم بالنسبة المرأة التي مات عنها زوجها أو للمطلقة، وهي:

  • إذا مات زوج المرأة المتزوجة ولم تكن حامل، أو مات زوج المرأة التي عقد قرانها ولم يتم الدخول بها.
    • فالعدة الواجبة هي أربع شهور وعشرة أيام وذلك بناءً على نص الآية (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهنّ أربعة أشهرٍ وعشرًا).
  • عدة المرأة التي توفى زوجها ولم يتم الدخول بها تمامًا كعدة المرأة التي دخل بها وذلك لأن المرأة بمجرد كتابة العقد أصبحت زوجة شرعًا.
  • إن عدة المرأة الحامل حتى تضع حملها حتى ولو تم ذلك بعد الوفاة مباشرةً.
    • وذلك تبعًا للآية الكريمة (وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ).
  • عدة المرأة التي يئست من المحيض لكبر سنها فعدتها إذا مات زوجها ثلاثة شهر لقوله تعالى: (واللائي يسن من المحيض من نسائكم فعدتهنّ ثلاثة أشهر).
  • على المرأةِ المعتدّةِ أن تقضي مدة عدتها في بيت زوجها إلا في حال خافت من العدو أو من اللصوص، أو طردها صاحب البيت فتقضي عدتها في هذه الحالة في بيت أهلها.
  • يجوز للمرأة المعتدة أن تمتشط وتستحم وترتدي اللباس النظيف.
    • بشرط أن لا يكون لباس زينة، وعليها ألا تخاطب الرجال إلا للضرورة.
  • لا يمكن خطبة المرأة المطلقة أو كتابة عقدها حتى نهاية فترة عدتها وهي.
    • أربعة أشهر وعشرة أيام للمرأة التي توفى زوجها.
    • وثلاثة أشهر للمرأة المطلقة، وفي حال العقد على المرأة المعتدة.
    • فيعتبر هذا العقد غير صحيح شرعًا.

شاهد أيضًا: تفسير حلم الطلاق للرجل المتزوج

وبالتالي نرى أن شرعنا الحنيف قد فصّل لنا عدة المرأة التي توفى زوجها بصورةٍ كبيرة، وأعطى هذا الأمر ما يستحقه من الشرح بحيث لم يترك للسائل أي مجال للالتباس أو الخطأ.

مقالات ذات صلة