قصص تنمية بشرية هادفة ورائعة

قصص تنمية بشرية هادفة ورائعة، التنمية البشرية وتطوير الذات هما أساس الحياة التي يعيشها الإنسان، حيث يجب على كل إنسان أن يعتني كثيراً بتطوير نفسه ودون تدخل من أحد، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحصل من خلالها على فرصة حقيقية في حياته، والعقبات هي شيء ضروري في كل قصص النجاح، فلولا العقبات ما كنا وصلنا لما نريد، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم أجمل قصص التنمية البشرية المفيدة والرائعة.

قصة صانع البناطيل

يحكي أنه كان هناك رجل يصنع قماش للمراكب الشراعية، يقضي طوال العام في صنع القماش حتى يبيعه لأصحاب المراكب الشراعية، وفي أحد الأعوام ذهب الرجل لأصحاب المراكب ليبيع لهم القماش، لكنه وجد من سبقه واشترى أصحاب المراكب منه القماش.

وحزن الرجل حزناً شديداً وظل جالساً يفكر ماذا سيفعل بالقماش، وحينها سخر منه أحد أصحاب المراكب قائلاً” اصنع به بناطيل وارتديها أنت”، فكر الرجل كثيرًا وبالفعل صنع من القماش بناطيل لأصحاب المراكب وباعها لهم بهامش ربح بسيط، ولاقت البناطيل على إعجابهم حيث كانت مصنوعة من أقمشة قوية وتستحمل طبيعة عملهم، ووعدهم الرجل أن يصنع لهم بناطيل في العام القادم.

وبدأ الرجل يعدل في البناطيل وأضاف لها جيوباً حتى تتناسب مع العمال، وبالفعل ذهب للعمال في العام التالي واشترى العمال منه البناطيل، وهكذا قد حول الرجل أزمته إلى نجاح بالجد والاجتهاد ولم يستمع إلى سخرية الناس منه، بل جعل من سخريتهم حلاً رائعاً وابتكر منها فكرة أخرجته من مأزقه، وهكذا تتضح لنا أهمية التفكير الإيجابي في مواجهة العقبات والتحديات.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الكرم

قصة الصياد والسمك الصغير

يحكي أنه كان هناك صياداً يذهب كل يوم ليصطاد السمك، وذات يوم استشاط زملائه الصيادين غضباً عندما لاحظوا أن الصياد يحتفظ بالسمك الصغير ويرجع السمك الكبير إلى البحر، وعندها صرخوا فيه” ماذا تفعل؟، لماذا ترمي السمكات الكبير في البحر؟”.

وعندها أجابهم الصياد “لأنني أملك مقلاة صغيرة” قد لا يصدق الكثير هذه القصة، ولكن في الحقيقة نحن نفعل كل يوم ما يفعله هذا الصياد، نحن نرمي الأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة خلف ظهورنا باعتقاد منا أنها أكبر من عقولنا وإمكانياتنا، كما هي مقلاة ذلك الصياد والأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي.

بل أنه ينطبق على أشياء أكثر أهمية فنحن نستطيع أن نكون أسعد مما نحن عليه وأن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل، لذا يجب أن نفكر بشكل أكبر ونحلم بشكل أكبر ونتوقع نتائج أكبر وندع الله أن يعطينا أكثر، ماذا سيحدث لو تخلصت من مقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلتها بواحدة أكبر؟

ماذا سيحدث إذا قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل ما تريده؟، ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله وتزداد به ثقة وأملاً؟، ولا تنس حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال “إذا سئلتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى” ولكن قد يتسلل إلي الذهن هذا التساؤل، ماذا لو بالفعل استبدلنا المقلاة الصغير بمقلاة كبيرة ثم لم نجد سمكاً بحجم مقلاتنا؟

ماذا سيفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيرة لم ترى سوى صغار السمك؟ رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب للصيد وتفاؤله عند رجوعه، ولكن ليس بحوزته سوى سمكات صغيرة فعل كل ما بوسعه وفي الأخير نفس النتيجة، هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم أم يرجع إلى مقلاته الصغيرة؟

وأجاب علم النفس علي هذا السؤال موضحاً  لنا أن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها ولديه القدرة أن يعيش كيفما شاء، والخطوة الأولي هي أن يحلم ما يريد أن يكون ما يريد أن ينجزه، والحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً.

وهذه هي الخطوة الثانية هدف يشغلنا صباحاً ومساءاً ونسعى لتحقيقه وانجازه، وهناك عاهة واحدة قد تمنعنا من النجاح والتفوق وهي الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام العزيمة، إن الصياد الذي لا يجني إلا السمك الصغير لابد أن يتخذ خطوة إيجابية، أن يغير مكان الاصطياد أو يختار وقتاً أخر فالتفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن، لكن التشاؤم هو القاتل الذي يحطم أحلامنا وطموحاتنا.

شاهد أيضًا: قصة نجاح أغنى رجل في بابل جورج كلاسون

قصة سر السعادة

يروي أن أحد التجار أرسل ابنه لأحكم رجل في العالم ليعلمه سر السعادة، وعندما وصل الشاب أنصت له الحكيم ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن، وطلب منه أن يأخذ جولة في القصر ويعود بعد ساعتين لمقابلته، بشرط أن يمسك الشاب في يده ملعقة صغيرة بها نقطتين من الزيت ويحذر أن ينسكب الزيت من الملعقة.

ذهب الفتي وأخذ يصعد سلالم القصر ويهبط وهو مثبتاً عينيه علي الملعقة، ثم رجع بعد ساعتين لمقابله الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي؟ والحديقة الجميلة؟

هل استوقفتك المجلدات الرائعة في مكتبتي؟ ، ارتبك الشاب واخبره أنه لم يري شئ، وأنه كان مشغولاً أن لا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة، فقال له الحكيم:

ارجع واستكشف معالم القصر واستمتع به، عاد الشاب ليتجول في القصر منتبهاً في هذه المرة إلي معالم القصر والروائع الفنية المعلقة بالجدران، والحديقة وزهورها الرائعة، وعندما رجع للحكيم روي له ما شاهده في القصر، فسأل الحكيم الفتي: وأين قطرتي الزيت الذي أعطيتهم إليك؟ فنظر الفتي إلي الملعقة ووجد أنهما انسكبتا، فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أود تقديمها إليك.

سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب قطرتي الزيت، وفهم الفتي المغزى من هذه القصة وهي أن السعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، وقطرتا الزيت المقصود بها الستر والصحة، فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة والحزن.

قصة السجين والباب المفتوح

كان أحد سجناء لويس الرابع عشر محكوماً عليه بالإعدام، ومسجون في جناح قلعة مطلة على جبل، هذا السجين لو يبقي علي موعد إعدامه سوي يوم واحد و يروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وأفكار غريبة، وفي تلك الليلة فوجئ السجين وهو في أشد حالات اليأس بباب الزنزانة يفتح ويدخل لويس ومعه حراسه ويقول له: أعرف أن موعد إعدامك غداً، ولكني سأعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو من الموت.

هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك أن تخرج عن طريقه، وإن لم تتمكن فسيأتي الحرس غداً مع شروق الشمس لتنفيذ حكم الإعدام، وأرجو أن تكون محظوظاً بما فيه الكفاية لتعرف هذا المخرج، وغادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسله لكي لا يضيع عليه الوقت، جلس السجين مندهشاً فهو يعرف أن الإمبراطور صادق ويسمع عن لجوءه لمثل هذه الابتكارات في قضايا وحالات مماثلة.

وبأت محاولات السجين وبدأ يفتش في الجناح ولاح له الأمل عندما وجد غطاء فتحة مغطاة بسجادة على الأرض، وما إن فتحها حتي وجدها تؤدي إلي سلم ينزل إلي سرداب ويليه سلم أخر يصعد مره أخري واستمر يصعد ويصعد إلي أن وجد نفسه في النهاية وصل إلي برج القلعة، وبقي حائراً لفترة طويلة فلم يجد أن هناك أي فرصة ليستفيد منها للهرب.

وعاد إلي زنزانته وانقضت ليله السجين كلها ولاح له ضوء الشمس من النافذة وأيقن أن مهلته انتهت وأنه فشل في استغلال الفرصة، ووجد الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له أراك لازلت هنا، قال له السجين ما تركت بقة في الجناح لم أبحث فيها فأين المخرج؟ قال له الإمبراطور: كان باب الزنزانة مفتوحاً وليس مغلقاً، دائماً ما نفكر بالطرق الصعبة قبل أن نبدأ بالطرق السهلة فلعلنا ننجح من أسهل طريقة.

شاهد أيضًا: قصة نجاح الإمبراطور ليبتون بالتفصيل

وفي نهاية رحلتنا مع قصص تنمية بشرية هادفة ورائعة ، كنا قد سردنا لكم بعض قصص التنمية البشرية وتطوير الذات وكيفية التعامل مع التحديات التي نواجهها في الحياة، ونرجو أن تكون استفدتم من هذه القصص وأن تكون حازت علي إعجابكم.

مقالات ذات صلة