صحة قول من طلب العلا هجر القرى

صحة قول من طلب العلا هجر القرى، فهي تعتبر مقولة شهيرة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وسنتحدث عنها فيما يلي عبر موقع مقال mqall.org.

صحة قول من طلب العلا هجر القرى

  • لقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي قول “من طلب العلا هجر القرى، فإن الحسد في الأرياف ميراث”.
  • وترتبط تلك المقولة بالحسد الذي يقع على العلماء، فيقوم بعض الناس بتفسير تلك المقولة.
    • بأنه ينبغي على دارسي العلم أن يهجروا الأرياف والقرى حتى لا يفقدوا علمهم بسبب الحسد.
  • وهناك بعض الأشخاص قاموا بنسب تلك المقولة إلى الإمام مالك إلى تلميذه الإمام الشافعي، وكلاهما من الأئمة الأربعة.
    • فقالوا إنه أوصى بها تلميذه عندما أراد أن يرحل بأن لا يسكن في القرى فيفقد علمه فيها.
    • ويعد هذا افتراء كبير على الإمام مالك، فلا يصدق أن يصدر كلام مثل هذا على لسان عالم عاقل كالإمام الشافعي.
  • وتعتبر تلك المقولة نوعا من أنواع الجهل الذي لا يصح تداوله على لسان علماء أفاضل دون التأكد من صحتها.
    • فالحسد لا يقتصر على الأرياف فقط، فهو مذكور في القرآن الكريم ولا يرتبط بمكان محدد.

اقرأ أيضا: من هو قائل الغاية تبرر الوسيلة

من قائل من طلب العلا هجر القري؟

“من طلب العلا هجر القري فإن الحسد في الأرياف ميراث” تعتبر مقولة غير صحيحة، أما المقولات التي ذكرت أنها صحيحة من وصية الإمام مالك إلى الإمام الشافعي قبل ما يفارقه الآتي:

  • “لا تسكن الريف يذهب علمك، واكتسب الدرهم، لا تكن عالة على الناس، واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا يستخف بك العامة،
    • ولا تدخل على ذي سلطان إلا وعنده من يعرفك، وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة،
    • لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شيء (وصية الإمام مالك إلى الشافعي).
  • فترجع صحة قول من طلب العلا هجر القرى إلى شخص مجهول، فمثل ذلك الاعتقاد لا يصدر من عالم جليل كالإمام مالك، فقد تم تحريف وصيته لتلاميذه.
  • وربما قام البعض بتحريف وصية الإمام مالك إلى الإمام الشافعي لأن الكلام مشابه لتلك المقولة.
  • فقد ذكر عن الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث في الأزهر الشريف، أنه قال:
    • “حتى الخرشي عندما نقله، عبر عنها بصيغة تدل على ضعف السرد وهذا يدل على ضعف الرواية وبراءة الإمام مالك من هذا القول“ والله تعالى أعلم.

تفسير عبارة من طلب العلا هجر القري

  • قول من طلب العلا هجر القري من أكثر الكلام المتداول أنه على لسان علماء الدين، مثل الإمام الشافعي والإمام مالك.
    • وقد ذكر كثيرون أن هذا القول من الوصايا للإمام الشافعي رحمه الله.
  • وقيل في صحة قول من طلب العلا هجر القرى أنه نسبي بامتياز، فأحيانا تعتبر القري عائق أمام طلاب العلم.
    • وذلك بسبب بعد الريف والقرى عن المؤسسات والمراكز التعليمية الكبرى، ولهذا السبب كان من الأفضل للإنسان الابتعاد عن القرى حتى يصل للعلا.
  • فصحة قول من طلب العلا هجر القرى غير مطلق، فأحيانا يمكن للشخص هناك أن يفقد ما لديه من معرفة.
  • فغالبية سكان الريف بعيدون عن العلم ودروسه، وذلك لطبيعة الحياة هناك بينما أهل المدن والحضر.
    • يركزون اهتمامهم على العلم والبحث العلمي ويوفرون وسائل متعددة لمساعدة وتشجيع طلاب العلم.
  • فالتعليم والوصول إلى الدرجات العلا في الحضر يكون أسهل من الريف والقرى، حيث تنتقل معلومات الطالب وكذلك المعلم بشكل كبير.
    • وعدم التشجيع في تلك الأماكن للعلم يمكن أن يفقد طالب العلم أو العالم ما لديه من معلومات.
  • وصحة هذا القول أمر نسبي قد يصح عند بعض الناس ويخطئ في غيره.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: فضل قول لاحول ولا قوة إلا بالله 100مرة

المقصود بكلمة إن الحسد في الأرياف ميراث

  • بالنسبة لجملة من طلب العلا هجر القرى، إن الحسد في الأرياف ميراث تعتبر عبارة ظالمه.
  • حيث أن الحسد موجود في كل مكان وكل مكان يوجد فيه الطيب والخبيث والخير والشر.
  • فأمر مثل هذا ليس محكوم بمنطقة معينة، بل يتوقف على النفس البشرية بصفة عامة.
  • فالبيئة التي ينشأ فيها الإنسان ليست مؤشر على أخلاقه، بل أفعال الناس هي التي تتحكم في سلوكياتهم.
  • فقد رأينا أسماء كبيرة ورائدة في مجالات مختلفة خرجت من الريف، وأصبحت قدوة ومثالا يحتذى به الآخرين.
  • وربما تم تداول مثل هذه العبارات بسبب تصرف خطأ لشخص معين وهذا لا يعني أن جميع أهل الريف هكذا.
  • وهذا ما يجب أن نكون على علم به أن هذا القول غير صائب، فهو ظلم لأهل القرى والريف.

صحة وصية الإمام مالك للإمام الشافعي عن الحسد في الأرياف

  • فيما جاء في صحة قول من طلب العلا هجر القرى، الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، عن وصية الإمام مالك التي ذكرناها مسبقا لتلاميذه وعلى رأسهم الإمام الشافعي، أنها غير صحيحة.
  • فيما يثبت ضعف الرواية أنه أكد الدكتور أبو اليزيد سلامة الباحث للعلوم الشرعية بالأزهر الشريف، أنه حتى عندما ذكر القرشي تلك الرواية.
    • فإنه قال فيما يفيد قول الإمام مالك وليس مأخوذا عن لسانه بالنص، مما برأ الإمام مالك من أي قول يسيء لأهل القرى.
  • كما أشار إلى تكذيب صحة ما جاء عن الإمام الشافعي أنه قام بالإساءة بالقول لأهل القرى، في قول من طلب العلا هجر القرى، إن الحسد في الأرياف ميراث.
    • مؤكدا أنه لا يوجد قول مسنود بتلك الرواية حيث أن أهل الريف والقرى هم أهل الكرم والأدب والعلم.

اقرأ أيضاً للتعرف على: حكم قول يا ساتر

في النهاية نكون قد أوضحنا مدى صحة قول من طلب العلا هجر القرى ومن قائل هذه العبارة، ومدى صحة نسب تلك المقولة للإمام الشافعي والإمام مالك رحمه الله عليهما.

مقالات ذات صلة