الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام

الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام، جعل الله رباط الزواج بين الرجل والمرأة رباط مقدس فجعله لا ينعقد إلا بكلمة الله ولا ينحل إلا بكلمته وجعل سبحانه للزواج ما لغيره من العلاقات الإنسانية من حماية وقواعد وأصول وأحاطه بضوابط لحفظ استمراريته ونجاحه.

وللحفاظ على الأسرة وعلى الأطفال الذين هم أمانة لكل رجل وامرأة لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام.

احترام الإسلام للمرأة وصيانته لها

 أولاً وضع المرأة في الجاهلية

جعل الله قواعد تحكم جميع العلاقات بين الرجل والمرأة.

ومن هذه الضوابط ضابط الجماع بين الأزواج، فلم يجعله متروكاً للأهواء والنزوات.

بل حفظه وجعله موازياً للفطرة السليمة التي فطر الله عباده عليها. وارتضاها لهم.

فكانت المرأة قبل الإسلام لا كيان لها ولا وجود غير إنها أداة لإمتاع الرجل وخدمته وإنجاب الأطفال ولا شيء آخر.

فقد كانت كالمتاع والبهائم تباع وتشترى، فهي ملك للرجل يفعل بها وفيها ما يشاء.

فلا رادع ولا حد لشهواته ونزواته معها، حتى إنها كانت يرثها الابن الذي ليس منها عن أبوه المتوفي.

فلم يكن لها ذمة مالية ولا قانونية ولا رأي ولا حتى في نفسها.

كذلك كانت لا تملك قبول أو رفض الخطيب، ولا تملك حق عليه ولا على نفسها حتى في بيتها ومع أولادها.

تابع أيضا: كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع

ثانياً المرأة في الإسلام

حتى جاء الإسلام الحنيف فأعطى للمرأة جميع الحقوق التي كانت مسلوبة منها.

فأصبح لها رأي في نفسها ومالها وزوجها وتربية عيالها.

وفي الوقت الذي نزل فيه الشرع السماوي في ديننا الحنيف العظيم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

بأرقى وأعظم وأسمى القواعد الإنسانية التي تحكم كل العلاقات الإنسانية، ومنها العلاقات بين الأزواج.

وما بها من خصوصية، وأعطى للمرأة حقها وكرامتها.

كانت كل الأمم على المشرق والمغرب، وفي الشمال والجنوب، تنظر للمرأة نفس النظرة الجاهلية.

التي كان ينظر بها قبل الإسلام في شبه جزيرة العرب.

ففي أوروبا مثلاً كانت المرأة كيان لها، بل إنها كانت لا تؤخذ بشهادتها في المحاكم.

أما الإسلام فقد أعطاها حقها وأستبق كل الأمم، في منحها هذه المكانة التي تليق بها.

كذلك من عظمته هنا أنه لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وجعل له قانون وحكم ينظمه.

بما يتناسب مع مقاصد شريعتنا الكريمة، حتى في غرف النوم المغلقة.

فالإسلام نزل لينظم حياتنا الشخصية والخاصة جداً.

آيات وأحاديث تنظم العلاقة الخاصة بين الأزواج.

قال الله تعالى في محكم آياته: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)، البقرة الآية٢٢٢.

فلا يحل للرجل أن يأتي زوجته إلا بعد أن تغتسل  أي بعد طهرها، لقوله تعالى: (فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)، البقرة ٢٢٢.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للرجال عند جميع أزواجهم، أقبل أو أدبر واتق الدبر ).

وفيما يلي سيرد شرح لهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وغيره إن شاء الله.

المباح والمحظور في المعاشرة

للرجل إتيان زوجته في موضع الفرج فقط، ولا شيء غيره ولا شيء عليه أيضاً إن أتاها من أمامها أو من خلفها.

ما دام الإيلاج يكون في الفرج الذي يخرج منه الولد فحل للزوج أن يطأ زوجته بأي طريقة كانت.

ما دام الإيلاج لا يكون إلا في الفرج وهو مكان خروج الولد كما ذكرنا.

لقوله صلى الله عليه وسلم: (أقبل أو أدبر واتق الدبر) وهذا فقط المباح في الإسلام.

المحظور في المعاشرة في الإسلام

  • وطئ المرأة في حيضها، غلظ الله ورسوله الإثم؛ في أن يأتي الرجل ذويه وهي حائض ويعلم بذلك.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى حائضاً أو أتاها من دبرها، أو أتى عرافاً فقد  كفر بما أنزل على محمد)رواه الترمذي.
  • ومن فعله عاملاً عالماً بفعله فعليه كفارة في قول بعض أهل العلم ممن صحح حديث الكفارة.
    • وهي دينار أو نصف دينار، وقال بعضهم هو مخير فيهما.
    • وقال بعضهم إذا أتاها في أول الحيض عند فورة الدم فعليه دينار.
    • وإن أتاها عند آخر الحيض إذا خف الدم أو قبل أن تغتسل من الحيض فعليه نصف دينار.
    • ولكل رجل أن يقوم عملة دولته من الدينار.
  • فلا يكفي مجرد انقطاع الدم بل يجب أن تغتسل من حيضها وتتطهر تماماً.
  • إتيان المرأة من في دبرها، ويقصد إتيان المرأة في موضع خروج الغائط، وهو من الكبائر.
  • وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (ملعون من أتى امرأة من دبرها).
    • وقال صلى الله عليه وسلم: (من أتى حيضاً أو امرأة من دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد).
    • وقال سبحانه: (نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم)، البقرة ٢٢٣.
  • والسنة تبين القرآن الكريم وتشرح مقاصده الكريمة.
  • وفي تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الآية.
    • أنه يجوز للرجل إتيان زوجته فقط في موضع الولد مقبلاً أو مدبراً.
    • والدبر هو مكان الغائط فقط كما ذكرنا وهو ليس موضعاً للولد.
  • ومن أسباب تحريم هذا الفعل، بل وجعله كبيرة من الكبائر؛ هو أنه يُدخل الحياة الزوجية النظيفة الطاهرة بموروثات الجاهلية.
    • وعادات الشواذ القذرة التي يجب أن يعف عنها المؤمن.
  • ولا شك أن انتشار الأفلام الإباحية والممارسات الشاذة المحرمة؛ تُكون ذاكرة مليئة باللقطات الإباحية والشذوذ في أذهان الشباب.
    • فيسبب انتشار الفاحشة والشذوذ أعاذنا الله وإياكم منها، وهذا الفعل حرام ومغلظ.
    • ولو توافق عليه الطرفان فموافقتهما يجعلهما مشتركان في الذنب.

أجر الجماع وفضله في الإسلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(وفي بضع أحدكم صدقة   قالوا يا رسول الله هل يضع الرجل منا شهوته ويؤجر عليها؟.

قال: نعم أفإن وضعها في حرام فهل يؤثم؟ قالوا نعم، قال: وكذلك إن وضعها في حلال).

وقال صلى الله عليه وسلم:

(من أغسل وأغتسل وأبكر وابتكر ومشي ولم يركب كان له في كل خطوة خطاها أجر زمن عبادة.

صيامها وقيامها يقصد بها ليلة الخميس).

أنه إذا أغسل واغتسل أي إذا أتى زوجته فأغتسل، وجعلها تغتسل.

وأبكر وأبتكر، أي إنه خرج مبكراً ودخل المسجد قبل صعود الإمام.

ومشي ولم يركب أي إنه ذهب إلى المسجد ماشيا، كان له بكل خطوة خطاها أجر سنة صيامها وقيامها.

اخترنا لك أيضا: حكم الجماع في نهار رمضان

قواعد المعاشرة في الإسلام

قال صلى الله عليه وسلم:

(إذا أتى الرجل إمراته فليقل: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).

فإن كان بينهم ولد بقدرة الله وبإذن الله فإن الله يجنبه الشيطان.

وعند معاشرة الرجل زوجته وعند نهاية الأمر، ويأتي مجيء المني أي عند مني الرجل بعد استمتاعه بزوجته: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له).

وهذا يعتبر تحصين لنفسه، ولزوجته، ولنطفته، من الشيطان الرجيم فلا يصاحبها شيطان.

فإذا قام الحيوان المنوي، أو النطفة بتخصيب البويضة في المرأة فإنها تكون مصطحبة بالتحصين.

وعلى ذلك فهي ليست مستحبة للشيطان، وبالتالي لا يؤذي الجنين إن قدر الله به.

وهذه نقطة هامة تغيب عن كثيرين؛ وهي أن الله قد أمكن إبليس اللعين من مشاركتنا الأولاد، والأموال، والأزواج.

وغير ذلك من نعم الله حتى طعامنا لا نسلم منه.

ومن المعروف أن الشيطان إذا لم يسم الإنسان بالله في أي أمر من أمور حياته فإن الشيطان يشاركه فيها.

فعلى سبيل المثال إذا أكل الإنسان فلم يسمي الله أكل الشيطان معه، ولبس فلم يسمي الله لبس الشيطان ثوبه.

وإن عاشر زوجته ولم يسمي الله عاشرها معه الشيطان، وإن حملت المرأة من هذه المعاشرة.

ولم يذكر الله عند بداية المعاشرة أو عند الإنزال، فإن الشيطان يكون مصطحباً لهذه النطفة.

وبالتالي مصطحباً للرجل عند معاشرته، عند الإنزال، وهذه النقطة هامة جداً وضرورية.

إذ أنه يجب مع الإنزال أي مع القذف؛ يقول الرجل: (لا إله الله   وحده لا شريك له الملك وله الحمد).

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولونها بصوت عال حتى إن من يسكنون معه الدار يسمعون هذه.

ونفس الكلام ونفس الذكر تقوله المرأة بصوت خافت، حتى تحصن نفسها، وتحصن فرجها، وتحصن جنينها، إن قدر الله به.

 المرأة مخلوق رقيق أمر الله الرجال باحترام مشاعرهن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفقاً بالقوارير)، ويقصد بالقوارير أي النساء.

فالقوارير هي قوارير العطر، فالمرأة هي من تعطر حياة زوجها، وتملأها سعادة.

وهي كذلك التي تقف بجانب زوجها، وتحصنه عن النظر إلى الحرام.

فهي من تعفه، وتعينه على الطاعة، وتكون له موطئ شهوته.

وبذلك هي ترضي الله، فيما أمرها به.

ولكن هل المرأة فقط هي التي من عليها إرضاء الرجل وتحصينه وعفته؟

بالطبع لا إنه كذلك مسؤول عن زوجته، وعن عفتها وتحصينها.

فيجب عليه إرضاءها وتحصين فرجها، وفي ذلك تفصيل.

قدموا لأنفسكم

قال سبحانه: (نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم إن شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله وأعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين) (البقرة223).

جعل الله سبحانه المرأة بالنسبة للرجل هي سكنه، وهي من تنجب له أولاده.

ووجب عليه معاشرتها بالمعروف، وبما يرضى الله، فلا يعاشرها كما ذكرنا إلا فيما سمح الله له به.

فقال الله تعالى: (وقدموا لأنفسكم)، فما معنى هذه الآية العظيمة؟

جعل الله للمرأة طبيعتها الخاصة التي تجتمع فيها الأنوثة مع الحياء.

فتلك الطبيعة الخاصة والمشاعر، يجب أن يفهمها الرجل ويحترمها.

فمثلاً عندما يشرع في جماع زوجته، فلا يجامعها على إنها صخرة أو جماد لا إحساس له.

ولا كأنها تمثال يؤدي مهمة، كما كان ينظر لها في الجاهلية.

لكن رب العزة أمره أن يبدأ بالتودد إليها ومداعبتها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(لا يلقي أحدكم امرأته كما يلقي البهيمة وليكن بينهما رسول، قالوا وما الرسول يا رسول الله قال: القبلة).

وذلك يعني أن يهيئها للجماع، ويجعلها راغبة فيه، وأن يقدر ما فيها من حياء.

كذلك هناك نقطة هامة لا ينتبه لها الكثير من الأزواج، وحياء المرأة يمنعها من التحدث فيها.

ألا وهي أن يقدر أن اشتعال شهوتها أبطأ من اشتعال شهوته.

إذ أن الرجل بيده أن يحبب زوجته في لقائه أو يبغضها فيه.

فكلما احترم مشاعرها وتكوينها الأنثوي كلما أحبته بل ولانت له.

وكذلك كانت سبباً في إمتاعه هو أيضاً، وعفته، وعفتها وقال سبحانه:

(واتقوا الله) ثم اتبع الله الأمر في هذا السياق بالتقوى ليذكره بهذا الأمر بمعنى:

لا يقوم بمعاشرتها في دبرها أو في حيضها، أو يتجاهل مشاعرها.

بل يشعرها أن لها حقوق مثله وقال سبحانه: (واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين)، ليذكرهم رب العزة إنهم محاسبون على ذلك كله.

امتناع المرأة عن فراش زوجها بغير عذر شرعي

عن أبي هريره رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح).

وكثير من الزوجات إذا حدث بينها وبين زوجها خلاف فتعاقبه فتمنع نفسها عنه وتسلبه حقه.

وهذا يترتب عليه مفاسد عظيمة كوقوع الزوج في الحرام أو تفكيره في الزواج بامرأة أخرى.

لذلك هي وبيتها وأولادها من سيدفعون الثمن، وعلى ذلك وجب اتباع أمر الله.

فهي الزوجة والسكن والحضن والأمان للرجل، لذلك حرم الله النشوز في سورة النساء

لأنها بذلك تهدم الحياة الزوجية التي من أهم مبادئها العفة والسكن والطهارة.

فعلى الزوجة أن تسارع إلى فراش زوجها حتى ولو كانت على التنور والتنور هو الموقد.

وعلى الزوج كذلك أن يراعي زوجته في حالة كانت حاملاً أو مريضة أو مكروبة، ليدوم الوفاق بينهما، ولا يقع الشقاق.

فعان طلبها تلبي طلبه فيها وألا تمتنع عنه، وإلا كانت آثمة عاصيه لربها ولرسوله.

وفي المقابل عليه أن يتأكد أنها مقبلة راضية ولا يعكر صفوها شيء وعندها تقدر له زوجته هذا.

وعلى ذلك تقوم الحياة الزوجية؛ على الرحمة، والتفاهم، والسكن، يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

قد يهمك: هل الرغبة بالجماع من علامات الحمل بولد

 وفي نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام، وتطرقنا فيه إلى حقوق الزوج على زوجته، وتتركنا فيه إلى المباح والمحظور وأيضًا تناولنا حقوق الزوجة والزوج، فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة