سلطان بن عبد العزيز آل سعود

سلطان بن عبد العزيز آل سعود، (1931 – 2011)، كان ولي عهد للسعودية وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في المدة من 1 أغسطس 2005.

حتى 22 أكتوبر 2011، كما شغل منصب وزير الدفاع والطيران لمدة خمسين عامًا، ووظيفة المفتش العام بدايةً من سنة 1962 إلى وفاته، وقد وافته المنية بأحد مستشفيات لندن.

سلطان بن عبد العزيز آل سعود(النشأة والتعليم)

شهدت مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ميلاد ولي العهد سلطان بن عبد العزيز آل سعود في يوم 5 يناير 1931.

وغيبه الموت في يوم 22 أكتوبر 2011، في أثناء تلقيه العلاج بلندن، ويعد هو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود.

وقد نشأ في كنف والده الملك عبد العزيز – رحمة الله عليه – الذي أسس الدولة السعودية الحديثة.

وقد حظي برعاية الأب مثل سائر أفراد المنزل، فنشأ نشأة صالحة.

كما أنه قد درس القرآن الكريم والعلوم العربية على يد كبار العلماء، وأكمل تعليمه.

وقد أثرت تلك النشأة الدينية بشكل كبير في سلوكياته وأخلاقه، ومن ثم في حياته وصلته بالناس بصفة عامة، وإدارته لشئون المناصب الكثيرة التي شغلها.

شاهد أيضا: معلومات عن كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية

الحياة السياسية لسلطان بن عبد العزيز آل سعود

في 22 فبراير من سنة 1947 بدأ ولي العهد سلطان بن عبد العزيز آل سعود العمل في السياسة.

حينما عينه الأب الملك عبد العزيز أميرًا على مدينة الرياض، وعقب موت الملك عبد العزيز.

وتولى الملك سعود حكم المملكة في 24 ديسمبر 1953، شغل منصب وزير الزراعة والمياه.

وفي 5 نوفمبر من عام 1955، صار وزيرًا للمواصلات، كما بقى في المنصب إلى يوم 22 سبتمبر سنة 1960.

وفي 21 أكتوبر 1962، تقلد منصب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، واضطلع بتلك المسؤولية إلى أن وافته المنية، وفي 13 يونيو 1982.

وعقب وفاة الملك خالد بن عبد العزيز، وفي حكم الأمير فهد بن عبد العزيز.

شغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، إلى جانب منصبه كوزير الدفاع والطيران ومفتش عام.

وعقب وفاة الملك فهد بن عبد العزيز في 1 أغسطس 2005، وقع عليه الاختيار كولي عهد، وقد صدر قرار ملكي مفاده بقاء كل أعضاء مجلس الوزراء الحاليين بوظائفهم.

وتولية سلطان بن عبد العزيز آل سعود منصب نائب رئيس الوزراء على أن يبقى في منصبه السابق.

وقد لمع اسمه في وسائل الإعلام الغربية فيما يتعلق بصفقات الأسلحة وخاصةً صفقة اليمامة في الثمانينات.

المناصب التي شغلها سلطان بن عبد العزيز آل سعود

كان سلطان بن عبد العزيز آل سعود أحد أعضاء مجلس الوزراء في السعودية.

وذلك عقب توليه منصب وزير الزراعة في 24 ديسمبر 1953 عند تكوين مجلس الوزراء الأول بالسعودية.

وقد شارك في توطين البدو وأعانهم على تأسيس مزارع حديثة.

وقد شغل الأمير سلطان منصب وزير المواصلات بتاريخ 5 نوفمبر 1955.

إذ أنه ساعد في إدخال شبكات المواصلات الجديدة البرية والاتصالات السلكية واللاسلكية.

وبعد ذلك تولى الأمير سلطان منصب وزير الدفاع والطيران بتاريخ 21 أكتوبر 1962 إلى تاريخ وفاته.

وقد صدر قرار ملكي بتولية الأمير نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في 13 يونيو 1982.

ويُذكر أن الأمير سلطان قد تولى رئاسة اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم لمدة طويلة.

بالإضافة إلى اللجنة العليا للإصلاح الإداري، ومجلس القوى العاملة، والهيئة العليا للدعوة الإسلامية.

والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمملكة، ومجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية.

كما أنه كان يتولى منصب رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى بالسعودية.

وقد زار الأمير سلطان الكثير من الدول العالمية والعربية، وكان كثيرًا ما يصاحب أخيه الملك فيصل في كل رحلاته الدولية والخاصة.

وحضر الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإقليمية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمير سلطان كان رئيسًا لوفد المملكة باجتماع هيئة الأمم المتحدة لسنة 1985.

وقد ألقى بيانًا مهمًا بتلك المناسبة، كما كان رئيسًا لوفد السعودية المشارك في احتفالية الأمم المتحدة بعيدها الخمسين في أكتوبر من سنة 1995.

أحداث نجران عام 2000

صرح وزير الدفاع بالسعودية الأمير سلطان بأن تلك الحادثة ليست بذات قيمة.

وعد الأمير ما وقع في نجران ما هو إلا حالة شواذ، لا يعبرون عن أي شيء.

وقال بأن الأوضاع مستقرة في المنطقة، في حين أكد واحد من زعماء القبائل بنجران قتل 40 شخصًا من جراء الإجراءات التعسفية التي اتبعها الجيش السعودي تجاه المتظاهرين.

اقرأ أيضا: من إنجازات الملك سلمان بن عبد العزيز

صفقة اليمامة عام 1985

في سنة 1985، أبرمت بريطانيا صفقة لاقتناء الأسلحة مع حكومة المملكة.

وقد اشتهرت تلك الصفقة نتيجة لكبر العمولات والرشاوي بها.

حيث اشتملت على عقد لاقتناء 72 مقاتلة يوروفايتر من نوع تايفون، وتبلغ قيمتها 8.84 مليار دولارًا أمريكيًا، إلى جانب خيار اقتناء طائرات إضافية وعقود صيانة.

ليبلغ مجمل قيمة العقد 40 مليار دولار.

وقد اضطلع الأمير سلطان بدور أساسي في عقد صفقة اليمامة، إذ أنه قد وقع مع نظيره البريطاني مايكل هيزلتاين في عام 1985 على أول مرحلة من تلك الصفقة.

ووُجهت إلى نجله بندر تهمة الحصول على أموال بطريقة سرية من الشركة المنتجة للأسلحة في نطاق تلك الصفقة.

وقد خضع الأمير بندر للتحقيق، والذي اضطلع بدور المفاوض عن الجهة السعودية في صفقة اليمامة.

حيث حصل على ما يزيد عن 2 مليار دولار على مدار 10 سنوات كعمولات نظير دوره في إتمام الصفقة.

ويُذكر أن الأمير بندر أنكر أنه قد أساء التصرف في نطاق صفقة اليمامة.

وقد حدث ذلك عقب أن أظهر تحقيق بي بي سي كون الأمير بندر قد حصل على أموال بطريقة سرية من أكبر شركات بريطانيا للأسلحة.

وهذا عن طريق اتفاقه معها على الصفقة التي وصلت قيمتها إلى 40 مليار جنيه استرليني.

وأنكرت الشركة البريطانية المسؤولة عن الأمر التهم الموجهة إليها بكونها قد أساءت التصرف بالصفقة.

ووفقًا للتحقيق الذي قامت به بي بي سي، فإن الشركة قد منحت الأمير بندر مئات الملايين من الجنيه الاسترليني.

بصفته رئيسًا لمجلس الأمن القومي السعودي، لما يزيد عن 10 سنوات، وقد مُنحت الأموال بعلم وزارة الدفاع الأمريكية.

الوفاة

أذيع نبأ وفاة سلطان بن عبد العزيز آل سعود في 22 أكتوبر 2011.

حيث وافته المنية في مستشفى مشيخة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

وكان قد وصل إلى هذه المستشفى في شهر يونيو من سنة 2011، من أجل العلاج عقب تفاقم وضعه الصحي.

وقد وصل الجثمان إلى مدينة الرياض في يوم الاثنين، واستقر في مستشفى القوات المسلحة كي ينتقل إلى مسجد الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.

كي تؤدى عليه صلاة الجنازة في وجود الملك عبد الله بن عبد العزيز (الأخ غير الشقيق للأمير سلطان)، والذي ظل جالسًا على أحد الكراسي خلال إقامة صلاة الجنازة.

من جراء عملية جراحية كان قد خضع لها قبيل وفاة الأمير سلطان بأسبوع.

كما حضر الجنازة تمثيل هائل لأغلب الدول العربية والأجنبية إذ بلغ عدد الدول الحاضرة 100 دولة.

شاهد من هنا: ما لا تعرفه عن سلطان بن سلمان

وفي الختام، فقد تناولنا ذكر الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وأوردنا ذكر المناصب التي شغلها.

وتطرقنا بالحديث إلى حياته السياسية، والخدمات التي قدمها للمملكة العربية السعودية، وصولًا إلى وفاته.

مقالات ذات صلة