قصص من حياة الصحابة

قصص من حياة الصحابة، صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم، هم من آمنوا به وسلموا برسالته وأتبعوا، وكانوا له خير معين، وخير صحبة، حتى توفاهم الله رضوان الله عليهم.

أمثال أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وقد مروا بالكثير من المواقف والقصص التي جمعتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتهم، أثناء صحبتهم له، وسنتناول في هذا المقال بعض قصصهم رضوان الله عليهم.

العشرة المبشرون بالجنة

  • سنتناول بعض قصص الصحابة لكن سنختص ببعض قصص العشرة المبشرون بالجنة.
    • وهؤلاء هم الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في حياتهم.
  • وقد ذكرهم عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال:
    • (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة في الجنة.
    • والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة.
    • وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
  • وكذلك بشر رسول الله غيرهم بالجنة أمثال خديجة بنت خويلد، وعبد الله بن سلام، وعكاشة ابن محصن.
  • لكن هؤلاء لم يتم ذكرهم في حديث واحد كما حدث مع الآخرين.
  • والآن ننتقل إلى قصة بعض من العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم كلاً على حدة.

تابع أيضا: أسماء بنات الصحابة

أبو بكر الصديق

  • أحد صحابة رسول الله، ومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن أقرب صحابة رسول الله.
  • لقب بالصديق لكثرة تصديقه لنبي الله، فهو أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال.
  • ولقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتيق، لحسن وجهه وجماله، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر)

 قصة هجرة أبو بكر الصديق

عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة لأصحابه من مكة إلى المدينة.

فحدث أبو بكر قائلاً له ألا يستعجل، ربما يرزقه الله بصاحب في رحلة الهجرة.

فأمل أبو بكر أن يكون هذا الصاحب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقام بشراء راحلتين، وجهز نفسه جيداً، وأستعد، وكان سيدنا محمد يذهب إلى بيت أبو بكر بكرة وعشياً.

وفي يوم الهجرة، جاء سيدنا محمد لبيت أبو بكر في غير ميعاده المعتاد.

فعندما أبصره سيدنا أبو بكر عرف بحدوث شيء ما وكانت أسماء وعائشة عند أبيهما.

فطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إليه، قائلاً له:

(أخرج من عندك، قال يا رسول الله: إنما هما ابنتاي، يقصد عائشة وأسماء).

فحدثه سيدنا محمد بأمر الهجرة فقال له أبو بكر: (الصحبة يا رسول الله، قال: الصحبة، قال: يا رسول الله)

ففرح سيدنا أبا بكر فرحاً شديداً حتى بكى، وأخذ الراحلتين، وجعل عبد الله ابن أريقط دليلاً لهما في طريقهما.

ثم أخذا بالسير حتى بلغا جبل ثور، فجلسوا فيه لمدة ثلاث ليالي، وكان يمكث معهم عبد الله ابن أبي بكر.

ينام معهم ليلاً ثم يذهب إلى مكة في الصباح ويأتي لهما بالأخبار.

وكان عامر ابن فهيرة يأتي بأغنامه ليطمس الأقدام خلفهم.

وقتها رصدت قريش مكافأة كبيرة لمن يأتي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر أسرى أو قتلى.

وفي ذلك الوقت كان هناك رجل قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدنا أبو بكر.

تابع قصة هجرة أبو بكر الصديق

فأخبر سراقة ابن مالك، فرد عليه سراقة إنهم ليسوا هما، لكنه عرف وأخفى حتى ينال المكافأة لنفسه.

وظل جالساً لوقت من الزمن، ثم أخذ فرسه، وانطلق إلى المكان الذي قال عليه الرجل.

وكان كلما قارب على الوصول لهما غرست أقدام فرسه في الرمال.

فخاف سراقة وعلم أن أبو بكر وسيدنا محمد، في حفظ الله ونادى عليهما، فخرجوا له.

فطلب منهم أن يعطوه الأمان في مقابل ألا يرشد عن مكانهما، وفعل.

ولكن أكتشف الكفار مكانهم فبينما هما في الغار إذ جاء الكفار إلى الغار.

فأمر الله الحمامة أن تبيض على باب الغار، والعنكبوت أن ينسج عشه لإلهاء الكفار.

وصرف بصرهم عن سيدنا محمد وأبو بكر، وحفظهم الله من مكر الكافرين.

ويروى عن لسان أبا بكر: ( نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار.

فقلت: يا رسول  لو أن أحدهم نظر إلى قدميه ابصرنا تحت قدميه.

فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ).

قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب

كان سيدنا عمر بن الخطاب شديد البطش والقوة، وكان يعجب للذين يدخلون للإسلام.

وكذلك يتحملون أذاه، ويهربون من ديارهم، ويتركون أملاكهم وأهلهم لأجل هذا الدين الجديد.

فعندما أسلمت أم عبد الله بنت حنتمه، أستغرب لها سيدنا عمر استغراب شديد.

ولكن رغم ذلك  فإن أم عبد الله عندما قابلته وأخبرته عن إسلامها هي وزوجها شعرت ببعض اللين في صوته.

فأخبرت زوجها، وكان ذلك قبل الهجرة إلى الحبشة، فعندما أعلمت زوجها بذلك أخبرها زوجها عن صعوبة إسلام عمر بن الخطاب.

وقال لها: (لا يسلم عمر حتى يسلم حمار أبيه).

وكانت أخت سيدنا عمر هي أحب الناس لقلبه، فعندما علم بإسلامها هي وزوجها ذهب إليها غاضباً متوعداً.

يطرق باب بيتها بكلتا يديه بغضب وعنف، وعندما سمعوا صوته فتحوا له الباب.

ووقعت عينه على صحيفة في يد أخته، وأصر أن يراها فخبأتها، وعندما علم بإسلام زوج أخته، أخذ يضرب فيه.

فأخذت أخته في البكاء، وأخذت تدعوه بعدو الله، وصرخت في وجهه ناطقة بالشهادة.

فترك زوجها، وهو يتملكه الندم، ثم طلب من أخته أن يرى تلك الصحيفة.

ولكن أخته رفضت وقالت له: (لا أنت نجس وغير مسموح لك بلمسه حتى تغتسل).

فدخل عمر واغتسل، وبدء في قراءة الآيات، التي كانت في الصحيفة، وكانت تضم بعض الآيات من سورة طه كالآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم؛

{طه(1) أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ (2) إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ (3) تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى (4) ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ (5) لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ (6)}.

فشعر أن ذلك الكلام يلمس قلبه، ويشعر ناحيته بشعور جيد، ووقع الإسلام في قلبه بأمر الله.

فطلب من أخته أن تخبره عن مكان سيدنا محمد.

وعندما رأت فيه من الأمان واللين في صوته وعينيه، أخبرته عن مكان رسول الله.

فذهب إليه ليدخل في دين الإسلام، ثم طرق الباب على رسول الله وصحابته.

تابع قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب

وعندما سمعوا صوته شعروا بالقلق فقد اشتهر عمر بن الخطاب بالقوة والبئس الشديد.

فأمسكه أحد الصحابة ويدعي حمزة من يديه، مع صحابي آخر، وأدخلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فطلب من رسول الله أن يسلم، ففرح رسول الله فرحاً شديداً بذلك، وكبر.

وكان نبي الله يدعو بأن يدخل الاسلام، عمر بن الخطاب، أو عمر بن هاشم والملقب بأبو جهل.

شاهد أيضا: أسماء بنات من القران والصحابة

قصة سيدنا عثمان بن عفان (ذا النورين)

الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرون بالجنة.

وأطلق عليه ذا النورين وذلك؛ لزواجه باثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

وهما رقية ثم بعد وفاتها تزوج أختها أم كلثوم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان عندي أبنة ثالثه لزوجتها عثمان).

وقتله الخوارج كلاب النار لعنة الله عليهم وهو يقرأ القرآن.

قصه زواجه من بنات رسول الله

زوج سيدنا محمد أبنته رقية من ولد أبو لهب عتبه بن أبي لهب، وأعطى أختها أم كلثوم لأخيه عتيبة.

وكان أبو لهب شديد العداء للإسلام، وعندما ظهرت دعوة سيدنا محمد، ونزلت فيه سورة المسد:

{تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وأمراته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد}.

فأوعز أبو لهب وزوجته أم جميل بنت حرب بن أمية لابنيهما؛ بترك بنات سيدنا محمد فتركوهما قبل أن يدخلا بهما.

وعندما علم سيدنا عثمان بطلاق السيدة رقية، أسرع لرسول الله ليخطبها منه، ويتزوجها.

ثم وصلتها أم المؤمنين السيدة خديجة إلى بيتها وزفتها فقيل عنهما: (أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان ).

وأحسن سيدنا عمر معاشرة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حتى توفاها الله فحزن عليها سيدنا عثمان حزناً شديداً.

فهي حبيبته وزوجته الأولى، وما زاد في حزنه هو انقطاع صلته بالنسب، لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والتي كان يعدها منحة من الله سبحانه وتعالى، واشتد به الحزن والبكاء.

فعرف رسول الله بما أصابه، فقال له: (إن سيدنا جبريل أتاه برسالة وهي أمر ربه بتزويجه من أم كلثوم) وبذلك تعود صلة النسب لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتكون خير معين لزوجها، وأبيها لنصرة دين الله، ولم تنجب منه السيدة أم كلثوم.

ولكنه أحسن عشرتها، وكان رقيق القلب، رحيم ذو خلق إلى أن توفيت أيضا أم كلثوم أبنة خاتم الأنبياء.

قصه سيدنا علي بن أبي طالب

سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه أول من آمن من الصبيان، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

تربى سيدنا علي بن أبي طالب ابن عم الرسول الله في بيت سيدنا محمد.

وذلك عندما أصاب الجدب مكة، فأخذه سيدنا محمد تخفيفاً عن عمه أبو طالب الذي كان كثير الأولاد.

فتربى سيدنا علي في بيت رسول الله، وهو ما يزال صبياً.

وفي إحدى المرات دخل علي على سيدنا محمد والسيدة عائشة فوجدهما يصليان.

فاستغرب لذلك، وسأل رسول الله، فأجاب سيدنا محمد، بأنه نبي مرسل من عند الله.

وأخبره عن الإسلام، وإنه دين التوحيد ودين الله، فقال له سيدنا على أنه سيخبر أباه.

لكن رسول الله طلب منه كتمان الأمر عن أبيه، ووقع الإسلام في قلب سيدنا علي بن أبي طالب.

فأسلم سراً، وهو صغير في السن.

وعندما أمر الله سيدنا محمد بالهجرة، وأوحي إلى رسول الله بإن قريشاً يريدون قتله.

وأن يتفرق دمه بين القبائل، فنام سيدنا علي في فراش رسول.

وخرج النبي على الكفار، وأعمى الله لهم أبصارهم، وأخبره نبي الله أن الكافرون لن ينالوا منه أذى.

فضحى بروحه في سبيل الله، ثم في سبيل سيدنا محمد، فداءً له.

وطلب منه رسول الله أن يمكث في مكة ليرد للناس أمانتهم التي كانت عند رسول الله.

فمكث في مكة بعد هجرة رسول الله إلى المدينة لمدة ثلاثة أيام، ليرد الأمانات إلى أهلها.

وبعدها لحق برسول الله في بيت كلثوم بن الهدم، عند بني عمرو بن عوف، الذي كان فيه رسول الله.

وكان يرتحل في الليل، ويتخفى في النهار أثناء رحلته إلى المدينة، حتى تشققت قدماه من كثرة السير.

إلى أن وصل إلى المدينة المنورة في منتصف شهر ربيع الأول.

قصة سيدنا طلحة بن عبيد الله القرشي

عرف سيدنا طلحة رضي الله عنه بإسم أسد قريش، لقوته وشجاعته.

وكذلك عرف بإسم طلحة الجود، كناية عن كرمه، وإنفاقه في سبيل الله.

وهو الاسم الذي أطلقه عليه رسول الله في غزوة خيبر.

كما أطلق عليه رسول الله طلحة الخير في معركة أحد، فقد كان سيدنا طلحة شديد الكرم والجود.

وكان من أغنياء قريش ووجهائها، فلم يتوانى لحظة عن الإنفاق في سبيل الله.

وعمل في التجارة، ولشدة كرمه أطلق سيدنا محمد عليه هذه الألقاب ومنها طلحة الفياض.

وله الكثير من المواقف، التي تدل على كرمه فقد أشترى للمسلمين بئر ليسد حاجتهم من الماء.

وذبح الشياه لإطعام المسلمين، وكان له دور كبير في غزوة العشرة.

فلم يتوانى عن إنفاق المال في سبيل تجهيزها، كما فك أسر ١٠ من الأسرى الذين أسروا في غزوة بدر.

وافتداهم بماله، وكذلك وزع مال أرض باعها بسبعمائة ألف درهم على المسلمين كلهم.

وباعها ليلاً فلم تستطع عيناه أن تهنأ بالراحة، إلى أن طلع النهار ووزعهم كلهم.

كما أخرج من ماله صدقة تقدر ب 1,000 درهم، ولم يجد شيء يرتديه إلا ملابس قديمة بالية.

وبالإضافة إلى كل ذلك، فقد كان معتاداً على أن يرسل إلى السيدة عائشة كل عام رضي الله عنها 10000 درهم.

لتوزيعها على المسلمين وبالأخص الفقراء منهم.

كما بلغت شدة كرمه وجوده أن سدد عن الكثير من الغارمين من قومه، من بني تيم.

فدفع 30 ألف درهم عن رجلاً غريباً من بني تيم.

وكذلك 80 ألف درهم عن عبيد بن معمر.

الزبير بن العوام

سيدنا الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أسلم في عمر الثامنة، وعذبه عمه، ليجعله يترك الإسلام، لكنه أبى.

وأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب الحواري، أي الناصر، فقال عنه صلى الله عليه وسلم: (أن لكل نبي حوارياً وحواري الزبير).

وعرف عن الزبير بن العوام الشجاعة الشديدة، والجهاد في سبيل الله.

فقد كان يقال عن الزبير بن العوام رجل بألف فارس، شهد جميع المعارك مع رسول الله.

وامتلأ جسده بالجروح والندبات حتى أن صدره من كثرة الجروح والندبات كان يشبه العيون.

وفي معركة بدر قاتل ببسالة شديدة.

حيث يحكى أنه جمعته المعركة برجل من أقطاب الكفر يدعى عبيدة بن سعيد بن العاص.

ويكنى بأبي ذات الكرش، وقد قتل سيدنا الزبير هذا الرجل، الذي كان ملتحفاً بالدروع حول جسده.

ولم تكن تظهر منه إلا عيناه، فضربه برمح قصير، فأخترق بها عين الرجل فقتله بها على الفور.

ويحكى أن سيدنا الزبير عندما قتل هذا الرجل، وضع قدمه عليه، وأقتلع الرمح من عينه بصعوبة.

وخرج بعد أن أنثنى طرفه، وأراد رسول الله ذلك الرمح، فأعطاه إياه.

ثم أستردها مرة أخرى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فطلبه أبو بكر الصديق فأعطاه إياه، وعندما توفي أبو بكر أراده عمر بن الخطاب فمنحه إياه.

وعندما توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، طلبه سيدنا عثمان فمنحه إياه.

فلما قتله الخوارج لعنة الله عليهم، ذهب إلى آل سيدنا علي بن أبي طالب.

فأراد الزبير أن يسترده وبقى يملكه إلي أن توفي.

قصة إسلام عبد الرحمن بن عوف

كان عبد الرحمن دائم القول عن نفسه (لقد رأيتني لو رفعت حجراً لوجدت تحته ذهباً وفضة).

وكان يقصد بذلك فضل ونعمة الله عليه.

عاش عبد الرحمن بن عوف من أنصار الإسلام، ومن أنصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أما عن قصة إسلامه فيحكيها عبد الرحمن بن عوف، وقد وصلت إلينا من قبل المؤرخين القدامى.

ويقول: (سافرت إلى اليمن قبل بعثة النبي بسنة وكان يوجد شيخ كبير مُد له في العمر.

وكنت كلما أتيت نزلت عليه فاستضافني عنده وفي كل مرة كان يسألني عن أحوال مكة وما لحق بها.

وهل هناك من ظهر ويخالف عبادة الأصنام أم لا، حتى جئت إليه مرة أخرى في إحدى سفرياتي.

وكانت تلك المرة هي المرة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكني كنت غائباً في رحلتي تلك لا أعلم، فقال لي الشيخ:

(قل لي عن نسبك وذكرت له نسبي بأني أنا ابن عوف ابن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة.

فقال لي: (ألا أقول لك على بشارة وهي أفضل من التجارة؟ قلت: نعم فقال: (إن الله قد بعث من قومك نبيا ً ورسولاً.

وأنزل على هذا النبي كتاباً ينهاكم عن عبادة الأصنام، ويدعوكم إلى دين التوحيد دين الإسلام.

ويأمركم بالأمر بالمعروف، وينهاكم عن المنكر، وهذا النبي نسبه يرجع إلى بني هاشم وأن قومك هما أخواله، يا عبد الرحمن آزره، وصدقه).

فقال عبد الرحمن: عندما رجعت وجدت أبا بكر، وكان لي صاحب وفياً، ومخالطًا، فقصصت عليه ما حدث فقال لي:

(إنه محمد بن عبد الله قد أرسله الله إلى خلقه، وجعله رسولاً ونبياً، فقال عبد الرحمن:

فذهبت إلى رسول الله عليه وسلم، وأعلنت إسلامي، وما أن أسلمت؛ حتى لحق بي الأذى من المشركين.

مثل بقية الصحابة، فهاجر من مكة مرتين الأولى، كانت من مكة الى الحبشة، والثانية من مكة إلى المدينة المنورة.

حيث يقيم نبي الله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين المهاجرين والأنصار.

تابع قصة إسلام عبد الرحمن بن عوف

وذلك لإنشاء مجتمع مسلم قائم على التراحم، والحب، والتكافل، والإيثار، والتناصر.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين عبد الرحمن بن عوف، وبين سعد بن ربيع.

فقام سعد بن ربيع بإكرام عبد الرحمن بن عوف، وعرض عليه نصف ماله، وأن يعطيه أحسن زوجتيه.

لكن عبد الرحمن بن عوف أبى، وفضل أن يكسب ماله بكده وتعبه، ودعا لسعد بن الربيع بالبركة.

وطلب منه أن يدله على السوق، فرجع عبد الرحمن ابن عوف من السوق ببعض اللبن والسمن.

وقد كان شديد الظن واليقين بالله ان الله سيغنيه ويرزقه، فأخذ يبيع ويشتري ويربح فأغناه الله وجعله من الأثرياء.

فتزوج عبد الرحمن بن عوف، وقدم لزوجته مهر عبارة عن نواة من ذهب.

وكذلك قام بإحضار وليمة عبارة عن شاه، وذلك امتثالا ً لأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى ذلك أصبح عبد الرحمن بن عوف من أغنى المسلمين، وكون ثروات طائلة.

وقد شارك عبد الرحمن بن عوف بكل غزوات ومعارك رسول الله، وأصيب في بدر في قدمه فأصيب بالعرج.

وكذلك أسنانه فأصبح أهتماً لفقدانه سنتين، وأيضًا أصبح عنده مشاكل في النطق والكلام.

وشارك عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كما شارك في غزواته.

ولكنه كان حريصاً من أن تأخذه الدنيا، فكان يزهدها، ولا يطلبها رغبةً وطمعاً في ما عند الله أي الجنة.

ورفض عبد الرحمن بن عوف الخلافة الإسلامية مرتين، وأرتضى أن يكون من الذين يعانون الخلفاء، وليس أحدهم.

على الرغم من أن الفاروق عمر بن الخطاب قد أختاره ليكون الخليفة ضمن الستة المرشحين للخلافة.

لكنه رفض، وأراد أن يكون ممن يعطون رأيهم في اختيار الخليفة، وليس الخليفة نفسه.

وكان عبد الرحمن ابن عوف يبذل جهداً مضنياً في معرفة رغبة المرشحين الآخرين، وكذلك أهل المدينة لمبايعة الخليفة الجديد وقتها.

وبعد الاستطلاع لكلا الطرفين، المرشحين وكذلك أهل المدينة، وتأكد أن كفة عثمان بن عفان قد رجحت.

تابع قصة إسلام عبد الرحمن بن عوف

فقام بمبايعته على خلافته الجديدة، وكان خير معين له.

وعندما شعر ابن عفان في نهاية خلافته أنه متعباً.

فأرسل في طلب عبد الرحمن ابن عوف يطلب منه أن يكون الخليفة من بعده.

وذهب بالفعل ابن عفان له، لكن ابن عوف كان عازماً على ألا يكون الخليفة أبدا.

إلى أن وصل به الأمر إلى ذهابه إلى روضة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقام بالدعاء فيها.

بألا تعرض عليه الخلافة مرة أخرى، ومن ثم توفي بعدها ب 6 أشهر في خلافة عثمان بن عفان.

قد يهمك: آخر من مات من الصحابة

وفي نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن قصص من حياة الصحابة، وتناولنا فيه بعض القصص من حياة العشرة المبشرون بالجنة رضوان الله عليهم صحابة رسول الله.

فذكرنا منهم قصة هجرة أبو بكر الصديق، وكذلك قصة إسلام عمر بن الخطاب وأيضاً قصة سيدنا عثمان بن عفان (ذي النورين) وزواجه من بنات رسول الله.

بالإضافة إلى قصة سيدنا علي بن أبي طالب، وكذلك قصة سيدنا طلحة بن عبيد الله القرشي وكذلك قصة سيدنا الزبير بن العوام بالإضافة إلى قصة سيدنا عبد الرحمن بن عوف.

فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة