أهمية الأخلاق في بناء المجتمع

أهمية الأخلاق في بناء المجتمع، لا يمكن إغفالها، إذ تعود اللبنة الرئيسية لتصحيح مسار المجتمع بأكمله، حيث ينظر إليها باعتبارها رمانة الميزان التي تشرع القوانين للمجتمع المسلم.

فهي الوتد الحقيقي التي تضرب في جذور شعوب التاريخ التي ما زالت آثارها باقية حتى اليوم، فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا هم أيضا.

أهمية الأخلاق في بناء المجتمع

لكي نستطيع الجواب على تلك النقطة يجب أن نخضعها لنظرية القيمة والمعنى، فإن أدركنا معنى الأخلاق استشعرنا قيمتها، ومن ثم يمكن تعريفها على النحو التالي:

  • عرفها البعض على إنها النظم الإدارية التي تحكم القوانين وتزن السلوكيات وتقولب العادات التي تحدد حياة كل منا، مما يجعل منها مقياس حقيقي لتقدم أو تخلف الأمم.
  • فيما ذهب آخرين إلى القول بأنها تلك الحكمة المنبثقة من الشرعية الإسلامية والتي تحكم سلوكيات البشر، مما يجعلها مقدسة، فجاء الدين في الأصل ليتمم مكارمها.
  • كذلك هي النقيض لما يعرف بقانون الغاب، ومن ثم فهي تصنع أسس وركائز العلاقات الاجتماعية لتحقيق القيم مثل العدل.

اقرأ أيضا: أهمية الأخلاق في الإسلام بشكل عام

أهمية الأخلاق في بناء المجتمع كنظرية واقعية

يمتد أثر الأخلاق على النطاق المجتمعي لتحقق عدة نتائج يلامس أثرها المستوى الاجتماعي والثقافي للبشر، ومن بين تلك المنافع التي تحققها الأخلاق في بناء المجتمع ما يلي:

توفير بيئة خصبة لتكوين الأفراد المثاليين

  • تساهم الأخلاق في اتزان دوران السلوكيات البشرية داخل إطار إلزامية الواجبات التي تفضي إلى حقوق في المقابل، مما يجعلها تحافظ على القيم والمثل والمبادئ التي يحتكم إليها الناس.
  • كذلك فهي تعزز التنافس على أساس الاجتهاد وليس على أسس المداهنة، مما تتيح الفرصة المناسبة لمن يستحق فقط، اعتمادا على نظرية أهل الخبرة وليس أهل الثقة.
  • تقنن الأخلاق وضعية الكيانات التي تجمع الأفراد، فتكون رابطة فلسفية تجمع النوابغ معا والعكس صحيح، مما تقوي من عملية التوازن المجتمعي بين الطبقات وبعضها البعض.
  • لكن جاء الإنسان ليضع معايير جديدة تحكم هذا التفوق والنبوغ وفقا لقاعدة الأكثر استحواذا على المال وليس الأكثر نفعا وتأثيرا، فأصبح الأثرياء الأكثر تأثيرا والأقل نفعا لمجتمعاتهم بفعل عوامل الفساد المستشري.

تنمية الشعور الجماعي والعقل الجمعي

  • من بين الأدوار المهمة التي تلعبها الأخلاق في بناء المجتمع، تدشين بوتقة واحدة تؤسس لحراك اجتماعي ضد الصفات الغير سوية التي تطرأ على المجتمع بحكم الانفتاح والعولمة.
  • كذلك تساعد الأخلاق في إسناد الأدوار إلى أهلها، أي تعلي من قيمة عنصر التخصص وليس العشوائية، فيجد الفرد أن حقوقه تصل إليه كاملة دون انتقاص.
  • تدعم كذلك العقل الجمعي نحو ضرورة الاتحاد والاندماج نحو مصير واحد لمواجهة الكوارث والفواجع، فتشكل وحدة متكاملة نواتها العائلة الصغيرة التي تتحد لتكون عائلة المجتمع الأكبر.

توليد الإرادة نحو شق الصعاب

  • أهمية الأخلاق في بناء المجتمع تتجلى كذلك في توحيد مفاهيم المنافسة في الحياة، ليكون عمودها الفقري هو الإرادة والشفافية فقط، وليس تسلق مناكب الآخرين للصعود لأعلى.
  • فهناك الكثير من قطاع طرق الطموح الذين يرتدون أمواج التنافس الغير شريف، مما يجعلهم يقتنصون فرص غير مستحقة على حساب من يستحقون الإشادة، فتضيع سنة الإجادة في كافة المجالات الحياتية المختلفة.

تدشين وحدة قيمية للأفراد والجماعات

  • تدفع الأخلاق في دورها لبناء المجتمع باتجاه إنشاء دستور أخلاقي واحد يستند على وظيفة تقويم العلاقات بين الأفراد والجماعات، فلا تحيد عن مسار الإيجابية مطلقا.
  • تنظم الأخلاق درجات عواقب الأفعال السيئة وفقا لمعيار العدالة والإنصاف بعيدا عن التحيز والعصبيات لفئة أو لون أو طبقة عن أخرى، مما يجعلها قاعدة أساسية ترتكز عليها المجتمعات المتطورة.
  • وجود واجبات للأشخاص تجاه المنظومة الأخلاقية على الصعيدين الفردي والاجتماعي، من أجل توارثها وضمان عدم اندثارها أو تغييرها نحو جوانب هامشية ورمزية، مما قد يقصرها على جانب تشريفي فقط.

كما يمكنكم التعرف على: مقال عن أهمية بناء أجيال تتحلى بالأخلاق والقيم الاجتماعية

عوامل تعزيز الأخلاق في النفوس

يوجد العديد من العوامل الحيوية التي تؤثر على تنشئة النفوس أخلاقيا، والتي تعد بمثابة بروتوكول اجتماعي مكتمل البنود، والتي يمكننا تفنيدها بهذا الشكل:

  • ضرورة تربية النشء على مكارم الأخلاق وملامستهم لحقيقة ذلك، من خلال رؤية تطبيقية لتلك الخصال في معاملات الآباء والأمهات، دون حدوث أي تخبطات من شأنها أن تؤدي إلى تجاوزهم لتلك الصفات فيلجؤون إلى عمل عكسها.
  • يجب أن يهتم المجتمع كثيرا بإشباع رغبات الشباب من خلال تيسير طرق الزواج لهم دون أي تعقيدات اجتماعية، فنحن أصبحنا في مجتمع يقيد فيه الحلال بأغلال ويباح فيه الحرام علنا.
  • عودة الأمور إلى نصابها من خلال الاحتكام إلى قاعدة الحلال والحرام وليس قاعدة العيب، بهدف تصحيح المسارات الأخلاقية من جديد بعيدا عن تكيفها على هوى البعض فتتجزأ القيم وتتصدع.
  • وجود مادة دراسية تختص بالحفاظ على الأخلاق لكافة المستويات التعليمية هي حاجة ماسة بالفعل، بهدف التدرب والتحلي بها بعد ذلك من خلال معايشة المواقف التي تحول ذلك النمط من النظام الأخلاقي.
  • يجب تسليط الضوء إعلاميا على قضية الأخلاق وتفعيل خارطة طريق حقيقية لها، من خلال استضافة النماذج التي يفترض حذو خطاها، سواء كانوا هؤلاء معاصرين أم عاشوا في حقب قديمة من التاريخ الإسلامي.
  • سن القوانين والتشريعات التي تحفظ بموجبها الأخلاق، على هيئة إطار جامع تنظمه مؤسسة عليا تشرف على ذلك وترعاه.
  • وجود مراكز أبحاث لدراسة الحالة الأخلاقية للشعوب، من خلال آليات التعريف عن الذات التي باتت محصورة بوسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة زمنية محددة.
  • تقييد البرامج مثل تيك توك وكواي ويوتيوب عن طريق تمصير أهدافها، أو توافر ما يماثلها من برامج إن أبقت تلك البرامج على عولمتها الشرسة.

كما يمكنكم الاطلاع على: آيات وأحاديث عن الأخلاق

في نهاية مقالنا عبر موقع مقال mqall.org نكون قد استفضنا حول موضوع أهمية الأخلاق في بناء المجتمع، وما يمت لجوهرها بصلة وطرق تحصيلها وتفعيلها مجتمعيا، كذلك الثمرات التي تؤتى من خلف تطبيقها كنظام أساسي للحياة.

مقالات ذات صلة