مصادر الثقافة الإسلامية

مصادر الثقافة الإسلامية هي عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ التي يتمسك بها الأشخاص في المجتمع الذين يعيشون به، وتلك المصادر هي التي تقود حركتهم وسلوكياتهم ليحققوا أهدافهم في الحياة.

فيوجد عدد من المصادر تميز الثقافة الإسلامية عن غيرها من الثقافات، سنوضحها لكم في مقال اليوم.

مصادر الثقافة الإسلامية

هناك مجموعة من المصادر التي تخص الثقافة الإسلامية بشكل أساسي وسنعرضها كالتالي:

القرآن الكريم

منذ نزول القرآن الكريم أصبح المرشد الرئيسي لحياة المؤمنين، المؤمنون يستقبلونه ليعملوا به، ولا يتجاوزون 10 آيات منه حتى يعرفوا ويتصرفوا حسب المعرفة والعمل الذي يحتويه.

كما تميز القرآن بخصائص كثيرة جعلته أهم مصدر للثقافة الإسلامية، ومرجع للمصادر الأخرى، فيما يلي أهم خصائص القرآن الكريم:

كما أدعوك للتعرف على: متى ظهرت الفلسفة الإسلامية

الحفظ الدائم

  • حفظ الله نص القرآن، وعهد بالحفاظ عليه إلى ساعة القيامة، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون).
  • القرآن الكريم يجعل الثقافة على مر العصور مبنية على مصدر موثوق يدل على ذلك قوله تعالي: (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

الكمال الشامل

  • أكمل الله تعالى دينه، واكتملت نعمة الله تعالى بإتقان الشرائع الخارجية والداخلية والأصول والفروع.
  • كان الكتاب والسنة كافيين في أحكام الدين وأصوله وفروعه.
  • قال تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) ويقول تعالى: (وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نـزلَ إِلَيْهِمْ)

التكامل المتوازن

  • لم يقتصر القرآن في حديثه على العقل وحده، ولم يقتصر على الخطاب المتعلق بالآخرة بدون الدنيا، بل كان متوازناً في تكامل رائع بين الدنيا والآخرة.
  • يتضح ذلك في قوله تعالي: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
  • كما في قوله تعالي: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
  • يأمر الله الناس في كتابه الكريم بالتوازن في عيشتهم وذلك من خلال قوله تعالي: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً).

الدليل الواضح

  • إن القرآن الكريم في إثبات أصول الدين ومعتقداته يسير على طريق ترسيخ المنطق الواضح الذي لا يجد أمامه الخصم الساعي عن الحق إلا الخضوع المطلق.
  • ظهر ذلك في قوله تعالي: (لَوْ كانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) فالله يدحض فكرة الشرك وتعدد الالهة بتلك الآية.

الحاكم المطلق

  • في عقيدة المسلم يعد القرآن الكريم هو الحاكم على كل شيء، لأنه الحق المطلق الذي يجب الإيمان به والعمل به، والعودة إلى حكمه.
  • تنعكس خصائص الحكم المطلق على ثقافتنا الإسلامية، واستقرارها في أصلها بحيث لا تنجذب إلى الآراء البشرية أو النزوات النفسية، ومنسجمة مع العقل البشري، بحيث لا تتعارض مع فرضياته، ومبادئه.
  • تبقى الأصول ثابتة ولا تتغير مع تغير الزمان والمكان والأعراف الاجتماعية، ويتضح ذلك في قوله تعالي: (كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)، كما تنعكس إيجابياً على وحدة الشعوب الإسلامية، وفي قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)

السنة النبوية الشريفة

  • تعد السنة النبوية الشريفة من ثاني أهم مصدر للثقافة الإسلامية، فهي تضم الإرث النبوي العظيم.
  • ساهمت السنة النبوية في إعادة تشكيل الوعي الإسلامي بشكل رائع، فرسول الله صلى الله عليه وسلم مثال رائع على ذلك لا مثيل له.
  • الرسول صلي الله عليه وسلم هو القدوة الأسمى للمسلمين، فحرص المسلمون على متابعة أخباره، ومعرفة أقواله وآرائه، على أمل اتباع منهجه النبيل الجليل.
  • من زار الدول الإسلامية يجد أثر واضح للسنة النبوية الشريفة على الثقافة الشائعة بين الناس.
  • يظهر أثر السنة النبوية في تكرار بعض الأحاديث النبوية دائماً وباستمرار.
  • يردد بعض الناس أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يعلم أن ما يقوله منسوب إلى شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • لابد أن ندرك أن هناك طريقتين خطيرتين في التعامل مع السنة النبوية وهما:

الطريقة الأولى

  • الشك في صحة السنة، ودعاء الناس إلى تركها بحجة ضعف بعض الروايات، وتجاهل كل ما فعله علماء الأحاديث في الدفاع عنها وإيضاح الصحيح من ضعف موضوعاتها.

الطريقة الثانية

  • التسيب في ضم ما ليس من السنة بحجة الوعظ والتذكير لجذب الناس بهذه المواضيع والأشياء الغريبة التي قد تصل إلى مخالفة أحكام القرآن الكريم كما في بعض روايات.
  • عدم إدراك خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) [رواه البخاري ومسلم]

منقولات الصحابة والتابعين

  • الصحابة رضي الله عنهم يعتبرون أصحاب الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • إنهم الذين تحملوا المشقة والإرهاق لإيصال هذه الرسالة المتسامحة إلى جميع أنحاء العالم.
  • أننا كمسلمين نعيش اليوم في القرن الرابع عشر الهجري، ونشهد لله أن هذا الجيل العظيم قد حقق الثقة علي أكمل وجه.
  • وبسبب ارتباط المسلمين القوي بالصحابة الكرام، أصبحت مواقفهم وأقوالهم جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسلامية.
  • ما ينطبق على الصحابة بدرجات متفاوتة ينطبق على كل من تبعهم من التابعين، وعلماء الشرف، والمجاهدين، والصالحين، والمفكرين، وغيرهم ممن ساهموا في خدمة الدين الإسلامي الصحيح وتقديمه للعالم بأفضل صورة، بغض النظر عن مجال تميزها وبروزها.

كما يمكنكم الاطلاع على: أهمية الثقافة الإسلامية

مصادر الثقافة الإسلامية غير المباشرة

  • التاريخ الإسلامي حيث يمثل التاريخ بشكل عام ثقافة الشعوب، وغالباً ما يشار إليه لكي تتعرف الأجيال الجديدة على عظمة أسلافهم وتتبع خُطاهم.
  • وينطبق الشيء نفسه على التاريخ الإسلامي المليء بالفتوحات والبطولات الإسلامية التي قام بها الإسلام لنشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء الأرض.
  • يعتبر دراسة التاريخ الإسلامي مصدراً مهماً لكي نتعرف على الثقافة الإسلامية.
  • تعتبر اللغة العربية مصدر ثانوي غير مباشر للثقافة الإسلامية، ويتضح ذلك عندما نزل الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية، فقال: (اقرأ)، وهذا كان أول ما نزل على رسولنا الكريم في غار حراء.
  • في الوقت الحاضر، تراجعت مكانة اللغة العربية بين اللغات الأخرى، لذلك من الواجب على كل مسلم دعم اللغة العربية والاهتمام بها لأنها لغة التراث الإسلامي.

اقرأ أيضا: مظاهر التنوع الثقافي في العالم وبعض أبعاد الهوية الثقافية

وهكذا نكون عبر موقع مقال mqall.org ذكرنا لم كل مصادر الثقافة الإسلامية في مقال اليوم، نتمنى أن ينال المقال إعجابكم.

مقالات ذات صلة