شمس الدين الذهبي

شمس الدين الذهبي هو أحد الأئمة العظماء، فهو الذي جمع بين أمرين مهمين  لم يتم الجمع بينهما إلا من قِبل قلة مختارة من الأفراد اللامعين في تاريخنا.

فقد كان مدرسة في حد ذاته، لأنه جمع بين الفهم الشامل للتاريخ الإسلامي، والمواقف والأفراد مع فهم شامل للقوانين التي تحكم معظم الرجال، وطرق تغييرهم، لذلك إليكم هذا المقال الشامل خلال mqall.org.

شمس الدين الذهبي

فيما يلي نعرض لكم نبذة سريعة عن حياة شمس الدين الذهبي:

  • نشأ شمس الدين الذهبي في منزل من أصول تركية في سوريا، ثم أقام في ميافارقين، حيث كان جد والده الذي يدعى قيماز قد عاش حياته كلها هناك.
  • وقد تمكن من النجاح في قطاع تجارة الذهب منذ أن عمل والده فيه، ثم صنع لنفسه اسم الذهبي.
  • في الثالث من أكتوبر 1274 ميلادياً ولد محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في كفر يقع بالقرب من مدينة دمشق، ويسمى كفر بطنا.
  • ألقى له شيخه محمد عبد العزيز الدمياطي درسه في الجامع الأموي، بسبب معرفته المبكرة بهذه التقنية.
  • التفت إليه، وأخذ وقته، وتبع شيوخه، وبدأ رحلته الطويلة تقديم طلبه في الوقت الذي كان يحصل فيه على القراءات، حيث كان لديه ميل قوي لسماع الحديث.
  • بدأ المشاركة في مجموعات تحفيظ القرآن منذ سن مبكرة واستمر حتى تعلم القرآن وأتقنه.
  • وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره بدأ يتعلم القراءات.
  • كما درس مع شيوخ القراءة في زمانه، وكان أبرزهم العسقلاني، وتعلم أيضاً من الشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن غال.
  • بالإضافة إلى أنه تمكن من تلاوة القرآن الكريم بسبع قراءات.

شاهد أيضا: شيخ الإسلام ابن تيمية

حياة شمس الدين الذهبي العلمية

أما الآن إليكم نبذة عن الحياة العلمية التي قد عاشها شمس الدين الذهبي:

  • تولى إدارة دار الحديث في تربة أم صالح، وهي أحد أهم مراكز الحديث في دمشق.
  • وكان ذلك بعد وفاة شيخها كمال الدين بن الشريشي عام 1318 م تولى الحكم.
  • وبعد وفاة البرزالي انضمت إليها مشيخات أخرى، منها مدرسة النفيسي ودار الحديث الظاهرية في عامي 1228 م، 1338 م على التوالي.
  • وفي نفس العام تولى مشيخات دار الحديث ومشيخة مصحف التنظيم، وذلك بعد أن أنهى الإمام الذهبي أسفاره ليتعلم من أكثر من ألف خبير.
  • ثم بدأ التدريس، وقاد الدوائر العلمية لطلابه، كما أنه ركز على التكوين والتصنيف بشكل خاص.
  • بينما بدأت مسيرته العلمية في مسجد قرية كفر بطنا في حي الغوطة بدمشق، حيث درس البلاغة عام 1303 ميلادياً، وقد مكث فيها حتى سنة 1318 ميلادياً.
  • لذلك قد أنتج في هذه البلدة أفضل الكتابات العلمية والدينية، وكانت الفترة التي قضاها هناك هي الأكثر فاعلية في حياته.
  • كان قادرًا على تعليم عدد كبير من التلاميذ في المؤسسات التي تولاها.
  • وذلك نظرًا لفهمه الواسع للحديث وعلومه وتاريخه وفنونه، فقد توافدت عليه وفود من جميع أنحاء العالم الإسلامي للحصول على معلومات حيث ساعدت شهرته وشعبية منشوراته على ترسيخ مكانته حتى الآن.
  • وقد حضر أفضل الحداثيين والمحافظين هذه المؤسسة المستقلة للتخرج.
  • بالإضافة إلى ذلك تم تصوير العديد من تلاميذ الذهب النجباء بأعداد كبيرة في كتابات القرن الثامن الهجري.

اقرأ أيضا: أين ولد ابن ماجه

مؤلفات شمس الدين الذهبي

إليكم الآن نبذة عن المؤلفات التي تركها شمس الدين الذهبي، وأشهرها:

  • قد تمكن شمس الدين الذهبي من إنتاج أكثر من 200 إصدار للإمام الذهبي خلال حياته.
  • وقد غطت مجموعة واسعة من الموضوعات الثقافية الإسلامية مثل القراءات والحديث وتعريفه والفقه وتاريخه والمعتقدات وغيرها.
  • وبالنسبة لأمهات الكتب التاريخية التي كتبها قبله قد كتب الإمام الذهبي ملخصات إلى ثلث هذا العدد.
  • وقد فعل ذلك من خلال تلخيص تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ودمشق لابن عساكر، ونيسابور لأبي عبد الله الحكيم النيسابوري، ولابن يونس كتاب الحديقتان في خبر.
  • كما كتب ملخص لابن الأثير أسد الغابة، واختصر أيضا الملخص الذهبي لكتب شاكر مصطفى في 370 عملاً.

أشهر مؤلفاته

  • العبر في خبر من عبر.
  • تهذيب الكمال.
  • الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة.
  • ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
  • معجم الشيوخ.
  • المعجم المختص بالمحدثين.
  • سير أعلام النبلاء.
  • تاريخ الإسلام.
  • معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار.
  • أسماء من عاش ثمانين سنة بعد شيخه أو بعد تاريخ سماعه.
  • المغني في الضعفاء.
  • الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم.
  • أهل المئة فصاعدا.
  • تذكرة الحفاظ.

وفاة شمس الدين الذهبي

كيف انتهت حياة الإمام العظيم شمس الدين الذهبي، إليكم الإجابة:

  • استمر الإمام الذهبي في نشاطه، حيث كان يحاضر في خمس مدارس للأحاديث، ويكتب حتى ذهب كل بصره، وأصبح أعمى.
  • وبقي على هذا الحال عدة سنوات حتى 1348 ميلادياً، وتلك هي سنة وفاته.
  • ونعلم جميعا أن الأعمال الرائعة التي تركها الإمام الذهبي، وشهادة معاصريه تتحدث عن الشهرة التي اكتسبها الإمام الذهبي في أيامه.
  • وقد تكون إحدى هذه الشهادات، هي شهادة تاج الدين السبكي، وهو أحد تلامذته، وقد قال عنه: “كان عصرنا يحتوي على أربع حافظات، من بينها عامة ومحددة : البرزالي، والذهبي والأب الشيخ، والمزي.
  • واستكمل حديثه قائلًا: وفي أيامهم لم يكن هناك أعظم من هؤلاء فيما يتعلق بمدربنا وأستاذنا الشيخ أبو عبد الله الذهبي.”
  • فقد كان لديه رؤية لا مثيل لها وكنزًا يكون بمثابة ملاذ في أوقات الشدة.

شاهد من هنا: ابن تيمية شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم

شمس الدين الذهبي من الأشخاص الذين تركوا أثر قوي في تاريخ الإسلام، والدراسات الإسلامية، وقد كان معلماً وإماماً لعدد كبير من التلامذة الذين أكملوا مسيرته، وتمسكوا بنهجه حتى بعد وفاته.

مقالات ذات صلة