قصة الحمار في الاندلس

قصة الحمار في الأندلس، من أجمل القصص التاريخية، والتي جرت أحداثها في عصر الدولة الأموية، واستمرت تروى حتى يومنا هذا، لأنها تحمل من القيم الجميلة ما يجعلنا نقصّها على أولادنا، وقصها أولادنا على أولادهم من بعدنا.

قصة الحمار في الأندلس

أما عن أحداث هذه القصة الجميلة والتي كانت على أيام الأمويين نستعرضها في السطور التالية:

  • يحكى أنه كان يوجد ثلاثة أصدقاء، يعملون لنقل الناس حمّارين، والبضائع على حميرهم، ويتنقلون بين الأماكن المختلفة.
  • كان من بين هؤلاء الثلاثة شاب يسمى محمد، وكان محمد من الشباب الطموح، الذي يسعى لتغيير واقعه إلى الأحسن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

اقرأ أيضا: قصة الخاتم السحري

طموح الحمار في الأندلس

  • وبينما الحمّارين الثلاثة يتسامرون مساءاً بعد يوم عمل طويل وشاق، طرح محمد موضوع للحوار قائلاً.
    • أريد منكما أن تفترض أن هذا الواقع قد تغير في يوم وأصبحت خليفة للدولة الأموية.
    • أهتم بشؤون العباد وتقضي مصالحهم، فماذا يتمناه كل واحد منكم إذا ما حدث ذلك.
  • فضحك الصديقين من حديث محمد وطموحه الذي ليس له حدود، إلا أن محمداً أصر أن يحصل منهم على إجابة، ويخبره عن أمنياتهم أن أصبح يوماً خليفة للمسلمين.
  • فرد أحد الصديقين بعدما سبح بخياله بعيداً، قائلاً لمحمد، إن أصبحت خليفة للدولة الأموية يوماً فإنني أريد منك حديقة جميلة واسعة تمتلئ بكل أنواع الزهور والفواكه، وإسطبلاً للخيل به الكثير من الخيول النادرة والثمينة.
    • بالإضافة إلى 100 جارية، ومائة ألف دينار أنفقها على ملذات الحياة كيف أشاء.
  • بينما كان رد الصديق الثاني مفاجئاً وعكس كل التوقعات، حيث قال لمحمد عليك ألّا تنسى واقعك، أين أنت من الخليفة والخلافة بينما عملك هو حمّاراً.
    • والله لأصدق أن السماء تقع على الأرض ولا أصدق أن حمّاراً يعمل بدراهم معدودة في اليوم ينقلب حاله إلى أن يصبح خليفة للمسلمين، فأصر محمد أن يعرف أمنيته إذا ما حدث ذلك يوماً، فرد الصديق الثاني قائلاً.
    • والله لئن حدثت هذه المعجزة لك أن تضعني مقلوب الوضع رأسي إلى الوراء على حمار يجوب الطرقات في أنحاء المدينة.
    • ورأى منادياً ينادي في الناس ويقول يا أيها الناس إن هذا الرجل دجّالاً محتالاً من يصاحبه أو يتحدث معه فإن جزاؤه هو السجن.
  • وهكذا انتهت جلسة السمر وانتهى الكلام عن الأمنيات، وذهب كل من الأصدقاء الثلاثة إلى بيوتهم.
    • بينما الحديث مازال دائراً في رأس محمد يفكر كيف يستطيع تحقيق هذه الأمنية والوصول إلى الخلافة.

سعىّ الحمّار لتحقيق حلمه

  • وفى اليوم التالي كان محمد قد فكر ملياً واتخذ أول خطوة نحو تحقيق حلمه.
    • فذهب إلى السوق وباع حماره والتحق بالشرطة لأنها في رأيه الوسيلة الوحيدة، والمضمونة للوصول إلى هدفه.
  • بذل محمد جهدا كبيراً وتفانى في عمله بالشرطة مما أدى ذلك إلى إعجاب مدراءه به.
    • ومع مرور الأيام حصل محمد على العديد من المكافآت، والترقيات ثوابا له على تفانيه وحبه الشديد لعمله.
  • حتى جاء يوماً مميزاً أصبح فيه محمد مديراً لشرطة الدولة الأموية، لما أظهره من حب شديد وتفانى لعمله.
    • وسط تعجب المحيطين به من زملائه في الشرطة.

تحقق حلم حمّار الأندلس

  • وبعد عدة سنوات جاء اليوم المنشود الذي فاق كل التوقعات، واستيقظ الناس على خبر وفاة الخليفة الأموي.
    • تاركاً وراءه ابنه صغير السن، والذي كان غير مؤهلاً على تولّى حكم البلاد.
    • وفرضت عليه الوصاية حتى يبلغ السن التي تؤهله لإدارة شئون البلاد.
  • وكانت المفاجأة أن تم اختيار مدير الشرطة واثنين معه لمساعدته تولى الوصاية على ابن الخليفة الأموي المتوفى.
    • وإدارة شئون البلاد، وبعد مرور فترة من الزمن صار محمد هو الوصي الوحيد على ابن الخليفة الراحل.
    • وتولى إدارة الدولة الأموية بمفرده.

كما يمكنكم التعرف على: قصة الفيل والنملة

التقاء حمّار الأندلس بصديقيه القدامى

  • تذكر الخليفة الأموي محمد ما حدث قبل ثلاثين عاماً عندما كان جالساً مع صديقيه الحمّارين مساءاً.
    • وما دار بينهم، فكلف أحد جنوده بالذهاب إلى المكان القديم الذي كان يجتمع فيه بصديقيه.
    • وأمره أن يأتي بهما بعدما حدد له أوصافها.
  • وما إن أحضر الجندي الحمّارين ودخلوا على الخليفة محمد حتى عارفاه وعرفهما وتعجبا من الحال الذي وصل إليه وما آل إليه من إدارة شئون الدولة الأموية.
  • بدأ الخليفة محمد بمخاطبة صديقيه موجهاً كلامه إلى صديقه الأول.
    • وسأله إن كان يتذكر تلك الأمسية الأخيرة التي قضوها معا، وماذا تمنى في تلك الليلة.
    • فرد الصديق قائلاً نعم أتذكر لقد طلبت حديقة غنّاء واسعة، وإسطبل خيل، ومائة جارية.
    • بالإضافة إلى مائة دينار، فرد عليه الخليفة قائلاً لك كل ما تمنيت.
  • ثم وجهّ الخليفة محمد كلامه إلى الصديق الثاني مذكر إياه بما قاله في تلك الليلة، فحاول الصديق أن يتهرب من الإجابة.
    • لكن الخليفة محمد أصر على تنفيذ ما قاله حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير.
    • ووضعه على حمار بالعكس ووجهه إلى الخلف وعين ورائه منادي ينادى في الناس بأن هذا دجالاً محتالاً، وكل من يصدقه أو يمشى معه فإن مصيره السجن.
  • وهكذا استطاع محمد تذليل العقبات للوصول إلى هدفه وتحقيق أحلامه حتى وإن كانت مستحيلة

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة الأمير الضفدع

ومن قصة الحمّار في الأندلس نستخلص العديد من الدروس المستفادة، ومنها أن الإنسان إذا ما اجتهد وتفانى فإنه يستطيع الوصول إلى حلمه وإن ظن البعض أنه مستحيلاً، وأن كل إنسان له الحق أن يحلم ويطمح لتحسين مستوى معيشته وأن يحسن التفكير والتخطيط للوصول إلى تحقيق هذا الحلم.

مقالات ذات صلة