قصص الصحابة مع الرسول

هناك مجموعة من قصص الصحابة مع الرسول يجب على كل مسلم قراءتها حتى يتعلم صفات النبي والصحابة، ويتعلم كيف كانت العلاقة بينهم والمشقة التي مر بها النبي لتبليغنا رسالة الإسلام.

ونلاحظ اهتمام النبي وحرصه الشديد على أصحابه، دعونا نذهب معًا في جولة لنتعرف على قصص الصحابة مع الرسول.

قصص الصحابة مع الرسول

إن هناك العديد من قصص الصحابة مع الرسول والتي يجب أن يعلمها كل مسلم ويستخرج منها والعبر ويُدرك صفات النبي وحسن تعامله، وسوف نعرض لكم العديد من القصص في السطور التالية.

قصة مبايعة النبي عن عثمان

إن في تلك القصة درس مهم لكل مسلم في مشاركة الثواب ومن أفضل قصص الصحابة مع الرسول، وتفاصيل القصة هي:

دائمًا ما كان يحرص النبي صلى الله عليه وسلم على مشاركة أصحابه في طرق الخير كما كان يحببهم في معالي الأمور.

مثال على تلك النقطة القصة التي قام فيها المسلمون بمبايعة النبي تحت الشجرة.

وذلك بعد أن تأخر سيدنا عثمان بن عفان عند قريش.

كان سيدنا عثمان يفاوض أهل قريش على أداء الرسول صلى الله عليه وسلم العمرة.

حينها ظن العديد من المسلمين بأن سيدنا عثمان قد قُتل من قريش.

وبايعوا النبي على مقاتلة قريش.

بايعوا المسلمين النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تلك المبايعة تتم من خلال مصافحة النبي للمسلمين تحت شجرة أطلق عليها شجرة الرضوان.

بعد أن بايع الرسول كل المسلمين قال بيده اليمنى “هذه يد عثمان” وضرب بها على يده وقال “هذه لعثمان”.

قام النبي بذلك حتى يكون عثمان شريكًا معه بالثواب والأجر في بيعة الرضوان.

إن تلك القصة تضم قدوة للمسلمين، وذلك في الحرص على إشراك إخوانهم معهم في الأجر والثواب.

كما تحث القصة على أن يحرص المسلم بتفقد الغائب ولا يضيع الحق الخاص به في الخير إن غاب عنه.

تشير تلك القصة في مدة ثقة رسول الله في أصحابه.

شاهد أيضًا: قصص الأنبياء في القرآن الكريم

قصة افتقاد النبي للصحابي جليبيب

إن تلك القصة تشير إلى إخلاص النبي لأصحابه، كما أنها من أفضل قصص الصحابة مع الرسول، وسوف نعرض تفاصيل القصة فيما يلي:

كان يتميز خلق النبي صلى الله عليه وسلم بأنه دائم السؤال عن أصحابه ويحرص على أن يتفقد أحوالهم.

أكبر مثال على ذلك قصة الصحابي جليبيب، حيث إن رسول الله كان قد تفقد أحوال جليبيب رضي الله عنه فوجد أنه أعزب ولا زوجة له.

كمان كان يتميز جليبيب بوجود دمامة على وجهه، بمعنى أنه لم يكن جميل، ولذلك لم يتقدم أحد ليزوجه.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سعى إلى أن يزوج الصحابي جليبيب وقام بخطبة فتاة له بنفسه.

بعد انتهاء غزوة أحد والتي كان جليبيب مشارك بها واستشهد مجموعة من الصحابة بها، أخذ النبي يسأل الصحابة ما إن كانوا يفقدون أحد.

ذكر الصحابة للنبي مجموعة من الصحابة، ويعيد النبي السؤال من جديد، ويذكرون له مجموعة أخرى من أسامي الصحابة.

ولكن لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يفقدوا جليبيب، كما أنهم لم يذكروه إلا النبي صلى الله عليه وسلم.

قال النبي للصحابة أنها يفقد جليبيب، وطلب أن يتم البحث عنه في القتل.

حينها وجدوه بجانب سبعة أشخاص قد قتلهم ثم قتلوه.

أكرم النبي جليبيب حتى بعد مماته، حيث قال “هذا مني وأنا منه” وكررها أكثر من مرة.

قام النبي بوضع رأس جليبيب على ساعده الشريف، وذلك حتى جهزوا له قبره ودفنوه.

قصة مزاح النبي مع الصحابي زاهر

إن رسول الله قد جمع كل صفات الكمال سواءً كانت الدينية أو الدنيوية، وذلك لم يمنعه من المزاح مع أصحابه، وسوف نعرض لكم تفاصيل تلك القصة فيما يلي:

كان زاهر صحابيًا وكان هناك دمامه في وجهه، وذلك يعني أنه لم يكن بالجميل

ما أن زاهر من الأعراب، وذلك يعني أنه ليس من أهل المدينة، ومازحه النبي بأصناف من المزاح.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يضم زاهر رضي الله عنه من الخلف ويقول من يشتري هذا العبد، وكان زاهر يلصق ظهره في صدر النبي ويقول “والله إذًا لتجدني كاسدًا”.

دائمًا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول زاهر باديتنا ونحن حاضروه، وذلك يعني أن زاهر يأتي لهم بخبر البادية وهم يخبروه بأخبار المدينة.

أخبر النبي الصحابي زاهر بأن المقياس الفعلي لقيمة الرجل هي قدره وقيمته عند الله لا عند الناس.

اقرأ أيضًا: قصص من حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قصة الصحابي سواد مع النبي

كان الصحابي سواد قد اقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك القصة.

وهي من أفضل قصص الصحابة مع الرسول، وسوف نتعرف على ذلك بالتفصيل فيما يلي:

أثناء تنظيم رسول الله للصفوف في غزوة بدر، فإن النبي كان قد حرك الصحابي سواد بالعود حتى يرجعه إلى الصف.

ولكن فاجئ سواد الجميع وقال آلمتني يا رسول الله، فاجعلني أرد لك الضربة.

حينها كشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطن وقال له أن يأخذ حقه ويقوم بضرب النبي على بطنه.

حينها قام سواد وقبل بطن النبي وقال له “بل أعفوا عنك لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة”.

لم يكن النبي يحقد على أصحابه إن طالبوا بحقوقهم منه، وذلك ما قام به النبي مع سواد، حيث جعله أميرًا على خيبر.

لم يحرم النبي سواد من حقوقه لأنه طلب أن يقتص منه.

شاهد من هنا: فضل سورة القصص

قصة إيثار الرسول أصحابه على نفسه

إن مفهوم الإيثار يعني تفضيل الغير على النفس، وهي واحدة من الأخلاق الحسنة التي اتسم بها رسول الله وكان يقوم بذلك بكل سرور، ونوضح ذلك في القصة التالية:

خلال أيام الشدة التي كان يمر بها النبي هو وأصحابه، كان حينها يربط بطنه بواسطة حجر حتى من شدة الجوع

أثناء تلك الفترة حصل النبي على غنائم من الفتوحات، وكانت تلك الغنائم عبارة عن مجموعات كبيرة من الأغنام.

في تلك الأثناء مر على رسول الله إعرابي، ونظر إلى الأغنام بنظرة إعجاب شديدة.

قدم رسول الله الأغنام للإعرابي، ففرح بها وذلك الأمر جعله يدخل الإسلام هو وقومه.

قامت امرأة بتقديم هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عبارة عن بردة قام النبي بارتدائها لأنه كان يحتاج لها.

من بعدها جاء أحد الصحابة وكان أيضًا بحاجة لها، وحينها قدمها رسول الله له بطيب خاطر.

حينما رأى الصحابة ذلك الموقف ألقوا عليه النبي.

وقال لهم أنه مستحيل أن يرفض طلب أو يرد أي سائل.

إن الصحابة جعلوا من رسول الله قدوة حسنة، واقتدوا به في جميع أمور حياتهم.

فهناك أحد الصحابة كان قد آثر غيره على نفسه، فحينها ذهب رجل لرسول الله وطلب منه طعام.

ولم يكن النبي يمتلك ما يقدم.

حينها سأل النبي أصحابه ما إن كان هناك أحد منهم يمكنه أن يستضيف ذلك الرجل في بيته ويطعمه.

أخذه أحد الأنصار إلى منزله، وحينما وصلوا إلى المنزل طلب من زوجته أن تقوم بإعداد الطعام للرجل.

أخبرته زوجته بأن المنزل لا يوجد به ما يكفي من الطعام إلا القليل من طعام الأولاد، فطلب منها أن تحضر الطعام وتشغل أطفالها بشيء آخر.

بذلك نكون عرضنا لكم العديد من قصص الصحابة مع الرسول والتي يمكن الاستفادة منها وأخذ العبر واستخلاص أخلاق النبي وتطبيقها في حياتنا.

حيث لاحظنا في القصص حب مشاركة النبي للخير مع أصحابه، ومزاحه معهم، بالإضافة إلى إيثارهم على نفسه، ونسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.

مقالات ذات صلة