القوة في الإسلام

القوة في الإسلام، قد يفهمها البعض على إنها قوة الجسد والعضلات بدون استخدام صحيح، لكنها تشير إلى قوة العقيدة والإيمان الداخلي للمسلم وما يقوم به من طاعات وأعمال صالحة تحقق الصالح العام للمسلمين والصالح الخاص.

وهو الصلة بين المرء وربه، ومن خلال موقعنا مقال mqall.org سنتعرف على المعنى الحقيقي للقوة في الدين الإسلامي، ومظاهرها، وأنواعها، والكثير من التفاصيل الأخرى.

القوة في الإسلام

  • إن القوة في الشريعة الإسلامية تعني العقيدة الصحيحة والإيمان السليم الذي يعود على الأمة الإسلامية بالنفع والخير.
  • فقد يختلط الأمر على الكثير من الناس بأن القوة في الدين الإسلامي ترتبط بالعنف واستخدام العضلات فيما لا يأتي بالنفع على الآخرين.
  • وتشمل القوة في الإسلام جميع الجوانب المتعلقة بأخلاق المرء المسلم وعقيدته، كما تتضمن قوته في العلم والمعرفة والثقافة وتعلُّم أمور دينه الصحيح.
  • وهناك حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يوضح بأن المؤمن القوي مُفضّل على المؤمن الضعيف، وبأنه الأكثر نفعًا لنفسه وللمسلمين.
  • حيث يمتلك القوة في الإيمان والبدن والعقل والنَفس والعمل، وكل هذا في سبيل الله وطاعته ومحاربة الأعداء الذين يريدون تدمير المسلمين والإسلام.
  • أيضا تتضمن القوة في الدين الإسلامي العديد من المظاهر التي تؤكد على المعنى لأصل القوة في الإسلام، وتكون أسباب قوة المؤمنين وعزتهم ونصرهم.

واقرأ أيضا من هنا للاطلاع على: معنى تحمل المسئولية من المنظور الإسلامي

ما هي أنواع القوة في الإسلام

يوجد أنواع مختلفة من معنى القوة في الشريعة الإسلامية تُمثل جانب رئيسي في الدين، نذكر من بينها ما يلي:

قوة الترابط

  • تشير قوة الترابط إلى الوحدة والتآلف بين المسلمين بعضهما البعض، وأن يكونوا رحماء مع الحرص على أن تكون مصالحهم متوافقة مع العقيدة الحق.
  • كما تعني قوة الترابط الدعوة إلى الله تعالى، وأن يحرص المسلم على غيره وينصحه بالمعروف، وينهاه عن فعل المنكر والمعصية.

القوة العلمية

  • يعد هذا النوع من القوة في الإسلام المُتمثل في العلم الذي هو أساس بصيرة القلب، وأكثر ما يجب معرفته ليكون المرء المسلم قوي البُنيان.
  • حيث يتوجّب أن يتعلم المسلم الإيمان والإحسان والإسلام الحق، فهذه أول الأمور التي ينبغي الحرص عليها لأنها أساس القوة العلمية.
  • يجب تعلم أساسيات الوضوء والصلاة ومبطلاتها لأنها عمود الدين الإسلامي.
  • يجب تعلم أركان الإسلام خاصة عندما يكون المسلم صاحب مال، حيث ينبغي أن يكون على علم بفقه الزكاة، أيضا تعلم فقه الصيام والحج والعمرة وغير ذلك.
  • من بين الأمور الواجب تعلمها وتشتملها القوة العلمية، هو تعلم جميع المعاملات والأحكام الشرعية الخاصة بالمعاملات التجارية والميراث وغيرها.
  • إن القوة في الإسلام تمثل القوة في الحرص على أداء العبادات بجميع واجباتها وأركانها، فإن هذا له عظيم الأثر في نفس المرء المسلم والمجتمع.
  • أيضا القوة في السلوك والأخلاق الحميدة جزء لا يتجزأ من قوة المرء في الدين الإسلامي، حيث أن السلوك القويم والأفعال الصالحة لها بالغ الأثر في المجتمع بوجه عام وللفرد بوجه خاص.

عوامل القوة في الدين الإسلامي

تتوفر العديد من الأسباب والمقومات التي هي بمثابة النقاط الأساسية لمعنى القوة في الإسلام نذكر منها الآتي:

  • الابتعاد عن الذنوب والخطايا والموبقات، وألّا يغترَّ المرء بنفسه مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص من مكائد العدو وعدم التقليل من إمكانياتهم.
  • الإحساس بالمسؤولية والعمل على إصلاح ذات البين حتى يصبح الجميع في حالة من الاستقرار المجتمعي على كافة الأصعدة.
  • عدم التطاير واستشعار التفاؤل بأن القادم سيكون هو الخير للدين الإسلامي، وأن النصر هو حليف الإسلام مهما كانت الظروف والأوضاع والمتغيرات.
  • العودة إلى التاريخ الإسلامي وقراءته بتدبر لشحذ النفس وتقويتها وبعث الأمل مرة أخرى لتشتد العزيمة.
  • مراجعة علماء الأمة الإسلامية والأخذ بآرائهم، فهم أدرى الناس بحال الأمة وأجدرهم على إيجاد الحلول المناسبة.
  • العمل على محاربة الخرافات والبدع التي لا أساس لها من الصحة لتقوية الدين الإسلامي بالقيم والمبادئ الصحيحة والحق.
  • التمسُّك بالقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والأحكام الشرعية في جميع أمور الدنيا والدين.

ولمزيد من المعلومات اقرأ من هنا: فلسفة الأخلاق في الإسلام

وصف القرآن الكريم للقوة في الشريعة الإسلامية

ذكر لنا الله تعالى الكثير من الآيات القرآنية التي تحدثت عن القوة في الإسلام والتي جاءت على النحو التالي:

  • قال الله تعالى: “إنَّ الله قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، حيث وصف الله نفسه عز وجل بالقوة والقدرة على كل شيء.
  • وجاء في كتابه العزيز وصف لصفتي العزة والقوة في قوله تعالى: “إنّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيْزُ”.
  • أما في قوله تعالى: “وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مَّنْ قُوَّةٍ”، حيث أمر المؤمنين بالتحلّي بالقوة أمام العدو.
  • وفي قوله تعالى: “وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَّجُلٓيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدٍرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كُلُّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجَّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.
  • وقوله تعالى: “إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْآمِينُ”.

 خطورة القوة في الدين الإسلامي

أشار القرآن الكريم إلى أن القوة في الإسلام قد تتحول إلى خطر جسيم على المرء المسلم في المقام الأول ثم على المجتمع، وهناك نماذج من القرآن الكريم توضح تحوّل القوة إلى استقواء منها:

  • في قوم عاد قال الله تعالى: “فَأّمَّا عَادٌ فَاسْتَكبْرُوا فِي الْأَرضِ بِغَيْر الْحَقَّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً”.
  • كما جاء في الرجل الذي استقوى واستكبر بما وهبّهُ الله من مال ونعم حينما قال تعالى: “وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرِهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا”.
  • وقوله تعالى: “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْذَينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيَّنَاتِ فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: الأمانة في الإسلام وأثرها في المجتمع

وفي نهاية موضوعنا حول القوة في الإسلام، علينا أن نعي بأن هناك قيود على القوة لا يجب الخروج عنها، حتى لا يتحول صاحبها عن الاتجاه السليم والصحيح لمفهوم القوة في الدين والسُّنة النبوية.

كما يجب على المرء المسلم أن يستخدم القوة بمعانيها العامّة التي سبق ذكرها لبناء فرد ومجتمع مسلم صحيح لتحقيق أهداف القوة كما جاءت في آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة.

مقالات ذات صلة