مفهوم خلق السخاء في الإسلام

مفهوم خلق السخاء في الإسلام هذا هو عنوان مقالنا الذي سينشر عبر موقع mqall.org، حيث أن كثيرًا من الناس يختلط عليه الأمر في مفاهيم مثل الجود.

والسخاء وكلها درجات للإنفاق في سبيل الله لابتغاء مرضاته، ويعتبر السخاء إحدى تلك الدرجات التي يجاهد الإنسان مع نفسه لابتغاء أعلى مراتبها وهي الإيثار.

مفهوم خلق السخاء في الإسلام

ما هو مفهوم خلق السخاء في الإسلام، هذا ما سنتحدث عنه فيما يلي:

  • يعد الشخص السخي الكريم متخلقًا بواحدة من أفضل أخلاق الإسلام.
  • ويرجع ذلك لأن الإنسان عندها يقدم طاعة ربه على نفسه في شيء هو محبب للإنسان ألا وهو المال أو غير ذلك من الأشياء التي يقدمها عن طيب خاطر لغيره ابتغاء رضا المولى.
  • والسخاء متفاوت في درجاته بين شخص وآخر.
  • والسخاء معناه أن تعطي غيرك دون أن تنتظر منه مقابل لما أعطيته.
  • وجاء معنى السخاء عند الماوردي بأن: حد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل إلى مستحقه بقدر الطاقة.

شاهد أيضا: كيف أجعل زوجي كريم

أنواع السخاء

للسخاء والكرم نوعان هما:

  • كرمك عما بيد الآخرين.
  • كرمك بإعطاء ما في يدك للآخرين.
  • فمن الممكن أن يكون الشخص شديد السخاء، ولكنه لا يعطيهم شيءٌ من يده، وإنما يكرمهم عما في يديهم.
  • ويأتي تفسير ذلك لقول البعض: “السخاء أن تكون بمالك متبرعًا، وعن مال غيرك متورعًا”.

أفضل درجات السخاء وأدنى درجات البخل

سنذكر فيما يلي قول ابن قدامة رحمه الله في مسالة السخاء والبخل:

  • قال ابن قدامة المقدسيّ: “:اعلم أن السخاء والبخل درجات: فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.
  • وأشد درجات البخل، أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة.
  • فكم من بخبل يمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنعه منها البخل”.
  • وهنا نعرف من قوله أن أفضل درجة في السخاء هو أن تؤثر غيرك على نفسك رغم حاجتك، وأشد البخل ما يبخل به الإنسان على أن يقدم شيء يحتاجه لنفسه.

الفرق بين السماحة والكرم والسخاء والجود

سنذكر فيما يلي الفرق بين درجة الكرم، والجود، والسخاء، والسماحة:

  • الكرم: أن ينفق الشخص عن طيب نفسٍ منه أمرًا فيه نفع كبير.
  • السماحة: أن يكون الإنسان لديه حق عند غيره، ثم يتركه بطيب خاطر.
  • السخاء: أن ينفق الإنسان ماله بغير مجهود ومشقة، أو يمكن أن يطلق ذلك على الشخص الذي ينفق شيئًا ويبقي لنفسه شيئًا.
  • الجود: إذا أنفق الإنسان أكثر مما يترك لنفسه.

قصة سخاء في الإسلام

هناك قصص كثيرة تدل على سخاء أصحابها الشديد، وفيما يلي سنذكر إحدى تلك القصص:

  • يقال بأنه ذات يوم أهدى أحدهم رأس شاه إلى صحابي.
  • فقال هذا الصحابي أن أخاه يحتاجها أكثر منه فأعطاه إياها.
  • وعندما وصلت لذلك الصاحب فضل أخاه عنه فأعطاه إياها.
  • وأخذت رأس الشاه تذهب من بيت لبيت حتى وصلت لسبعة بيوت، ورجعت إلى الشخص الأول.

اقرأ أيضا: أجمل ما قيل عن العطاء دون مقابل

أحاديث نبوية عن فضل السخاء

كان عليه أفضل الصلاة والسلام أسخى الناس، وله أحاديث تدعو للإنفاق، والتصدق، وبذل المال في سبيل الله، وفيما يلي بعض تلك الأحاديث:

  • عن ابن مسعود – رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: … «فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر» . رواه البخاري.
  • عن جابر – رضي الله عنه – قال: ما سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئا قط، فقال: لا. متفق عليه.
  • عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا». متفق عليه.
  • عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك». متفق عليه.

آيات قرآنية عن السخاء

لم تذكر كلمة السخاء في القرآن ولكن هناك آيات كريمة تتحدث عن فضل الإنفاق في سبيل الله، وفيما يلي بعضها:

  • “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ”.
  • “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا”.
  • “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.
  • “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ”.
  • “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون”.

شاهد من هنا: كلمات شكر وثناء لشخص قدم العطاء

مفهوم خلق السخاء في الإسلام هو: أن تعطي غيرك دون أن تنتظر أن يعطيك مقابل، أو أن تعطي لغيرك شيئًا، وتترك لنفسك كذلك، وللسخاء عدة درجات أفضلها الإيثار.

ولقد تحدثت الآيات القرآنية عن فضل الإنفاق في سبيل الله وإيثار الغير، وهناك عدة مواقف للصحابة وأحاديث للنبي محمد تدعونا للتخلق بذلك.

مقالات ذات صلة