موضوع مختصر عن نكبة البرامكة

موضوع مختصر عن نكبة البرامكة ، قد تكون سمعت عن نكبة البرامكة وتساءلت من هم البرامكة؟ وفي أي عصر عاشوا؟ وما هي هذه النكبة التي حدثت لهم؟ كل هذا سوف نتعرف عليه في المقال التالي.

من هم البرامكة ؟

  • البرامكة هي أسرة يعود أصل منشأها إلى مدينة بلخ والتي تقع حاليا في دولة أفغانستان وقديما كانت تقع في بلاد فارس.
  • يعود تسميتهم برامكة نسبة إلى الجد الأكبر برمك، وهو أحد كهنة معابد المجوسية في بلاد فارس قديما، وعند دخول الإسلام بلاد فارس أسلم العديد من ذرية برمك وظل لقبهم محفوظا بالبرامكة.
  • يُذكر أن خالد بن برمك كان أقوى الدعاة إلى الخلافة العباسية وقد اختاره الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح ليكون وزيرا له، وكان يحيى بن خالد البرمكي مسؤولا عن تربية الخليفة هارون الرشيد.
  • تولى البرامكة مناصب عليا في الدولة الإسلامية وكانوا وزراء للخلفاء وأصدقاء لهم وتولوا ولايات الإمارات الإسلامية المختلفة وهم من فئات المجتمع العليا ويملكون الكثير من الأموال.
  • منذ بداية الخلافة العباسية وكان البرامكة في مركز صنع القرار في الدولة الإسلامية وذلك حتى حدثت نكبة البرامكة عام 187 هجريا والتي أدت إلى انتهاء البرامكة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

أبرز رجال البرامكة

وصل البرامكة إلى مكانة بارزة في الحكم وكان أهم رجال الدولة ينتمون إلى البرامكة وكانوا يتحكمون في تعيين الولاة والقضاة لضمان بقاء سلطتهم والمحافظة على نفوذهم ومن أشهر رجال البرامكة هم

  • برمك بن جمامش بن بشتاسف المجوسي وهو من ينسب إليه البرامكة ومن ذريته أسلم العديد وهم أيضا من حدثت لهم النكبة.
  • خالد بن برمك يعتبر هو المؤسس الحقيقي لأسرة البرامكة وكان يعرف بالدهاء والحزم وكان وزير الخليفة العباسي الأول وتولى ولاية بلاد فارس.
  • يحيى بن خالد البرمكي كان مثل والده وأصبح الوزير للخليفة هارون الرشيد وكان رجل ذو علم وفضل كبير في نهضة الدولة الإسلامية في عهد الخلافة العباسية، كما أنه أشرف على تربية هارون الرشيد بنفسه.

الفضل وجعفر أولاد يحيى بن خالد البرمكي

كانوا من وزراء وقادة هارون الرشيد وكان يحظون بمكانة خاصة لديه، وكان الفضل أخو هارون في الرضاعة كما أن محمد بن هارون الرشيد تربى على يد الفضل وأخيه المأمون بن هارون تربى على يد جعفر.

محمد وموسى أولاد يحيى بن خالد البرمكي كانوا أيضا من قادة الجيوش في عهد هارون الرشيد، ولا يذكر المؤرخون دورا سياسيا هاما لهم في تلك الفترة، غير أنه عُرف عن موسى بن يحيى البرمكي أنه كان قائدا عسكرية شجاعا معروفا ببسالته.

مكانة البرامكة

  • كان البرامكة من الداعين إلى قيام الخلافة العباسية وأبرزهم خالد بن برمك، الذي ساعد أبو العباس السفاح في إقامة الخلافة العباسية.
  • كان خالد بن برمك رجلا فاضلا حكيما حازما ونال ثقة الخليفة أبو العباس وجعله الوزير الأول له ووزير الجند والخِراج.
  • امتدت ثقة الخلفاء العباسيين في خالد البرمكي وفي عهد الخليفة أبو جعفر المنصور تولى خالد البرمكي ولاية عدد من المدن أهمها ولاية الموصل، وكان الناس يحبونه ويهابونه.
  • ابن خالد البرمكي هو يحيى بن خالد البرمكي وكان أيضا مثل والده ووصل إلى نفوذ الحكم وكان مقربا من الخليفة المهدي.
  • يذكر المؤرخون أن يحيى كان مسؤولا عن تربية هارون الرشيد وزوجته أرضعت هارون الرشيد ولذلك فإن هارون الرشيد أخو الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي في الرضاعة.
  • لم ينس هارون الرشيد فضل البرامكة ودور يحيى بن خالد البرمكي وعائلته في تنشئته وتربيته، ولذلك عينه هارون الرشيد الوزير الأول وجعله يعين يعزل ويجمع الأموال وكان يعتبر هو الحاكم الفعلي.
  • امتد نفوذ عائلة البرامكة إلى تحكم شبه كامل في أموال الدولة الإسلامية ووصلوا إلى أعلى المناصب وتولوا ولاية الكثير من إمارات الخلافة الإسلامية، وقيادة الجيوش وتولي الوزارات.
  • تسببت المكانة العالية التي وصل إليها البرامكة إلى إثارة القلق عند الخليفة الرشيد، هذا بالإضافة إلى بعض المقربين من الخليفة أكدوا له أن وصول البرامكة إلى تلك المكانة قد يؤدي عزل الخليفة نفسه واستئثارهم بالحكم.

حكم البرامكة

  • وصل حكم البرامكة إلى مناصب عليا في الدولة الإسلامية فتولوا الوزارات والولايات وقيادة الجيوش وتحكموا في التجارة والكثير من أموال المسلمين.
  • يعتبر المؤرخون أن فترة حكم البرامكة كانت خلال الفترة من سنة 170 إلى 187 هجرية والتي انتهت فيما يعرف بنكبة البرامكة.
  • كان البرامكة أصحاب دهاء شديد وعُرف عنهم الحزم وسعوا إلى استقرار وتعمير الدولة الإسلامية، ولولا بعض الدسائس والوشاية التي نالتهم لكان لهم شأن آخر في التاريخ الإسلامي.

أسباب نكبة البرامكة

  • اتفق أغلب المؤرخين على أن السبب الرئيسي لحدوث نكبة البرامكة زيادة نفوذ البرامكة في الدولة وتوغلهم السياسي والاجتماعي، وازدياد سلطتهم والتي كادت تفوق سلطة الخليفة هارون الرشيد.
  • أيضا من أسباب زيادة نفوذ البرامكة والذي أدى إلى نكبتهم هو غناهم وثرائهم وتسلطهم وتحكمهم في أموال المسلمين حتى أن بعض المؤرخين قالوا إن أموالهم فاقت أموال الخليفة وأموال بيت مال المسلمين.
  • وصل الحال بالبرامكة في تحكمهم بالمال إلى الإكثار في منح العطايا لاستمالة الناس لهم وزيادة تملكهم للأراضي، حتى أن بعض وزرائهم منعوا المال عن هارون الرشيد نفسه بحجة أنه مسرف ويهدر أموال المسلمين.
  • لم يتحكم البرامكة في الأموال فقط بل ازدادوا في تسلطهم وكانوا يعاتبون الرشيد في تصرفاته وأفعاله وقرارات الدولة التي يتخذها، وذلك بهدف هز ثقة المسلمين في الخليفة وتعزيز الثقة فيهم.
  • ذكر بعض المؤرخين على لسان هارون الرشيد قوله في البرامكة “أغنيناهم وأفقروا أولادهم”.

موضوع مختصر عن نكبة البرامكة

  • نكبة البرامكة يشار إلى ما حدث في وقت الخليفة العباسي هارون الرشيد من أحداث قتل وتشريد وسجن لأسرة البرامكة عام 187 هجريا وهي من أكبر الأحداث السياسية التي حدثت خلال حكم هارون الرشيد.
  • بسبب المكانة العالية التي وصل إليها البرامكة وازدياد نفوذهم، دخل في نفوس بعضهم غاية الوصول لحكم المسلمين وتنحية الخليفة هارون الرشيد.
  • مع استبداد وظلم بعض البرامكة بالإضافة إلى وجود وشايات إلى الخليفة ودسائس لتحريك الخليفة ضد البرامكة بالرغم من مكانتهم العزيزة التي كانت لدى هارون الرشيد لهم.
  • حدثت نكبة البرامكة في ليلة السبت الأول من شهر صفر لعام 187 وجو من السر والكتمان الشديد مع وجود عنصر المفاجأة نظرا لأعوان البرامكة الكثيرين الذي خاف الرشيد من ثورتهم ضده.
  • أمر هارون الرشيد رجاله بالقبض على كل من ينتسب إلى آل برمك ومصادرة أموالهم وقتل من يقوم ولا يوجد أمان لهم بعد اليوم وسوف توقع عقوبات على من يأوي أي منهم.
  • نجحت خطة هارون الرشيد في السيطرة على البرامكة والقضاء على أطماعهم الأمر الذي أدى إلى إطالة عمر الخلافة العباسية وازدياد قوتها، وكثير من المؤرخين اتفقوا على أن عهد هارون الرشيد هو أقوى فترة زمنية عاشتها الخلافة العباسية.
  • تسببت نكبة البرامكة إلى ازدياد مشاعر الكراهية من الفرس ضد العرب عموما وضد هارون الرشيد بالأخص، وصوروا هارون الرشيد بالحاكم المستهتر المستبد الذي لا هم له إلا الخمر والنساء وتشويه صورته هو ما كان عكس ذلك تماما.

أحداث نكبة البرامكة

  • لا يذكر المؤرخون أحداث تفصيلية محددة عما حدث في نكبة البرامكة، ويرجع ذلك إلى اختلاف ميول المؤرخين الذين رووا الأحداث من خلال نظرتهم الخاصة لا اعتمادا على الأحداث الحقيقة.
  • بعض المؤرخين العرب صوروا البرامكة على أنهم متسلطين ومفسدين، وعلى العكس بعض المؤرخين الفُرس صوروا هارون الرشيد أنه حاكم مستبد وظلم البرامكة، وهناك مؤرخين قلائل ذكروا أحداث عامة عن الحادثة وليست بالتفصيل.
  • خطط هارون الرشيد للقضاء على البرامكة في سرية تامة وفي حالة من الكتمان الشديد ليستغل عنصر المفاجأة وتنجح خطته.
  • أبرز ما قيل إنه في آخر يوم من شهر محرم لعام 187 هجرية، أمر الخليفة هارون الرشيد رجالة بالقبض على أبرز رجال البرامكة وسجن كل من ينسب إلى آل برمك ومعاقبة من يساندهم أو يأويهم.
  • لم يكتف الرشيد بسجن البرامكة فقط، بل أراد نهاية حاسمة لهم فقتل من قاوم منهم وشرد البقية وصادر أموالهم إلى بيت مال المسلمين، وفي غضون ساعات قليلة نجحت خطة الرشيد في القضاء على خطر البرامكة.

النتائج المترتبة على نكبة البرامكة

تعد نكبة البرامكة من أهم الأحداث السياسية التي وقعت في عهد الخليفة هارون الرشيد أن لم تكن الحدث السياسي الأهم في الخلافة العباسية، والتي ترتب عليها بعض النتائج مثل ما يلي:

  • بالنسبة ليحيى بن خالد البرمكي وابنه الفضل فقد تم سجنهما حتى ماتا بمدينة الرقة لأسباب طبيعية بغير مرض ودُفنا على ضفاف نهر الفرات، وصلى عليهما الفضل بن يحيى البرمكي سنة 190 هجرية.
  • توفي الفضل بعدهم بثلاث سنوات في 193 هجرية قبل وفاة الخليفة الرشيد بخمسة أشهر وكان عُمر الفضل عند وفاته 45 عاما.
  • ظل موسى بن يحيى البرمكي في السجن حتى تولى الخلافة الأمين الذي أطلق سراح موسى، ونظرا للخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها موسى البرمكي انضم إلى جيوش الخليفة الأمين وقاتل معه حتى وفاة الأمين.
  • بعد تولى المأمون الخلافة كان يستمع إلى مشورة موسى ويأخذ برأيه وظل يقاتل في صفوف المسلمين تحت راية الخليفة المأمون.
  • يذكر المؤرخون أن موسى البرمكي انضم إلى جيش هرثمة بن أعين الذي كان والي مصر وقاتل معه في الثورات التي كانت تحدث في إفريقيا وساهم في فرض الأمن هناك وعودة الاستقرار للمنطقة.
  • من أبرز نتائج نكبة البرامكة هو تثبيت هارون الرشيد في حكمة وإبراز قوته السياسية والتي جعلته يهتم أكثر بتطوير الدولة الإسلامية، ولذلك يذكر التاريخ أن فترة حكم هارون الرشيد من أفضل الفترات التي عاشتها الدولة الإسلامية.
  • من النتائج المترتبة أيضا على نكبة البرامكة هو ظهور بعض مشاعر الكراهية من الفُرس تجاه العرب وهارون الرشيد والتي تسببت في نشوب عدد من النزاعات ضد الخليفة الرشيد.

في نهاية رحلتنا مع موضوع مختصر عن نكبة البرامكة ، البرامكة لهم العديد من الفضائل والإنجازات سواء العسكرية أو السياسية، ولهم عظيم الفضل في إنشاء الخلافة العباسية وتوطيد حُكمها واتساع رقعتها، وما حدث لهم من نكبة لا يدل على يمحي ما صنعوه من تاريخ بارز في الدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة