قصة وعبرة

قصة عجوز بني إسرائيل من أجمل القصص التي رواها لنا سيدنا محمد، فهذه السيدة عالية الهمة قد انتهزت الفرصة ليبشرها الله بأنها ستدخل الجنة، وشتان بينها وبين الأعرابي الذي طلب شيئًا دنيويًا من نبي الله وكان بإمكانه أن يطلب شيئًا لآخرته؛ لذا لابد أن نتعظ ونستفيد من كل قصة وعبرة حدثنا عنها سيدنا محمد.

قصة وعبرة

سنتحدث في الآتي عن إحدى المواقف التي حدثت مع سيدنا محمد، وذكر على أثرها قصة عجوز بني إسرائيل:

  • ذات يوم نزل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند أعرابي ضيفًا، فكاد الرجل يطير فرحًا به.
  • حاول الرجل قدر استطاعته أن يكرم نبي الله وقدم إليه الطعام والشراب رغم فقره.
  • فطلب منه سيدنا محمد أن يأتي إليه فيما بعد ليكافئه.
  • وفي يوم نزلت ضائقة مادية بالرحل، فتذكر طلب النبي وذهب إليه.
  • استأذن بالدخل فأذن له، وبعدما سأله عن أحواله أخذ الرجل يشتكي له، فأخبره أن يطلب ما يشاء.
  • ولعل سيدنا محمد كان يريده أن ينتهز الفرصة ويسأله أن يدعو له بالمغفرة، أو بدخول الجنة، ولكن الأعرابي طلب ناقة يركبها ويسافر عليها.
  • رد عليه سيدنا محمد: “أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل” فسأل الصحابة: يا رسول الله ومن عجوز بني إسرائيل؟

شاهد أيضا: قصص الانبياء في القرآن الكريم

قصة عجوز بني إسرائيل

سنذكر فيما يلي قصة تجوز بني إسرائيل التي تحدث عنها سيدنا محمد وذكرها للأعرابي:

  • عندما أصبح سيدنا يوسف عزيزَ مصر أوصى بني إسرائيل بنقل جسده من مصر لفلسطين ودفنه هناك.
  • ولما مات سيدنا يوسف لم يقدر بنو إسرائيل على تنفيذ وصيته.
  • وعندما بعث سيدنا موسى وذهب لدعوة فرعون لعبادة الله وحده ورفض فرعون دعوته وخرج بجيش وراءه ومن تبعه.
  • ضل سيدنا موسى طريقه ومن معه فسأل عن السبب فأخبروه بأن سيدنا يوسف كان أخذ عليهم عهدًا بأن يدفنون في الأرض المقدسة ولم يفعلوا.
  • فسأل إذا كان أحدًا يعرف مكانه فقالوا أن هناك فقط امرأة عجوز من بني إسرائيل تعرف مكانه.
  • وعندما ذهب إليها وطلب منها أن تدله قالت لن أدلك حتى تحقق لي طلبي، وكان طلبها هو أن تكون معه في الجنة.
  • وأوحى إليه بأن يخبرها بأن الله قد حقق أمنيتها، فدلتهم على قبره، وعندما عثروا عليه أنير لهم الطريق.

اقرأ أيضا: قصة عام الفيل للأطفال

حديث قصة عجوز بني إسرائيل

سنذكر فيما يلي الحديث الذي ذكرت فيه عجوز بني إسرائيل:

  • فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيًا فأكرمه، فقال له: «ائتنا»، فأتاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سل حاجتك”. قال: ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
  • أَعجِزتُم أن تكونوا مثلَ عجوزِ بني إسرائيلَ؟ فقال أصحابُه : يا رسولَ اللهِ و ما عجوزُ بني إسرائيلَ؟ قال : إنَّ موسى لما سار ببني إسرائيلَ من مصرَ، ضَلُّوا الطريقَ، فقال : ما هذا؟ فقال علماؤهم نحن نُحَدِّثُك : إنَّ يوسفَ لما حضره الموتُ أخذ علينا مَوثِقًا من اللهِ أن لا نخرُجَ من مصرَ حتى ننقِل عظامَه معنا، قال : فمن يعلمْ موضعَ قبرَه؟
    • قالوا ما ندري أين قبرُ يوسفَ إلا عجوزًا من بني إسرائيلَ، فبعث إليها، فأتَتْه، فقال دُلُّوني على قبرِ يوسفَ، قالت لا و الله لا أفعلُ حتى تُعطِيَني حُكمي، قال : و ماحُكمُكِ؟ قالت أكونُ معك في الجنَّةِ، فكره أن يُعطِيَها ذلك.
    • فأوحى اللهُ إليه أن أَعطِها حكمَها، فانطلقَتْ بهم إلى بُحَيرةٍ، موضعَ مُستَنْقَعِ ماءٍ، فقالت: انضِبوا هذا الماءَ، فأَنضبوا، قالت احفِروا و استخرِجوا عظامَ يوسفَ، فلما أقلُّوها إلى الأرضِ، إذ الطريقُ مثلُ ضوءِ النَّهارِ”. رواه أبو موسى الأشعري، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

الدروس المستفادة

ينبغي علينا أن نستخرج الدروس المستفادة من كل قصة وعبرة نستمع إليها، وفيما يلي الدروس المستفادة من قصة عجوز بني إسرائيل:

  • اغتنام الفرص الصالحة كما اغتنمت العجوز الفرصة وبشرها الله بتحقيق أمنيتها.
  • التطلع لأعلى الدرجات فقد أرشدنا سيدنا محمد لطلب الفردوس الأعلى.
  • وضوح الأهداف والتوكل على الله والسعي لتحقيقها.
  • رفع الهمم وجعل الأهداف نفيسة فقد قال ابن القيم رحمه الله: “القلوب جوالة: منها ما يجول حول العرش، ومنها ما يجول حول الحش”.
  • لا ينبغي أن نتغافل عن الآخرة ويكون همنا كله الدنيا، فقد قال الله تعالى: “فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200).
  • وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)”.
  • مهما اختلفت الأهداف فهي لا تخرج عن شيئين: هدف متعلق بالدنيا، أو بالآخرة، وقد قال سيدنا محمد: “من كانت الآخرة همه: جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.
    • ومن كانت الدنيا هنه: جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له”.

شاهد من هنا: قصة أصحاب القرية للأطفال

عجوز بني إسرائيل هي السيدة التي أرشدت سيدنا موسى لقبر سيدنا يوسف بعد أن قُبلت أمنيتها بدخول الجنة مع سيدنا موسي عليه السلام.

لتسطر أروع الأمثلة في الهمم العالية، وتعلمنا أن ننتهز الفرص ونعلي هممنا، ومن خلال موقع mqall.org سنذكر قصتها بالتفصيل تحت عنوان قصة وعبرة.

مقالات ذات صلة