معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة

لا بد من معرفة معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة وذلك لتحقيق العدل المرغوب من فرض الزكاة، كما يجب مراعاة الزمن والعصر الذي نعيش فيه ومواكبة جميع الظروف الاقتصادية والمالية السائدة عند إخراج الزكاة.

معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة

الله عز وجل وضع فارق بين الفقير والغني، كما وضع عدة ضوابط وشروط للتمييز بينهما حتى يتمكن الشخص من إخراج زكاته بشكل صحيح، ومن هذه الشروط:

الغني يملك نصابًا زائدًا عن الحاجة الأصلية

  • في عصر النبي والصحابة كان معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة أن يكون الفرد مالكًا لزرع أو أرض أو سلع وبضائع أو غنم.
  • من معايير الغنى في عصر النبي أن يكون للمرء مقدار من المال يفيض عن حاجته ومر عليه عام كامل دون الحاجة إليه.
  • ومن معايير الفقر في عصر النبي أن يعمل المرء عند شخص أخر ويتقاضى مال معين لإيجاد قوت يومه.
  • أجمع بعض العلماء أن الشخص الغني يتميز عن الشخص الفقير بأنه يمتلك نصابًا زائدً حيث روي عبيد الله بن عدي أن هناك رجلين أخبراه أنهما أتيا للنبي يسألانه عن الصدقة؛ فقلب فينا النظر فرأنا جلدان فقال: إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب.
  • تعددت أقوال العلماء حول الغني الممنوع من أخذ الزكاة، حيث قال بعض العلماء أنه من ملك خمسين درهم أو ما يعادل قيمتها من الذهب.
    • واستدلوا على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سأل وله ما يغنيه جاءت يوم القيامة خموش أو خدوش أو كدوح في وجهه.
    • فقيل: يا رسول الله وما الغنى: قال: خمسون درهم أو قيمتها من الذهب”.
  • قال البعض الأخر من العلماء أن من لم يكن محتاج فيحرم عليه أخذ الصدقة حتى وإن كان لا يملك شيئًا، ولكن إن كان محتاج فيجوز له أخذ الصدقة حتى وإن كان يملك شيئًا.

شاهد أيضا: موضوع عن الفقراء والمساكين

الغني يكون قويًا مكتسبًا

  • الشخص الغني يتميز عن الشخص الفقير بأنه قوي مكتسب، والشخص القوي والمكتسب لا يحق له أخذ الزكاة فهي محرمة عليه.
  • إذا كان الشخص قادر على كسب رزقه والحصول على كفايته فلا يعتبر فقير ولا يجوز له أخذ الزكاة.
    • بينما إذا كان ضعيف وغير قادر على كسب المال فيعد فقير ويجوز له أخذ الزكاة.

الفرق بين الفقراء والمساكين

اختلف العلماء حول تحديد معنى المساكين والفقراء وأيهما أشد حاجة إلى الصدقة والزكاة، وقيل حول هذا الأمر ما يلي:

المذهب الأول

  • يرى الفريق الأول من العلماء أن الفقراء أشد حاجة إلى الزكاة وذلك تبعًا لمذهب الحنابلة والشافعية.
  • قالوا إن الفقير من تم إصابته في عموده الفقري ولم يعد قادر على العمل، فالفقير فاللغة فعيل بمعنى مفعول وهو من نزعت بعض من فقار صلبه فانقطع ظهره.
  • أجمعوا أن القرآن نص على أن المساكين لديهم قدرة على الكسب والسعي حيث قال الله تعالى: “أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر”.

المذهب الثاني

  • أجمع العلماء في هذا المذهب أن المساكين أشد حاجة من الفقراء، وذلك تبعًا لمذهب المالكية والحنيفة.
  • استدل العلماء على ذلك المعتقد من كلمة مسكين المشتقة من السكون أي الغير قادر على الكسب والحركة، بالإضافة إلى قول الله تعالى: “أو مسكينًا ذا متربة”.

اقرأ أيضا: مقال اجتماعي عن الفقر

المذهب الثالث

  • هنا اتفق العلماء على أن المساكين والفقراء متساويين وصنف واحد.
  • قال الدسوقي من المالكية أن المسكين والفقير صنف واحد أي أنهما من لا يملكا شيئًا أو يملكان أقل من القوت العام.
  • كما أن الله تعالى قال: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل”.

مقدار الزكاة

بعد التعرف على معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة نتعرف على مقدار ما يتم إخراجه من الزكاة للمساكين والفقراء:

المذهب الأول

  • يرى علماء المذهب الأول ضرورة إعطاء كفاية العام لإعالة الأولاد والزوجة.
  • علل العلماء ذلك بأن الزكاة تعد عبادة سنوية وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ادخر لأهل بيته قوت سنة.

المذهب الثاني

  • يرى علماء هذا المذهب أن يعطى ما يحقق الكفاية ويخرج المرء من الفقر إلى الغنى.
  • حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة.
    • فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله.
    • فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة.
    • حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجي من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو قال: سدادا من عيش.

المذهب الثالث

  • أجمع علماء هذا المذهب أن يعطى كل فقير أو مسكين أقل من 200 درهم إن كان بمفرده وإن لم يكن يعطى كل فرد من عائلته أقل من 200 درهم.
  • تم تحديد القدر بأقل من 200 درهم لأنه النصاب، فيتم إعطاء أقل من النصاب.

شاهد من هنا: كلام عن الفقر وعزة النفس

ختامًا وضح mqall.org معيار التفريق بين الفقير والغني لإخراج الزكاة.

ويجدر الإشارة إلى أننا في وقتنا الحالي يجب دراسة هذه المعايير بشكل جيد لمعرفة المستحقين الفعلين للزكاة والصدقات لتحقيق العدل المطلوب من هذه الزكاة.

مقالات ذات صلة