شعر سوداني في رثاء صديق

شعر سوداني في رثاء الصديق سنوضحه، حيث يعد من أشد فواجع الأقدار ألما هو موت الأصدقاء فيصعب نعيهم لما يوجد بالنفس من العبرات لذكراهم، وهنا نذكر مقتطفات من شعر رثاء الأصدقاء من خلال موقع mqall.org عبر سطور هذا المقال.

شعر سوداني في رثاء صديق

هناك نماذج مرت على الكثير منا نرى فيها الفراق الذي يحدث بين الصديقين بالموت، سواء على سبيل الفاجعة أو من خلال التعرض لأحد الأمراض او غيرها من الأسباب الأخرى، ومن هذه النماذج التالي:

حسان ابن ثابت: لقد سجمت من دمع عيني عبرة

يقدم الشاعر في هذه الأبيات مجموعة من الأوصاف التي توضح مدى تأثره من فراق صديقه الذي لا يستطيع إكمال الحياة بدون وجوده فيها، من خلال التالي:

لقد سجمت من دمع عيني عبرة         وحُقّ لعيني أن تفيض على سعد

قتيل ثوى في معرك فجعت به           عيون ذواري الدمع دائمة الوجد

على ملّة الرحمن وارث جنّةٍ             مع الشهداء وفدها أكرم الوفد

فأنت الذي يا سعد أبتّ بمشهد          كريم وأثواب المكارم والحمد

بحكمك في حيّي قريظة بالذي           قضى الله فيهم ما قضيت على عمد

فوافق حكم الله حكمك فيهم              ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد

فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى   شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد

فنعم مصير الصادقين إذا دعوا          إلى الله يومًا للوجاهةِ والقصد

يعد حسان ابن ثابت من أهم الشعراء الذين أنجبتهم اللغة في الجاهلية وصدر الإسلام، وقد مرت طوال حياته بمراحل مختلفة من العمل في قول الشعر في الأسواق بمكة والمدينة.

ثم بعد تحوله إلى الإسلام أصبح شاعر الرسول، هذا وقد تنوعت المجالات الشعرية التي تحدث بها حسان ما بين رثاء وهجاء وغزل ومدح وغيرها طوال أيام حياته.

شاهد من هنا: شعر عن فراق الحبيب

محمد مهدي الجواهري: في ذمة الله ما ألقى وما أجِدُ

يقوم الشاعر في هذه الأبيات برثاء صديق عزيز عليه فقده في القريب، ويوضح بها مدى لوعته وحزنه الشديد على فراقه، ويمكن عرض أبيات هذه القصيدة من خلال السطور التالية:

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ          أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا      عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها      رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ          ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد

طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم        ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد                             ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ        فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبَد

جريس معمر: لقد أبكرت يا رجل الرجال

يوضح من خلال القصيدة الكثير من الأحاسيس التي تعتري الشاعر تجاه صديقة الذي فقده في، والذي يصفه بكونه رجل الرجال، كناية عن شهامته ومروءته غير المعهودة في الكثيرين، وأبياتها كالتالي:

لقد أبكرت يا رجل الرجال       وأسرجت المنون بلا سؤال

فأججت الأسى في كل قلب       وجارحة وما أبقيت سالي

نعى الناعي فروّعنا جميعًا        وجاز الجرح حد الاحتمال

هل الأيام تغدر في أديب          سما فوق المصالح لا يمالي

خسرنا الحلم والخلق المزكّى     خسرنا هيبة الرجل المثالي

فلم أتوقع المأساة أصلًا            ولا خطرت ولا جالت ببالي

ضياعك يا صديقي كان مرًّا      أضاع النور في حلك الليالي

تؤم الناس بيتك كي تعزي        ولكن من يعزيني بحالي

أنا المجروح من موت تدلى      ليغدر في صديق كان غالي

اقرأ أيضا: شعر جميل عن الحبيب

الشاعر ابن المعصوم: تفديك لو قبل المنون فداها

يعتبر من أبدع الكلمات التي يمكن أن تقع عليها عينيك في رثاء الصديق هذه الأبيات، حيث يتوفر بها كل الدلالات التي تظهر مدى الحب المختلج في صد الكاتب بصورة واضحة، من خلال الأبيات التالية:

تَفديك لو قبِلَ المنونُ فِداها            نَفسٌ عليكَ تقطَّعت بأساها

يا كوكبًا قد خرَّ من أفق العُلى        في لَيلَةٍ كَسَت الصباحَ دُجاها

كانَت حياتُك للنواظر قرَّةً              وَاليومَ موتُك للعيون قَذاها

يا لَيتَني غُيّبتُ قبلَك في الثَرى         وَسُقيتُ كاسَ الموت قبل تَراها

أَو ليتَ عيني قبلَ تبصرُ يومَك ال    محتوم كحَّلها الردى بعَماها

لَم لا تَمنّى الموتَ دونك مهجةٌ        قد كنتَ تجهدُ طالبًا لرضاها

أَم كَيفَ لا تَهوى العَمى لك مقلةٌ      قد كنتَ قرَّتها وكنت سَناها

آهٍ ليومكَ ما أَمضَّ مُصابَه             وأَحرَّ نارَ مصيبةٍ أَوراها

ولد ابن المعصوم في مدينة شيراز بإيران سنة 1642م، وتمتع بموهبة الشعر التي جعلته في مصاف كبار الشعراء في البلاد وذاع صيته بصورة كبيرة.

اسمه خان بعلي بن ميرزا أحمد، ولد بمكة وعاش فترة في الهند ثم عاد إلى بلدة وتوفي بها سنة 1707م، ألف مجموعة من المؤلفات وكتب قصائد في مجالات مختلفة.

بشير شيب: في رحمة الله من قد راح مُبتعِدًا

يشرح الشاعر في هذه الأبيات حالته النفسية التي يمر بها منذ فراق صديقة الذي أثر فيه بصورة كبيرة، كما يوصف الرحيل المفاجئ الذي زرع الحزن في نفسه، وهذه الأبيات كالتالي:

في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا           إنّا إلى الله قول أبردَ الكبدا

في ذمةِ الله أخٌ مسرعٌ ذهبَ                إلى الرحيمِ إلى جناتِهِ رَغِدا

إذا ذكرناهُ فاضَ الدمعُ وانحدرَ             فوقَ الخدودِ عجولًا فتَّتَ العَضُدا

كنا رفيقي طريقٍ في الدُنا مُهدا            لِمَا الرحيلُ وعزمُ البدءِ قد عُقدا

يا صاحبي قد تركِتَ الدنيا مغتربًا          والصحبُ والأهلُ والجيران والبلدا

الحزنُ يقطعُ قلبًا قبلُ قد قُطعَ               والشوق يفجُرُ دمعًا غارَ وافتُقِدا

قد كنتَ منَّا كنجم ساطع طلع               فوق البحارِ ببعضِ الليلِ قد رُصِدا

صاحَ لكَ الله في دارِ البقا فعِش            عيش الخلودِ سعيدًا هانئًا غَرِدا

شاهد من هنا: شعر عن البعد والشوق

ختامًا نكون قد تعرفنا على شعر سوداني في رثاء صديق، وضربنا عدد نماذج مختلفة من كل العصور للدلالة على مكانة الصديق، وكيف يظهر الحزن على فراقه بصورة واضحة بين جنبات النفس.

مقالات ذات صلة