قصص أبطال المسلمين

تعمل قصص أبطال المسلمين على إنشاء العديد من الأجيال وتقويمهم وتربيتهم على التربية الصحيحة وذلك من خلال الاستشهاد بالشخصيات المؤثرة؛ حتى تدفع الأطفال إلى السعي لتحقيق ما حققته تلك الشخصيات من أفعال حسنة والتحلي بالأخلاق الحميدة التي تتصف بها الشخصية.

ونظرًا للأهمية القصوى لهذه القصص فإن موقعmqall.org يقوم بتقديم بعض من نماذج هؤلاء الأبطال.

قصص أبطال المسلمين

يوجد الكثير من قصص الأبطال في الإسلام الذين أفادوا المجتمع الإسلامي بشكل كبير، وخير ما نستدل به:

قصة معاذ ومعوذ

كان معاذ ومعوذ من الغلمان الذين أثر فيهم عذاب أبو جهل للصحابة رضي الله عنهم جميعًا.

وكانوا مع من أسلم مع الرسول، وتأثروا بحزن الرسول على ما كان يحدث للمسلمين في ذلك الوقت تأثيرا شديدًا.

وفي غزوة بدر ترجى كلًا من الغلامين الرسول الكريم حتى يسمح لهما بالمشاركة معه في غزواته ضد الكفار.

بعد فترة من الإلحاح المستمر وافق الرسول على انضمامهم والاشتراك في المقدمة.

بينما كانت تدور المعركة بين الكفار والمسلمين بدأ الغلامين بمراقبة أبو جهل مراقبة شديدة وحريصة جدًا حتى تمكنا من الوصول إلى اللحظة المنتظرة التي سينقضان فيها على أبا جهل وقطع رأسه بضربة واحدة وقتله.

قرر الغلامان الذهاب إلى الرسول حتى يخبروه بهذا الخبر وبالفعل ذهبوا إليه وهم يركضون.

تفاجأ الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأستعجب من الذي قدر على قتل أبا جهل.

فسأل الغلامان عن الذي قام بقتله فأجاب الغلامان.

ويشير كل غلام على نفسه موضحًا بأنه ذو الفضل في تنفيذ ذلك، فسألهما الرسول عما إذا كانوا مسحوا سيوفهم من آثار الدماء الموجودة.

فأجابوا بلا؛ فعندما رأى الرسول سيوفهم قال لهما أنهما الاثنين من قتلا أبا جهل.

شاهد أيضًا: قصص الصحابة والتابعين

قصة أسامة بن زيد

يعد أسامه بن زيد واحدًا من أبطال المسلمين الذين يجب أن نحتذي بهم في حياتنا.

حيث إنه مثالًا على الشجاعة في سن صغير، وقصته تدور على النحو التالي:

منذ صغر أسامة بن زيد وهو يحب المعارك ويحب أن يخوضها خصوصًا أمام الكافرين.

لكي يحمي أمته ويدافع عن دينه، عندما كان في العاشرة من عمره أو قبل أن يتم العاشرة حتى ذهب إلى الرسول عندما عرف أنه بدأ بتجهيز جيشه حتى يغزو به.

فطلب أسامة منه أن يأخذه معه إلى ميدان المعركة حتى يقاتل معهم ويدافع عن الدين في سبيل الله.

لكن الرسول قام برفض طلب أسامة لأنه على الرغم من براعته في القتال وتدربه منذ الصغر على المبارزة والقتال؛ إلا أنه كان صغيرًا على الدخول في المعركة.

حيث إنه لم يتجاوز العشر سنوات، فعاد أسامة إلى منزله باكيًا بسبب رفض الرسول له ولطلبه.

لكنه لم ييأس وحاول في إقناع الرسول مرة تلو الأخرى وظل يلح في طلبه.

في المرة الثالثة وافق الرسول على اصطحابه معهم، ولكن أوضح له أن كل ما عليه فعله هو أن يضمد جروح الجنود المصابين والمقاتلين أثناء المعركة.

فرح أسامة كثيرًا بهذا الخبر لأنه أخيرًا تحقق ما أراده وهو دخوله للمعركة بجانب الرسول والمسلمين.

وعندما كبر أسامة أوصى رسول الله أن يقوم بتولي قيادة أحد الجيوش الإسلامية التي كانت في خلافة أبو بكر الصديق، وكان أسامة في ذلك الوقت لم يتعد ال 18 عامًا من عمره.

قصة علي بن أبي طالب

نكمل الحديث عن قصص أبطال المسلمين ونقوم بالإشارة إلى قصة علي الذي يعد من أفضل الأبطال في التاريخ الإسلامي، وقصته هي:

عندما كان كفار قريش يحاولون إيذاء الرسول الكريم واضطهاده حتى يترك مدينته التي تربى فيها وكبر بها ويهجرها ويذهب إلى المدينة.

وضع الرسول خطة مع أصحابه بأن يظل الرسول في بيته في مكة وأن يهاجر المسلمون أولًا إلى المدينة قبل الرسول والصحابة وبالفعل قاموا بذلك حتى يقوموا بصرف نظر الكفار عن المسلمين.

كان ذلك حتى يتمكنوا من الخروج دون أن يتعرض أي شخص للأذية من الكفار.

لأن كفار قريش كانوا يريدون في الأساس قتل الرسول، وعندما خرج جميع المسلمين حان وقت خروج الرسول أيضًا.

فحتى يقوم بالخروج دون أن يلاحظه أحد الكفار المحاصرين لبيته في الخارج قام بخلع ملابسه وتبديلها مع ابن عمه علي بن أبي طالب.

قام علي بالنوم في فراش النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يوهم الكفار بوجود النبي على سريره.

وإذا حاول أي كافر الغدر بالرسول في فراشه يجد علي بدلًا منه وهذا الموقف تطلب الكثير من التضحية والشجاعة.

لأن علي لم يكن قد تجاوز العشر سنوات بعد، ولكنه كان يؤمن بالله والرسول لذلك قام بحماية الرسول والفداء لأجله.

قصة أسماء بنت أبي بكر الصديق

تعد أسماء بنت أبي بكر الصديق من أبرز الأمثلة على قصص أبطال المسلمين، حيث إنه لها دور عظيم في الهجرة.

بسبب ما كانت تقوم به مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها، وتدور قصتها على النحو التالي:

أثناء مكوث الرسول وصاحبه في الغار هروبًا من الكفار الذين يريدون إلحاق الأذى بهم بسبب دعوتهم للدين الإسلامي.

كانت أسماء تحمل لهم الطعام والشراب كل يوم من بيتهم في مكة المكرمة إلى الغار في قلب الصحراء، وفي سبيل فعل ذلك كانت تتعرض للكثير من المشقة والتعب.

حيث إنها في مرة من المرات التي كانت ذاهبة فيها إلى الغار كانت تحمل طعامًا ساخنًا جدًا، ولم تجد شيئًا ما لكي تحمله به يخفف حرارته عليها.

ففكرت في أي شيء قد يساعدها فقطعت الحزام التي كانت ترتديه إلى نصفين لذلك سميت بعدها “بذات النطاقين”.

من القصص والأقاويل المشهورة عن اسمها هذا أيضًا أنها في ذات مرة سألها أبا جهل عن والدها أبو بكر.

ولكنها لم تجب عليه فلطَمَها على وجهها وبفعل هذه اللطمة وشدتها وقع القرط من أذنها.

الدروس المستفادة من القصة

  • من قصة أسماء نتعلم الصبر على الإيذاء وتحمل الألم.
    • ومعاملة النساء برفق ولين لأنهم بشر وليسوا حيوانات حتى يتم ضربهم ومعاملتهم بقسوة.
  • عندما يشتد على الرجال المصائب والصعاب لم يجدوا شخص أحن وأشجع من النساء لمساعدتهم على تخطي ذلك والوقوف بجانبهم وفعل أي شيء مهما كان صعبًا في سبيل المساعدة.

اقرأ أيضًا: قصص عظماء الإسلام

قصة الحسن والحسين

في يوما ما في طفولة الحسن والحسين أحفاد الرسول، وقد كانوا غلامين في ذلك الوقت عندما كانوا يسيرون ووجدوا شيخًا كبير السن يتوضأ.

ولكنه كان يتوضأ بطريقة غير صحيحة فلم يريدوا جرح مشاعره ومصارحته مباشرة بأنه لا يتوضأ على الطريقة الصحيحة للوضوء.

لأن هذه الطريقة يوجد بها وقاحة ولا يفضل استخدامها مع من هم أكبر سنًا مننا، ففكرا في طريقة لكي يقولوا له ذلك دون جرح مشاعرة.

أو التكلم معه بأسلوب غير لبق وغير محترم لأنه شخص أكبر منهم.

فذهبوا إلى ذلك الشيخ وقال أحدهما له أنه أختلف مع أخاه على من يتوضأ بالطريقة الصحيحة منهم فطلبوا من الشيخ أن يحكم بينهم.

ويقول لهم من يحسن الوضوء أكثر وبذلك قاموا بتعليمه طريقة الوضوء الصحيحة بدون جرح لمشاعره.

الدروس المستفادة من القصص

بعد أن تعرفنا على قصص أبطال المسلمين ننتقل للتعرف على الدروس المستفادة من كل قصة وذلك في النقاط التالية:

  • نتعلم عدم الأنانية، وعدم نسب الفعل إلى غير فاعله الأصلي.
    • ونشاهد حرص النبي على تقدير الغلامان معاذ ومعوذ وعدم تحيز الرسول إلى أيًا منهما، بل وقوفه مع الحق.
  • نتعلم عدم تصديق الأقوال قبل التأكد من صحتها ودعمها بالحقائق المثبتة أو إيجاد دليل يثبت عدم صحتها لمهاجمتها ووقفها وعدم تصديقها.
  • من قصة أسامة نتعلم الشجاعة وعدم الخوف، وخوض المعارك والجرأة في سن ليس بكبير، والمدافعة عن الأهل والأمة والدين منذ الصغر.
  • عدم اليأس إذا فشلنا أول مرة، بل المحاولة ثانيًة وتكرار المحاولات حتى نتعلم من الخطأ الذي حدث.
    • والإلحاح في طلب الشيء الذي نريده خصوصًا إذا كان شيء ذا قيمة ومعنى ويفيد المجتمع من حولنا.
  • عدم السماح لأي شخص أن يحبطنا ويقلل من قيمة ما نحن عليه فيمكن.
    • لأي شخص أن يكون بطلًا حقيقيًا حتى إذا كان صغيرًا في السن فهذا ليس مقياسًا للبطولة.
  • من قصة علي نتعلم حب وتضحية علي بنفسه حتى يحمي الرسول من قومه الكافرين والذين كانوا يسعون إلى إيذاء الرسول وقتله بسبب دعوته لهم للدخول في دين الله الإسلام.
  • شجاعة علي وقدرة تحمله على التنكر وارتداء ملابس الرسول رغم علمه بالكفار الموجودين خارج بيت الرسول واحتمالية دخول أي شخص منهم للغدر بالرسول وطعنه.

شاهد من هنا: قصص من التاريخ الإسلامي

تعد القصص من العوامل المؤثرة في نشأة الأطفال وتساهم في جزء كبير من تربيتهم حيث يمكن للآباء والأمهات الاسترشاد بالقصص المسلية والتي تحدثنا عن قيم وأخلاق لشخصيات أثروا في المجتمع، مثل قصص أبطال المسلمين.

وذلك حتى يستلم الأطفال من حياة هذه الشخصيات ويضيفوا ما ينتفعون به إلى حياتهم ويعملون به.

مقالات ذات صلة