علاج الحبل الشوكي المقطوع

علاج الحبل الشوكي المقطوع، الحبل الشوكي، أو كما يطلق عليه النخاع الشوكي، والذي يتواجد بداية من نهاية الدماغ، ويمتد داخل العمود الفقري، و يتضمن مجموعة من الأعصاب.

تبدأ من الجهاز العصبي داخل المخ، للأسف قد يتعرض في بعض الأحيان للإصابة بالضرر، أو القطع، وبالتالي؛ يفقد الانسان القدرة على الحركة في كثير من الأحيان، ولذلك سنتناول في هذا المقال؛ علاج الحبل الشوكي المقطوع.

تعريف الحبل الشوكي spinal cord

هو عبارة عن أنبوب طويل جداً، هش، يبدأ من مؤخرة الرأس، وينتهي عند نهاية العمود الفقري، ويحمل مجموعة من الأعصاب.

مسؤولة عن إرسال واستقبال الأوامر بين المخ، و بقية أجزاء الجسم.

وكذلك هو المركز الذي يستقبل ردود الأفعال، أو ما يسمى (بالمنعكسات).

ويحيط بالنخاع الشوكي ثلاثة أغلفة نسيجية أو كما يطلق عليها (السحايا).

وتلك الفقرات التي يبلغ عددها 26 فقرة، في الشخص البالغ؛ هي المسؤولة عن حمايته.

وتحاط تلك الفقرات بفواصل تسمى الأقراص الغضروفية، وهي التي تعمل على امتصاص الصدمات.

بالإضافة إلى أنها  تتيح الحركة، والمشي، والجري، وما الى ذلك أي إنها مثل الوسائد تماماً.

اقرأ أيضا: كدمات الحبل الشوكي وطرق علاجها

علاج الحبل الشوكي المقطوع

  • يُعالج العديد من الأشخاص سنوياً، من الحوادث التي ينتج عنها إصابة، أو قطع، للحبل الشوكي.
  • في الواقع تكون معظم هذه الحوادث متعلقة بحوادث السير، ولكن يتأتى هنا سؤال؛ هل يوجد علاج بالفعل للحبل الشوكي المقطوع؟

يتوقف علاج النخاع الشوكي على درجة الإصابة؛ التي تعرض لها الشخص.

وهنا دور العلاج يقتصر على علاج المضاعفات؛ الناتجة عن القطع وليس القطع نفسه.

في الحقيقة لا يتواجد للأسف حتي الآن  علاج موثق؛ للنخاع الشوكي المقطوع.

ولكن على الرغم من ذلك؛ لا تتوقف الدراسات والأبحاث والعلماء.

عن البحث عن علاجات جديدة، تعيد الأمل للأشخاص؛ الذين توقفت حياتهم، وحالياً يحاول العلماء بالعقاقير الطبية والأجهزة التعويضية.

التي من شأنها؛ المساهمة  في نمو خلايا عصبية جديدة.

وبالتالي تحسين وظائف النخاع الشوكي، بعد الضرر الذي لحق به.

وفي الواقع يمر العلاج بعدة خطوات تبدأ من الإسعافات الأولية، ثم وصول المريض إلى الطوارئ، وبعدها أخيراً إعادة التأهيل.

أولاً الإسعافات الأولية

يبدأ علاج المريض بالنخاع الشوكي المقطوع؛ بالإسعافات الأولية.

وأهم ما تشتمل عليه هذه الخطوة؛ هو عدم القيام بتحريك المريض من مكان الحادث؛ حتى تصل سيارة الإسعاف.

و ذلك من شأنه؛ منع المزيد من الأذى عن النخاع الشوكي؛ إذ أن العمود الفقري يمكن أن يكون قد تعرض للكسر.

بالإضافة إلى أنه عندما يتم نقل المريض إلى المستشفى يقوم فريق الإسعاف الطبي برفعه مرة واحدة دون ميل أو اهتزاز.

لتلافي تحريك الفقرات والعمود الفقري كله.

وأيضاً عندما يصل المريض للمستشفى؛ يتم إيداعه حجرة الطوارئ.

ثم علاج المضاعفات المصاحبة للكسر الفقري؛ مثل مشاكل التنفس والدورة الدموية.

وكذلك تحديد مدى درجة الإصابة للنخاع الشوكي وما يحتاجه وتتضمن خطوات المستشفى ما يلي:

  • الجراحة
  • السيترويدات
  • أدوية تعمل على معالجة تجلط الدم.
  • إعادة التأهيل.

أولًا الجراحة

  • تعد الساعات الأولى من الإصابة؛ وبالأخص أول 24ساعة؛ هي الوقت الأمثل للقيام بالجراحة.

إذ أن  ذلك له أفضل الأثر في النتائج.

حيث يتحسن الأشخاص؛ الذين يتلقون الجراحة أول 24 ساعة، عن أقرانهم الذين تأخروا في القيام بها.

حيث أن فرصهم في حدوث التهابات في مجرى البول، أو حدوث تلف لعضلة القلب، أو مضاعفات للالتهاب الرئوي؛ تكون ضعيفة للغاية، خاصة في حالة قطع الحبل الشوكي الجزئي.

قد يهمك: ما الذي ينقل الاشارات بين الدماغ والحبل الشوكي؟

السيترويدات

للسيترويدات دور مهم جداً في علاج الحبل الشوكي المقطوع، لعدة أسباب منها الآتي:

  • تجنب انفلات بروتين الخيط؛ الخاص بالأعصاب من الحبل الشوكي.
  • المحافظة على الأعصاب داخل المخ، وإصدار وإرسال الأوامر العصبية.
  • خلق فرص أفضل للدم داخل النخاع الشوكي؛ إذ إنها تحسن وصوله بطريقة سليمة.
  • المحافظة على بنية النخاع الشوكي، عن طريق خفض الأكسدة للدهون.

تجنب الضرر الذي ينتج عن الفقر الدموي؛ الذي يصيب المريض نتيجة للحادث.

الأدوية التي تعالج تجلط الدم

عند بداية العلاج لا ينبغي تحريك المريض المصاب بالنخاع الشوكي المقطوع.

فكنتيجة  تحدث له الجلطات، ولذلك يقومون بإعطاء المصاب، أدوية مانعة لتخثر الدم.

ولكن للأسف فإن هذه العقاقير؛ تعمل على جعل المريض أكثر عرضة للنزف؛ بسبب قيامه بالكثير من الجراحات.

وذلك لعلاج الضرر الذي يحدث بسبب الحادث.

ومع ذلك يمكن استخدام هذه الأدوية، لكن شريطة استخدامها بحذر؛ لإنقاذ حياة المصاب،  بالإضافة إلى تحري الوقت الملائم.

مرحلة إعادة التأهيل

تعني تأهيل الشخص نفسياً لتقبل واقعه الجديد.

  • وتتمثل في جعل المصاب يعتمد على نفسه، قدر الإمكان دون مساعدة أحد.
  • تدعيمه نفسياً؛ للوصول إلى جعله يرضى بأسلوب حياته الجديد.
  • دفعه للاندماج في الوسط المحيط به، والمجتمع عموماً.

وتنقسم مرحله إعادة التأهيل إلى:

مرحلة مبكرة

وفيها يعمل الأطباء على تجنب المضاعفات، ومنعها.

وكذلك العمل على الوصول إلى علاج  الأعصاب، وإنقاذ الجزء الأكبر منها.

مرحلة متأخرة

وفي هذه المرحلة يكون المريض قد أصيب بالشلل فعلياً وعليه تقبل نمط حياته الجديد والتسليم بالأمر الواقع.

أسباب انقطاع الحبل الشوكي

تشكل حوادث السير السبب الأساسي في انقطاع الحبل الشوكي ولكن هناك أسباب أخرى منها الأتي:

  • التعرض للسقوط من مرتفعات.
  • التعرض لطلق ناري.
  • الإصابة الرياضية التي تحدث نتيجة بعض الممارسات الرياضية مثل رياضة الغوص.
  • حدوث مشكلات وخلل في الأوعية الدموية.
  • الإصابة بالأورام.
  • التعرض للالتهابات بسبب العدوى البكتيرية.
  • الإصابة بفقار الرقبة أو (الفقار الرقبية)، أو الإصابة بالهشاشة وبالتالي التعرض للكسور.
  • الإصابة بالتصلب اللويحي.

أنواع القطع التي يمر بها الحبل الشوكي عند إصابته

تتضمن أنواع القطع للحبل الشوكي نوعين:

 قطع كلي أو إصابة كاملة و في تلك الحالة؛ يتعرض الشخص لفقدان الحركة، والإحساس بشكل كامل.

قطع جزئي أو إصابة جزئية بمعنى إحساس الشخص ببعض الأعصاب، و قدرته على تحريك بعض العضلات.

أعراض انقطاع الحبل الشوكي

تعتمد الأعراض بشكل أساسي على مكان الانقطاع في الحبل الشوكي ومدى درجة الإصابة وهي كالاتي

الشلل

الإصابة بالشلل يمكن أن  يكون رباعياً بمعنى:

فقدان القدرة التامة على تحريك الجذع، و الذراعين بالكامل، و القدمين و أعضاء الحوض.

وكذلك قد يكون شللً جزئياً، أو نصفياً، وفي تلك الحالة يشمل التأثير على القدمين، وجذع الجسم، وأعضاء الحوض.

  • عدم التمكن من التحرك.
  • عدم القدرة على الإحساس بالسخونة، والبرودة، وفقدان حاسة اللمس.
  • الإصابة بعدم التحكم في عملية التبول، والتغوط.
  • حدوث بعض من التشنجات، وأفعال لا إرادية.
  • صعوبة في ممارسة الجنس أو إنجاب الأطفال.
  • الشعور بألم، ووخز؛ بسبب الضرر الذي لحق بالألياف العصبية في النخاع الشوكي.
  • الشعور بضيق في الصدر عند التنفس، والسعال، والبلغم

المضاعفات المترتبة على انقطاع الحبل الشوكي

  • حدوث عدوى في الكلى ومجرى البول، إذ أن البول عندما يتجمع في المثانة يزيد فرص الإصابة.

بالالتهابات التي تصيب الكلى والمجاري البولية بسبب دم القدرة على التحكم في منطقه المثانة.

  • حدوث ارتفاع وانخفاض في ضغط الدم، وذلك يسبب تأذي جهاز الدوران الناتج عن انقطاع الحبل الشوكي.

وبالتالي ظهور الجلطات.

  • عندما يحدث قطع في الأعصاب المسؤولة عن الجهاز التنفسي و الحلق، تزيد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي
  • عند انقطاع الحبل الشوكي يؤدي ذلك إلى عدم الحركة.

وبالتالي؛ تترتب عليه السمنة المفرطة، وكذلك حدوث ضعف وضمور في العضلات، بالإضافة إلى أمراض القلب.

  • عندما يمتنع الإنسان عن الحركة، ويشعر بأنه غير قادر على قضاء احتياجاته فينتابه شعور بالعجز.

فذلك  من شأنه التأثير على حالته النفسية وبالتالي تعرضه للاكتئاب وأحياناً قد يؤدي إلى الانتحار.

تابع أيضا: أعراض التهاب الحبل الشوكي

وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن علاج الحبل الشوكي المقطوع، وكذلك أسباب انقطاع الحبل الشوكي، وأيضاً تعريف الحبل الشوكي، بالإضافة إلى أنواع القطع التي يمر بها الحبل الشوكي عند اصابته.

وأيضاً أعراض انقطاع الحبل الشوكي، أضف إلى ذلك، المضاعفات المترتبة على انقطاع الحبل الشوكي،  ثم علاج الحبل الشوكي.

فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف   ، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة