الوصي الشرعي بعد وفاة الأب

لقد وضع الفقهاء أسس الوصاية بعد موت عائل الأسرة، الأب، كما حسم القانون هذه المسألة، يتناول mqall.org مسألة الوصي الشرعي بعد وفاة الأب فيما يرتبط بالمال والزواج والحضانة، من الوجهة الفقهية للمذاهب المختلفة، ومن الوجهة القانونية.

الوصي الشرعي بعد وفاة الأب

نتناول مسألة ترتيب الوصاية بعد موت الوالد فيما يتعلق بالمال والورث، من الوجهة الفقهية في النقاط التالية:

  • المذهب الشافعي: أقروا الترتيب التالي، الجد للأب، ثم الوصي سواء تم التوصية به من قبل الأب أو الجد، يليه القاضي.
  • المذهب الحنبلي والمالكي: رأي الفقهاء أن الجد والد الأب هو الأحق بالوصاية.
    • يليه الوصي الذي يحدده الجد، يليه القاضي، ثم جماعة المسلمين.
  • المذهب الحنفي: أحال الفقهاء الوصاية إلى الوصي الذي يحدده الأب قبل الوفاة، ثم إلى الجد والد الأب.
    • ثم إلى الوصي الذي يوصي به الجد، ثم إلى القاضي، ثم إلى من يوصي به القاضي.

ترتيب الوصاية في النفقة بعد وفاة الأب

يحتاج الأبناء إلى من ينفق عليهم ويلبي حوائجهم المادية بعد وفاة والدهم، وفيما يلي نوضح الوصي الذي يجدر أن يتحمل مسؤولية الإنفاق بعد وفاة الوالد من الوجهة الفقهية:

  • المذهب الشافعي: أوجب الفقهاء نقل الوصاية إلى الجد للأب والجدة.
    • ثم إلى أم الأبناء، ثم إلى الأقارب الذين يرثون، ثم إلى الأقارب الذين لا يرثون.
  • المذهب الحنبلي: وضع الفقهاء حل مثالي لهذه المسألة.
    • حيث يتم تقسيم النفقة بين الوارثين، على أن ينفق كل وارث نسبة متساوية مع حصته في الورث.
  • المذهب المالكي: لم يصدروا قرار فيما يخص هذه المسألة.
    • كونهم يروا أن الوالد هو العائل الوحيد المسؤول عن الإنفاق على أسرته.
  • المذهب الحنفي: يوجب النفقة على أقارب الوالد إن كانوا ميسورين الحال.
    • حيث توجب النفقة على الجد للوالد، ثم الجدة للوالد.
    • ويجوز اتحاد الجد مع الجدة في الإنفاق، على أن ينفق الجد الثلثان وتنفق الجدة الثلث فقط.
    • يليهم الأقارب المستحقين للورث، ثم الأقارب غير المستحقين للورث.

ترتيب الوصاية في الحضانة بعد وفاة الأب

اتفق فقهاء المذاهب المختلفة على أن الأم هي الوصي الشرعي بعد وفاة الأب الأحق بحضانة الأبناء، ولكن في حالة زواج الأم من رجل آخر فإن الآراء تختلف، ونبرزها فيما يلي:

  • المذهب الشافعي: يقدم الوصاية أولًا للجدات للوالدة، ثم جدة الوالد.
  • المذهب المالكي: يرى فقهاء المذهب أن الوصاية من حق أهل الأم، أم الأم يليها جدة الأم يليها أخت الأم، ثم يليهم أهل الوالد.
  • المذهب الحنفي: يوجب الوصاية على أم الأم، ثم أم الوالد، ثم أخت الأبوين، ثم الخالة، ثم العمة، ثم بنت أخت الأبوين يليها بنت أخت الأم، ثم خالات الأبوين يليها خالات الأم.

ترتيب الوصاية في الزواج بعد وفاة الأب

تختلف مسألة الوصاية بعد موت الوالد حين يتعلق الأمر بالزواج للفتيات، وفيما يلي نوضح الآراء الفقهية لهذا الأمر:

  • المذهب الشافعي: أجاز إحالة الوصاية إلى الولي الأقرب للفتاة، ثم إلى الولي البعيد في حالة عدم وجود وصي قريب.
    • أي أن الوصاية تنقل للجد والد الأب، ثم للعم أو الخال.
    • ثم ابن أخ الوالد أو الأم، يليه الحاكم في حالة عدم وجود الأولياء المذكورين سابقًا.
    • ويرى فقهاء هذا المذهب أن تزويج الفتاة نفسها بنفسها باطل.
    • ويلزمها وصي حتى يصح عقد الزواج.
  • المذهب المالكي: يرى أن الفتاة من حقها اختيار الوصي بنفسها، وإن لم يكن يجمعها معه صلة قرابة، ودون أي اشتراطات، نظرًا لأن الرجال المسلمين أجمعين أولياء لها.
  • المذهب الحنفي: أشار الفقهاء إلى جواز تزويج الفتاة البالغة بدون وصي أو ولي، مع استحباب وجود وصي عليها.
    • وفي حالة رفض الوصي تزويجها لأسباب مادية أو متعلقة بكفاءة المتقدم.
    • فمن حقها الاستعانة بالقاضي لكي يفصل بين الفتاة والوصي في مسألة القبول أو الرفض للزواج.

اقرأ أيضا: من يستحق معاش الضمان الاجتماعي؟

رأي القانون في الوصاية بعد وفاة الأب

ولى القانون اهتمام خاص بهذه المسألة بالتحديد للأبناء القاصرين، حيث هناك قرار يخضع كافة الأفراد فاقدوا الأهلية إلى أحكام الوصاية والقوامة والوكالة:

  • يتولى الوصي الذي اختاره الوالد قبل الوفاة، والذي حدده في وصيته مسؤولية حفظ أموال الأبناء، وكذلك إدارة الأموال بالإنابة عنهم.
  • ولم يقر القانون باشتراطات في هذا الوصي، حيث يحق للوالد اختيار شخص ثقة سواء من الأقارب أو الغرباء.
  • وفي حالة عدم وجود وصي من اختيار الوالد، فإن الوصاية تنقل إلى الجد للوالد، وفي حالة وفاته تنقل إلى الأم، يليها الأقارب للأبناء مثل العم.
  • إن تنازع الأقارب على الوصاية وكانوا جميعًا في نفس المنزلة بالنسبة للأبناء، يحق للقاضي اختيار الشخص الأصلح، تبعًا إلى أمانة الشخص وقدراته على إدارة الأموال.

رأي القانون في وصاية الحضانة بعد وفاة الأب

إن أم الأبناء هي الوصي الأساسي على أبنائها بعد موت زوجها، ولكن إن تزوجت فإن القانون ينقل الحضانة إلى غيرها تبعًا لما يلي:

  • يحق لأقارب الأبناء طلب نقل وصاية الحضانة لهم بعد زواج الأم، وذلك خلال عام واحد من تاريخ هذا الزواج، فإن لم تتم المطالبة خلال هذه المدة لا يحق لهم الوصاية.
  • تبدأ وصاية الحضانة على الأبناء من عمر الولادة إلى عمر 15 عام، فيما بعد هذا السن، يقوم القاضي بتخيير الأبناء حول الحاضنة الأصلح لهم.

شاهد من هنا: طريقة كتابة الوصية الشرعية

ختامًا يقر القانون بأن الأم هي الوصي الشرعي بعد وفاة الأب الأحق بحضانة الأبناء، وإدارة  أموالهم في حالة وفاة الجد، وقد سحب القانون منها حق الحضانة فقط في حالة زواجها بعد وفاة زوجها، ولكن لم يسحب منها حق إدارة المال وورث الأبناء.

مقالات ذات صلة