قصة طالوت وجالوت مكتوبة

كان هناك فترة من الزمن تشرد فيها بنو اسرائيل وتفرقوا، وكانت أحوالهم تتبدل من سيء إلى أسوء، فطلبوا من نبيّ لهم أن يعين عليهم ملكًا ليقاتلوا في سبيل الله تحت رايته ولوائه، فأخبرهم النبي أن الله قد اختار لهم طالوت ملكًا.

وسوف نقص عليكم قصة طالوت وجالوت وكيف نصر الله طالوت على جالوت واستعاد مجد بني اسرائيل من جديد

قصة طالوت وجالوت

من هو طالوت؟

طالوت هو واحد من أهم الملوك والشخصيات التي أثرت في تاريخ بني اسرائيل، وقد عُين ملكًا على بني اسرائيل بعد أن طلبوا من نبي لهم أن يعين عليهم ملكًا ليقاتلوا في سبيل الله.

ويقال أن أم طالوت لم تكن تلد فظلت تدعو الله عز وجل أن يرزقها بالذرية حتى رزقها الله بطالوت، وقد رزقه الله بالحكمة الواسعة والجسم القوي.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا محمد والرجل الذي رآه في الغار

من هو جالوت؟

جالوت هو فارس محارب قوي شديد البطش، اقترن اسمه باسم طالوت حيث دارت بينهما المعركة الشهيرة في القرآن الكريم والتي نحن بصدد التحدث عنها في هذا الموضوع.

تنصيب طالوت ملكًا

عاش بنو اسرائيل بعد نبي الله موسى عليه السلام حقبة من الزمان كانوا فيها متفرقين في الأرض، فهذا عهدهم من قديم الأزل، فلا يلبثوا أن يجتمعوا على كلمة حتى يتفرقوا مرة أخرى.

طلب بنو اسرائيل من نبي لهم أن يعين لهم ملكًا يجتمعوا حوله ويوحد كلمتهم ويقاتلوا في سبيل الله تحت لوائه، ولم يذكر القرآن الكريم اسم هذا النبي، فقد ذكرت بعض الروايات أن اسم النبي كان ” شاموئيل” ولكن لم يتم تأكيد هذه الرواية.

قال الله تعالى:” أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ” صدق الله العظيم.

تبين الآية الكريمة أنهم رغم وجود نبي من الله بينهم إلا أنهم طلبوا ملكًا عليهم لكي يقاتلوا معه في سبيل الله، وأنهم عندما فرض عليهم القتال اعترضوا وتولوا رغم أنهم من طلبوا تعيين ملك عليهم للقتال.

قال الله تعالى:” وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” صدق الله العظيم.

وعندما أخبرهم النبي أن الله اختار لهم طالوت ملكًا رأوا أنهم أحق بالملك منه، فلم يكن طالوت ذا مال وجاه، ولم يكن من نسل ملوك، وقد رد عليهم النبي وأخبرهم أن الله اختاره ووهبه من العلم والحكمة والقوة ما يؤهله ليكون ملكًا عليهم.

معجزة التابوت

قال الله تعالى:” وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” صدق الله العظيم.

أخبر النبي بني اسرائيل أن دليل ملك طالوت عليهم هو أن يأتيهم التابوت الذي فقدوه من قبل والذي فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، وقيل أن هذا التابوت كان يحوي شيئًا من عصا سيدنا موسى عليه السلام والألواح التي كانت معه أيضاً، وشيئًا من ملابس سيدنا موسى وسيدنا هارون عليها السلام.

شاهد أيضًا: أين يوجد قبر سيدنا آدم على الخريطة

ابتلاء الله لطالوت وجنوده

جمع طالوت الجيش وذهب لقتال جالوت وجنوده، وفي طريقهم أخبرهم طالوت أنهم سيمرون بنهر فلا يشربوا منه، وإن لم يكن من ذلك بُد فليغترف الذي تمكن منه العطش غرفة بيده.

قال الله تعالى:” لَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ” صدق الله العظيم.

فلما وصل الجنود إلى النهر شربوا منه إلا قليلًا منهم، فيقال في بعض الروايات أن الجيش سار مسافة طويلة مما جعلهم متعطشين لقطرة ماء، فلما وصلوا النهر لم يستطيعوا أن يمسكوا على أنفسهم الماء فشرب أغلب الجنود، وبذلك قل عدد الجنود في جيش طالوت.

ولما تجاوز طالوت والذين آمنوا معه النهر قالوا أنهم لن يستطيعوا قتال جالوت وجنوده حيث أنهم عطشى وعددهم قليل بعد ما شرب أغلبهم من النهر، ولكن جاء الرد من مجموعة مؤمنة أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

قال الله تعالى:” فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” صدق الله العظيم.

معركة طالوت وجالوت

لما وصل طالوت وجنوده وظهروا لجيش جالوت المدجج بالأسلحة والدروع، دعوا الله أن يثبت اقدامهم وينصرهم على جالوت وجنوده، فهزموهم بإذن الله، وكان هناك بطلًا آخر في هذه المعركة وهو داوود عليه السلام.

فقد استأذن طالوت أن يقاتل جالوت فحذره طالوت من بطش جالوت وأذن له بقتاله، فلما رأى جالوت داوود عليه السلام  سخر منه كما ذكرت بعض الروايات، حيث دار بينهما حديث قصير قبل قتالهم.

دار القتال بين داوود وجالوت وقتل داوود عليه السلام  جالوت بإذن الله، حيث كان داوود مجرد راعٍ للغنم ذهب مع الجنود لقتال جالوت، فكانت هذه المعركة بداية ملكه.

قال الله تعالى:” وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ؛ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ” صدق الله العظيم

تذكر بعض الروايات أن داوود قتل جالوت بواسطة نبلة وضع فيها حجرًا وضرب بها جالوت فمات.. والله أعلم، وأن طالوت أخبر جنوده أن من يقتل جالوت سيزوجه ابنته ويجعله قائدًا على الجيش، ومن هنا بدأ ملك سيدنا داوود عليه السلام.

دروس وعبر من قصة طالوت وجالوت

  • ليس بالضرورة أن يكون النبي ملكًا

فالنبي له رسالة أكبر وأسمى من الملك، ولا يتطلع إلى الجاه والسلطان.

  • الحكمة والعلم والقوة من أهم صفات القائد

إن القوة وحدها لا تكفي، ففي المعارك دائما يتقدم العقل على الجسم.

  • الابتلاء يظهر معدن المؤمن الحقيقي

فالمؤمن الحق لا يتبع شهواته التي تعترض مع أوامر الله عز وجل.

  • الإيمان بالله عز وجل من أهم عناصر النصر

فرغم قلة عدد جنود طالوت فقد آمنوا أن الله سينصرهم رغم قلة عددهم.

شاهد أيضًا: قصة قتل طالوت وجالوت في الاسلام

وفي نهاية الموضوع نرجو أن نكون قد استوفينا قصة طالوت وجالوت من كافة جوانبها، وعرضنا لحضراتكم بعض الدروس المستفادة من القصة، وما عليكم سوى مشاركة هذا الموضوع في جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة