قصص الانبياء في القرآن الكريم

قصص الانبياء في القرآن الكريم، قال الله سبحانه وتعالى: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل يا محمد ويعقوب والأسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داود زابوراً ورسلاً قد قصصناهم عليك.

ورسل لم نقصصهم عليك  وكلم  الله موسى تكليما) (النساء 163). قص ربنا قصص الأنبياء للعلم، والعظة، والصبر على البلاء، منهم رسلاً قد قصت علينا، ورسلاً لم نعلم عنهم شيئاً لحكمة يعلمها الله.

الحكمة من قصص الأنبياء

جعل الله لكل نبي قصة وعبرة يعتبر بها، وجعل له أية يبرهن بها لقومه على صدق دعوته.

وليس كل نبي رسول، ولكن كل رسول نبي، فالرسول هو الذي يبعث برسالة التوحيد.

ومعه رسالة أنزلت عليه، وكتاب أنزله ربه عليه كبينة إلى قومه، أما النبي فهو من بعث لهداية قومه  للتوحيد.

والأنبياء والرسل كثيرون منهم من نعلمهم، ومنهم من لا نعلمهم.

لكن هناك خمسة رسل فقط هم من يطلق عليهم أولي العزم من الرسل.

وهم سيدنا محمد رسول الله سيد الأنبياء، وسيدنا نوح أول الرسل.

وسيدنا إبراهيم خليل الله، وسيدنا موسى كليم الله، وسيدنا عيسى المسيح ابن مريم كلمة الله وروح منه.

هؤلاء هم الأنبياء أولي العزم، والذين كانت رسالتهم ليس لدعوة قومهم فقط.

وإنما لدعوة أهل الأرض جميعاً.

وإن كان لكل نبي أية جعلها الله لقومه؛ فإنها حدثت لهم، وهم فقط من شاهدوها.

وكانوا شهوداً عليها، لكن هذه الآية أصبحت لسواهم خبراً وقصة تحكي، وعبرة  تعتبر.

إلا أية رسول الله ومعجزته الباقية المتعددة وهي القرآن الكريم.

والذي لازال كل يوم نكتشف فيه الآيات، والمعجزات، والعبر.

ورغم أن معجزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، المتعددة الباقية.

والتي قد تفرد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إلا أنه قد أتى بمعجزات أخرى؛ لقومه ليروها.

ويكونوا شهوداً عليها قبل شق الصدر، وتفجر الأنهار، والمياه، من بين يديه.

وغيرهم من الآيات المادية التي شهد عليها قومه.

وسنذكر ملخص عن قصة كل نبي ورسول، وعلى الله قصد السبيل.

تابع أيضا: من هو خطيب الانبياء ولماذا سمى بذلك

قصة آدم عليه السلام

خلق الله آدم عليه السلام بيده على الصورة والشكل الذي ارتضاه له، عن باقي المخلوقات.

وخلق من ظهره كل بني البشر، رجالهم ونسائهم على صورته .

قال ربنا: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا).

وخلق الله آدم في الجنة وأبقاه فيها، وخلق من ضلعه حواء أم البشر.

وعند خلق الله آدم، أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وقال ربنا:

(وإذ قال ربك للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس آبى وأستكبر وكان من الكافرين).

وأبقى رب العالمين آدم وزوجه في الجنة ينعمون فيها، وحرم عليهم شجرة واحدة لا يأكلون منها.

كل الجنة كانت مباحة لهم الا شجرة واحدة حرمت عليهم.

وقال ربنا: ( يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه).

وعندها وسوس الشيطان لهما، حيث اقسم لهما كذباً أن في هذه الشجرة الخلود، فلا يموتون.

وعندما أطاعا إبليس وأكلا من الشجرة بدت لهما سوءاتهما، وانكشفت عوراتهم.

وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؛  ليواري سوءاتهما فأخرجهم الله من الجنة لعصيانهما أمر ربهما.

(وقلنا أهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو).

وبدأ العداء علي الأرض بين بني آدم وإبليس لعنة الله عليه، وتاب آدم وأناب وأستغفر فتاب الله عليه.

من أبناء آدم نذكر قصة أبناه قابيل وهابيل

والذين كان أحدهما من المتقين الصالحين؛ وهو هابيل، والآخر من الظالمين وهو قابيل.

وكان الزواج حين ذلك يتم بأن يتزوج كل ذكر من بطن بأنثى من بطن آخر.

وقد رفض قابيل ذلك، إذ أراد أن يتزوج بأخته من نفس البطن، فبدأ العداء بين قابيل وهابيل.

وأمرهم أبوهما آدم أن يتقربا بقربان لله فتأكله النار، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.

فقتل قابيل هابيل، وباء بإثمه وأصبح من الظالمين، قال ربنا بسورة المائدة:

( وأتل عليهم نبأ أبني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لأن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد ان أن تبوء بأثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين).

فطوعت له نفسه قتل أخيه، فقتله فأصبح من الخاسرين.

فبعث الله غراباً يبحث في الأرض؛ ليريه كيف يواري سواءة أخيه.

وقال يا ويلتى أعجزت ثم أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة اخي، فأصبح من النادمين.

قصة إدريس عليه السلام

سيدنا إدريس هو النبي الذي بعث بعد آدم ويسبقه سيدنا نوح .

ولسيدنا إدريس مكانة مميزه بين الرسل؛  إذ أقرن رب العزة أسمه بالمكان العلي.

وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رآه في رحلة الإسراء والمعراج في السماء الرابعة.

وذلك  لعلو شأنه عند ربه، وسيدنا ادريس هو اول من خط بالقلم، وحاك الثياب، وأول من كان عنده علم الحساب، والفلك، وكان عنده من العلوم الأخرى؛ والتي قد لا نعلم عنها شيئاً .

والتي يقال إنها ستظهر في أخر الزمان، وكان له أخلاق كريمة، ويتصف بالصلاح والصبر، قال رب العزة :

(وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلاً من الصالحين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين).

قصة نوح عليه السلام

أول الأنبياء أولي العزم، وهو رسول الله الذي دعا قومه 950 سنة.

يدعوهم ويصبر على أذاهم، ولم يلقي منهم إلا الصد، والرفض، والكفر، والجحود.

ولم يؤمن من قومه إلا القليل، ووصل الأمر إلى أنهم كانوا يستغشوا ثيابهم، ويصموا آذانهم.

لكي لا يسمعوا وكانوا يعبدون الأصنام؛ وهي وداً، وسواعاً، ويغوث، ويعوق، ونسراً، ثم أوحى له ربه بأن يصنع الفلك.

وأن يعمل عليها من كل زوجين أثنين، ومن آمن من قومه، وهم قليل.

وكلما مر عليه قومه سخروا منه، وأتهموه بالجنون.

قال:

(إن تسخرون مني اليوم، فأنا لساخر منكم، كما تسخرون مني عند وقوع أمر الله).

وأتى أمر الله، وفار التنور، وتفجرت الأرض، وأمطرت السماء سيولاً؛ حتى طفت سفينة نوح.

وهي تجري في الموج كالجبال، وكان له أبن من الكافرين، فناداه، وقال له:

( أركب معنا، قال: سأوي إلى جبل يعصمني من الماء، قال له: لا عاصم من أمر الله).

فحال بينهما الموج، فكان من المغرقين، ثم أمر الله السماء بالتوقف، وأمر الله  الأرض أن تبلع الماء.

ورست السفينة على جبل الجودي، ليبدأ عهد جديد لا يشرك بالله فيه على الأرض، يسكنها الموحدين من قوم نوح.

قصة هود عليه السلام ( قوم عاد )

قوم عاد قوماً جبارين، يسكنون مدينة تسمى الأحقاف، وكان قوماً كافرين يعبدون الأوثان.

وقد أنعم الله عليهم بنعماً عظيمة؛ من أولاد، وجنان، وأنهار، وصحة.

وقد سكنوا الأرض بعد قوم نوح، فأرسل الله لهم سيدنا هود عليه السلام، ليهديهم من الشك إلى الإيمان.

فجحدوا، وصدوا، ولم يؤمنوا به، فارسل الله عليهم ريحاً؛ أهلكتهم جزاء شركهم قال الله تعالى:

(فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحاً ًصرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا  ولعذاب الأخرة أخذى وهم لا ينصرون).

اقرأ أيضا: من هو النبي الملقب بشيخ المرسلين في الإسلام

قصة صالح عليه السلام (قصة ثمود)

كان رسول الله صالح من قوم  ثمود، وكان رجل ذو مكانة في قومه يتسم بالصلاح والحكمة.

ومن الله على قوم ثمود بالجنان الخصبة، والانهار، وأعطاهم وفرة في الصحة والجسد.

ووهب لهم حرفة البناء، فكانوا ينحتون في الجبال بيوتاً فارهين، إلا أنهم طغوا، وبغوا، وعبدوا الأوثان من دون الله.

فأرسل إليهم ربهم نبيه صالح؛ ليهديهم إلى سبيل الرشاد، فأبوا وطغوا، وسخروا من صالح.

فبعد أن كان فيهم مرجواً ذو مكانة  رفيعة، أصبحوا يسخرون منه، ومن من تبعه من المؤمنين، وقالوا:

(يا صالح أنك لم  تأتينا بأية من ربك فنصدقك).

فأخرج الله لهم من الصخرة ناقة، تسير بينهم، وجعل الله لها يوما تشرب فيه.

وأمرهم ألا يعتدون عليها، ويعترضون طريقها، فللناقة يوم تشرب فيه ويوم هم يشربون فيه.

فخرج أشقاهم، فشرب الخمر حتى ذهب عقله، وعقروا الناقة، فأرسل الله عليهم الصيحة فأهلكتهم قال رب العزة:

﴿فَلَمَّا جاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَلِحاً وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَة مِّنَّا وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذ إنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ 66 وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا في دِيَرِهِمْ جَثِمِنَ67 كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فيها أَلاَ إنَّ ثمود كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَـمُودَ68﴾

قصة لوط عليه السلام

كان لوط قبل بعثه من قوم إبراهيم، وأقام في هذه القرية التي تقوم بعمل الخبائث.

فأقام فيها بأمر ربه، وقوم لوط هما أخبث الأقوام واشدهم ظلم وطغيان  فارسل الله لهم النبي لوط.

يدعوهم إلى التوحيد، وترك ما يفعلون من الخبائث، فقد كانوا يفعلون اللواط ويذرون ما خلق الله لهم من أزواج.

وكان يقطعون السبيل، ويأتون في ناديهم بالمنكرات، والخبائث، ويعتدون على أموالهم وأعراضهم.

وظل يدعوهم، إلا إنهم أبو، ورفضوا، وكفروا بالله، وهددوه بالطرد من قريتهم.

( أخرجوا آل لوط انهم أناس يتطهرون).

إلا أن الله أمره بالثبات، وأنذرهم بعذاب من الله، وعقاباً شديداً لا قبل لهم به.

ولكنهم صدوا، وأصروا على كفرهم وإتيان المنكرات.

فأرسل الله ملائكته على هيئة البشر يبشرهم بدنوا أجلهم ونزول سخط الله عليهم.

وأمره بالخروج ليلاً، ولا يلتفت من أهله أحداً إلا زوجته كانت من الكافرين الهالكين.

فأخذتهم الصيحة وأمر الله ملائكته، فجعل عاليها سافلها.

(فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها   وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) ونجا الله لوط والذين معه.

قصة شعيب عليه السلام قوم مدين

بعث الله شعيب إلى مدين، فقد كفروا وعبدوا الأصنام، وكانوا يخسرون في وزن تجارتهم ويطففون فيها.

فيذيدون في الكيل إذا أشتروا، ويخسرون إذا باعوا، فدعاهم شعيب عليه السلام بترك عبادة الأصنام.

وترك ما يفعلون من تخسير، وتطفيف في تجارتهم، وأنذرهم بعذاب أليم، يأتيهم إن أبوا وأصروا على كفرهم فكذبوه ونعتوه بالجنون والسحر.

وهددوه بالرجم، فأمن له القليل، فخرج شعيب من مدين، ثم توجه إلى الأيكة.

فوجد أهلها كقوم مدين مشركين، مطففين، فدعاهم للتوحيد، وترك ما يفعلون من تخسير، وأنذرهم بعذاب أليم.

إن أبوا واستكبروا، ثم عاد إلى مدين مرة أخرى، محذراً من عذاب الله، ولكنهم أبوا وأصروا على ما يفعلون.

فأخذتهم الرجفة فاهلك الله أهل مدين والأيكة بكفرهم.

قال سبحانه :

(وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ)(84)

وقال سبحانه:

( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ )

نبي الله يوسف

نبي الله يوسف عليه السلام الذي أوتي شطر الجمال، وأوتي من الإبتلاء ما لا يتحمله الأنبياء.

فقد كاد به إخوته غيرة منه على حب أبوهم له، وألقوه في الجب، فاشتراه عزيز مصر، ورباه في قصره.

ثم أحبته زوجة العزيز، وراودته عن نفسه فأبى، وقال معاذ الله ثم زجوا به في السجن، فمكث فيه بضع سنين.

وبعد ذلك رأى الملك رؤيا فيها؛ أن سبع بقرات سمان يأكلون سبع عجاف.

وسبع سنابل خضر، وآخر يابسات وعجز كل الكهنة، والملك، وحاشية الملك، عن تأويل  الرؤى.

وكان وقتذاك قد أنعم الله على سيدنا يوسف بنعمة علم تأويل الأحاديث .

وقد عرف عنه ذلك في السجن لتأويله رؤي سجناء معه، وتحققت نبوءاته، وتفسيره، فدعاه الملك لتأويل رؤياه.

ففسرها له، فحاز عند الملك مكاناً عالياً، وجعله حفيظ على خزائن الأرض، وعزيزاً على مصر.

ثم جاء إخوته في سنوات العجاف، فعرفهم، وهم لم يعرفوه، وعفا عنهم، وجاء بأخوته وأهله إلى مصر، ورفع أبويه على العرش.

وخروا له سجدا، وقال لأبيه : (يا أبتي هذه تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً).

قصة سيدنا موسى عليه السلام

أرسل الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام إلى فرعون وقومه، وموسى هو ثالث الرسل أولي العزم.

وكان فرعون قد رأى رؤية أنه سيخرج من بني إسرائيل من يزيل ملكه، ويقضى عليه،  فقام بقتل أبنائهم وكان يستحيي نسائهم.

ووضعت أم موسى وليدها وأوحى لها الله أن تضعه في التابوت ثم تلقيه في اليم.

فألتقطه آل فرعون وقالت زوجة فرعون السيدة آسيا.

وهي أحدى المبشرات بالجنة، لا تقتلوه، عسى أن نتخذه ولدا، فتربى موسى في قصر فرعون بقدرة الله.

فحرم الله عليه المراضع، فكان لا يرضع من أي امرأة، فخافت عليه زوجة فرعون.

فأخذت تبحث له عن مرضعة، وتسأل له حتى أشارت عليها أخته لأمه إلى أهل بيت يرضعونه.

وهم له حافظون، فرده الله إلى أمه كي تقر عينها.

وتعلم أن وعد الله حق، ثم حدث العداء بين موسى وبين أحد قوم فرعون، فوكزه سيدنا موسى فقتله.

فخرج إلى مدين، ومكث فيها بضع سنين، ثم عاد إلى مصر، وفي عودته ناداه ربه عند الشجرة المقدسة من البقعة  المباركة.

(أني أنا الله رب العالمين، فأخلع نعليك؛ إنك بالوادي المقدس طوى ) وأمره بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد، وأمره بلين القول لعله يخشع.

طلب موسى من ربه أن يشد عضده بأخيه هارون.

تابع قصة سيدنا موسى عليه السلام

فأتاه الله تسع آيات مبينات إلى فرعون، وقومه، فأتى فرعون بآيات الآية تلو الأخرى.

وأولها تحول العصا إلى ثعبان يسعى، وخروج يده من جيبه بيضاء،  ثم عودتها إلى سيرتها الأولى.

ثم دعا فرعون السحرة؛ أن يجتمعوا يوم الزينة، وأن يجتمع الناس الضحى، وهذا كيداً لموسى وهارون.

وسحر السحرة أعين الناس وأسترهبوهم، فاذا موسى يلقي عصاه، فاذا هي ثعبان مبين.

تلقف ما صنعوا، إنما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى، فسجد السحرة؛ وقالوا آمنا برب موسى وهارون، فنصر الله نبيه ورسالته.

ثم أمر الله موسى بالخروج من مصر إلى فلسطين، فتبعهم فرعون.

فأمر الله موسى أن يضرب البحر، فانفلق فكان كل فلق كالطود العظيم.

فنجى الله موسى وقومه، ثم تبعهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله أجمعين.

قصة سيدنا عيسى عليه السلام

رسول الله عيسى المسيح ابن مريم، وهو رابع الرسل أولي العزم.

أرسله ربه إلى بني إسرائيل، و خلقه الله من أم بلا أب ( إن مثل عيسى عند ربه كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ).

فأرسل الله جبريل عليه السلام إلى مريم، فنفخ فيها من روح الله، فحملت بعيسى صلى الله عليه وسلم.

ثم أتت به قومها تحمله، فأنكروه، وأنكروا عليها ذلك، ووصفوها بأبشع  الصفات، وهي الزاهدة العابدة البتول.

فأشارت إليه فكلمهم وهو رضيع فقال: (أنا عبد الله أتاني  الكتاب والحكمة وجعلني من المرسلين).

وحينما بلغ أشده، دعا قومه بني إسرائيل، وصحح مسلكهم.

وأظهر الله على يديه المعجزات لبني إسرائيل، وكان صلى الله عليه وسلم يخلق من الطين كهيئة الطير.

ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، ويبرئ الأكمه والأبرص، بل ويحيي الموتى بإذن الله.

وينبئهم لما يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم، فآمن به الحواريون، وكانوا أثني عشر حوارياً.

قصة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، وأخر الأنبياء من  أولي  العزم.

أرسله ربه للعالمين، رسولاً بعث بمكة المكرمة من سن ال40 ، ثم دعا الناس سراً ثلاث سنوات، ثم جهراً 10 سنوات.

وقد قاسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد المعاناة من قومه، فعذبوا المؤمنين، فهاجروا على مرتين.

إلى الحبشة، ثم هاجروا مع رسول الله إلى المدينة المنورة.

ثم ما أن أقام الله له أمره، واستقرت الدولة الإسلامية.

أمره الله بفتح مكة، فدخلها في العاشر من رمضان فاتحاً، منتصراً، ثم عاد للمدينة المنورة.

وتوفي بها، ودفن فيها صلى الله عليه وسلم، على عمر ثلاثة وستون عاماً.

قصة سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم

سيدنا إبراهيم هو خليل الله وهو ثاني الرسل أولي العزم بعد نبي الله نوح.

عاش إبراهيم صلى الله عليه وسلم في قومه، وكانوا يعبدون الأصنام وكان أبوه يصنعها، ويبيعها.

لكن رسول الله لم يشعر إلا أن قلبه يقوده إلى الرب الحقيقي، الذي يدبر الأمر للكون ولكل البشر اجمعين.

وأن لهذا الكون رب يتكفل به، فذهب ينظر ويتأمل ويتفكر.

فأيقن أن الأصنام هي حجارة؛ لا تنفع ولا تضر، فنظر إلى السماء، فوجد القمر.

قال هذا ربي هذا كبير، وهذا يضئ الليل، ثم وجده يختفي إذ طلع الصبح.

فوجد الشمس قال هذا ربي هذا أكبر، فلما غابت، قال لا احب الأفلين ليس هذا برب.

فقال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين.

فتوصل بقلبه لدين التوحيد من قبل بعثه، فعبد الرب الواحد الأحد بهداية من رب العالمين.

فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلم قومه أن ما يعبدونه من دون الله من أصنام لا تنفع ولا تضر، بل لا تستطيع دفع الضرر عن نفسها.

فأنتظر حتى خرج قومه، و قام بتحطيم أصنامهم، وعلق الفأس على كبيرهم.

وعندما عادوا وجدوا أن أصنامهم  قد تحطمت، قالوا من فعل ذلك بأصنامنا.

قال بعضهم سمعنا فتى يذكرهم بسوء أسمه إبراهيم.

فقالوا انت فعلت هذا بأصنامنا ؟  قال:

بل فعلها كبيرهم، فأسالهم إن كانوا ينطقون.

قالوا قد علمت أن ما هؤلاء ينطقون، قال أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم نفعاً ولا ضراً.

تابع قصة سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم

أوفً لكم ولما تعبدون من دون الله.

قالوا حرقوه وأنصروا آلهتكم، فأوقدوا له ناراً جعلوها تستعر ثلاث ليالي.

وجعلوه على المنجنيق، وألقوه فيها وهو في الهواء، في طريقه إلى النار  لتحرقه.

أتاه جبريل رسول السماء سأله أن الله يقرئك السلام ويقول له ألك حاجه ؟قال له أما منك فلا.

وأما ربي فعلمه بحالي يغني عن سؤالي.

فأمر  الله النار أن كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فخرج منها سالماً كأن لم يصيبه أذى قال الله تعالى:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [الأنبياء:52 – 56]

ولم يؤمن لإبراهيم صلى الله عليه وسلم إلا القليل، وزوجته سارة رضي الله عنها وأبن أخيه سيدنا لوط عليه السلام.

ثم رحل إلى فلسطين، ثم إلى مصر، وتزوج من السيدة هاجر، وأنجب منها نبي الله إسماعيل عليه السلام.

من ثم أنجب سيدنا إسحاق عليه السلام، من السيدة سارة.

ثم ترك السيدة هاجر، وابنها إسماعيل بمكة عند البيت الحرام.

قد يهمك: 25 دعاء للانبياء عليهم السلام لتفريغ الهم مكتوب

في نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن الحكمة من قصص الأنبياء، وكذلك تناولنا قصه سيدنا آدم عليه السلام، ادريس عليه السلام، ونوح عليه السلام، وهود عليه السلام، وصالح عليه السلام وقوم ثمود، ولوط عليه السلام، وشعيب عليه السلام.

وسيدنا ابراهيم عليه السلام، وموسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم، ويوسف عليه السلام، فنتمنى أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونرجو منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة