مدة قصر الصلاة للمسافر

مدة قصر الصلاة للمسافر قد اختلف العلماء والمذاهب عليها فهي لها أحكام وشروط قد حددها الشرع، فإذا كنت تنوي السفر فعليك معرفة أحكام الصلاة خلال فترة سفرك هذه.

فهل أنت على مسافة تقصر فيها وتجمع أم على مسافة تتم فيها فروضك، فقد اختلفت المذاهب والفتوى حول قصر المسافر للصلاة.

فمنهم من قال إذا كانت خارج بلد إقامتك تستطيع أن تقصر، ومنهم حدد شروط قصر الصلاة للمسافر ومدته، لذا سنوضح لكم كل ما يخص هذا الموضوع من خلال ما يلي عبر موقع mqall.org.

مدة قصر الصلاة للمسافر

  • مدة قصر الصلاة في السفر قد اختلف العلماء في تقديره، حيث أنه ذهب مجمع العلماء الى أن وجود المسافر ثلاث أيام في بلده.
    • أصبح مقيم فيها وليس عليه القصر في الصلاة.
    • اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، عند إقامته في مكة لقضاء مناسك الحج.
  • كما أشار الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، أنه إذا نوى المسافر الإقامة فوق 3 أيام.
    • فلا يقصر في صلاته منذ ساعة وصوله.
    • وإذا ذهب لمسافة تزيد عن 83 كيلومترا فله القصر خلال الطريق فقط، إذا نوى الإقامة محل سفره أكثر من 3 أيام.
    • إلا أنه ذهب الأحناف إلى أنه يمكن قصر الصلاة فوق 15 يوماً عند السفر، ما إذا نوى المسافر السفر، وذلك خلال برنامجه التليفزيوني ” الله أعلم “.
  • كما أشارت دار الإفتاء المصرية أنه تبدأ مسافة القصر من نهاية محل الإقامة، مثل موقف السيارات أو الميناء سواء ( جوي أو بحري ).
  • وأوضحت دار الإفتاء أن المسافر علي سفر حتى ينوي الإقامة في البلد المسافر إليها أو يعود إلى محل إقامته.
    • إلا أنه أذا أقام فوق أربع أيام، عليه إتمام صلاته ولا يقصر.

اقرأ أيضا: قصر الصلاة في السفر

معنى قصر الصلاة للمسافر؟

  • أن الدين الإسلامي دين سماحة ورحمة، فقد شرع القصر في الصلاة رحمه بتعب وإرهاق المسافر من تعب وسيلة السفر.
    • وتعب تغير الساعة البيولوجية للجسم.
    • فشرع للمسافر حكم قصر الصلاة، وهو أن يصلي كلاً من صلاة (الظهر والعصر والعشاء) ركعتين فقط بدلا عن أربع ركعات.
    • وله أن يقصر أيضا دون أن يجمع بين صلاتين مثل صلاتي (الظهر والعصر).
  • فقد بينت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للمسافر القصر للصلاة خلال سفره، وهي أن يؤدي الصلاة الرباعية فقط ركعتين.
    • وإن القصر غير لازم الجمع فيمكن للمسافر أن يقصر ولا يجمع صلاته.

 كيفية قصر الصلاة للمسافر؟

  • بين الله في كتابه الكريم صلاة القصر بياناً مجملاً في سورة النساء الآية 101:
    • “وَإِذَا ضَرَبْتمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكمْ جنَاحٌ أَنْ تَقْصروا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتمْ أَنْ يَفْتِنَكم الَّذِينَ كَفَروا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانوا لَكمْ عَدوًّا مبِينًا “.
    • وذكرها تفصيلاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان إذا سافر يصلي صلاة الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط.
    • بينما صلاة المغرب ثلاثاً دائما، وكذلك صلاة الفجر لا يقصر فيها فكان يصليها اثنتين في الإقامة والسفر.

ما هي الصلاة التي يقصر فيها المسافر؟

  • أن الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين تتراوح عدد ركعاتها بين ركعتين لصلاة الفجر.
    • وأربع ركعات لصلاة الظهر والعصر والعشاء أما صلاة المغرب يكون ثلاث ركعات.
    • فإذا كان المسلم على سفر فقد شرع له قصر صلاتي الأربع ركعات.
    • فيمكن أن يؤديها ركعتين فقط، كما شرع له الجمع بين صلاتين.
  • فإذا كان على سفر وتحقق شروط القصر، فله أن يؤدي صلاة الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط، دون أربع ركعات.

شروط قصر المسافة للمسافر

  • اتفق العلماء على أن إذا كان المسافر ينوي الإقامة في البلد الذي سوف يسافر فيه أكثر من ثلاث أيام غير يومي الدخول والخروج.
    • فله أن يقصر ويجمع الصلاة.
  • أما إذا كان ينوي أكثر من ذلك فوجب عليه فور دخوله البلد التي يزورها، ألا يقصر ولا يجمع من ساعة وصوله.
    • ولا ينتظر انقضاء الثلاث أيام.
  • إذا كانت المسافة بين البلدان التي يزورها والبلد المقيم فيها حوالي 85 كيلومتر، فلا حرج عليه أن يقصر ويجمع الصلاة.
  • يشترط ألا يكون السفر للمعصية، فلا يكون الحامل على السفر فعل معصية.
  • أن يبلغ المسافر مسافة سفره أو يزيد.
  • وجود نية للسفر، فيجب على المسافر أن ينوي السفر حتى يباح له أن يقصر في الصلاة المفروضة.
  • الخروج إلى السفر وترك مدينته، فلا يصح أن يقصر الصلاة من بداية نية السفر ولكن يجب أن يترك بلد الإقامة بصورة فعلية.
  • أذا كان يصلي خلف إمام مقيم ينوي إتمام الصلاة، وجب عليه إتمام الصلاة معه ولا يجوز له القصر في صلاته.
  • وجود نية القصر عند الإحرام للصلاة، شرط لقصر الصلاة عند الشافعية والحنابلة.
  • أما عند الحنفية بوجود نية السفر فقط لجواز قصر الصلاة.

حكم قصر الصلاة دون تحقيق شروط قصر الصلاة

  • اجمع المذاهب الأربعة وعلماء المسلمين ودار الإفتاء على عدم جواز قصر الصلاة للمسافر إلا بتحقيق شروط القصر.
    • والتي تتحقق بالمسافة، أو بعدد أيام السفر، أو بأيام الإقامة في البلد المسافر إليها، أو بوجود بنية الإقامة في البلد المسافر إليها.

كما يمكنكم الاطلاع على: هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر

قصر الصلاة عند المذاهب الأربعة

  • يرى المالكية والشافعية والحنابلة أن طول مسافة السفر هي التي تجيز قصر الصلاة، فإذا كان المسافر قد قطع مسافة أربعة بردِ فأكثر.
    • أي ما يعادل أكثر من 80 كيلو متر برا أو بحراً.
    • واستدلوا على ذلك من فعل ابن عمر وابن عباس، فقد كانا يقصران ويفطران في أربعة بردِ فيما فوقها.
    • فقد أسنده البيهقي إلى سند صحيح، كما قال الخطابي ومثل هذا لا يكون إلا عن توثيق.
  • أما جماعة السلف فقد روي عنهم أن مدة السفر هي التي تجيز قصر الصلاة، فقد شهد لهم قصر الصلاة في أقل من يوم سفر.
    • فقال الأوزاعي ” كان أنس يقصر فيما بينة وبين خمسة فراسخ ( ما يعادل ثمانين كيلو أو أكثر).
    • كما روي عن علي رضي الله عنه أنه خرج من الكوفة إلى النخيلة فصلى الظهر والعصر ركعتين، ثم عاد في يومه وقال أردت أن أعلمكم سنتكم.
  • كما يرى الحنفية أن السفر الذي يقصر فيه الصلاة، هو السفر الذي يتجاوز مسيرة ثلاثة أيام بمسيرة الإبل أو مشي على الأقدام.
    • واستدل على ذلك من قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم:
    • “يمسح المقيم كمال يوم وليلة، والمسافر ثلاثة أيام ولياليها” فثلاثة أيام متفق عليها وليس فيما دونها.

مواقف أقصر فيها النبي الصلاة خلال سفره

  • سافر النبي خلال حياته عدة مرات، منها سفره لأداء الحج الوداع، فكان يقصر في السفر.
    • وروي عنه أنه أقصر عند منى، قبل وفاته بثلاث شهور.

من سيرة النبي في مدة قصر الصلاة

  • عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «صَلَّيْت مَعَ رَسولِ اللَّهِ ﷺ الظّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّيْت مَعَه الْعَصْرَ بِذِي الْحلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ» متَّفَقٌ عَلَيْهِ.
  • وَعَنْ شعْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الْهنَائِيِّ قَالَ: سَأَلْت أَنَسًا عَنْ قَصْرِ الصَّلَاةِ فَقَالَ:
    • «كَانَ رَسول اللَّهِ ﷺ إذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ» – شعْبَة الشَّاكّ – رَوَاه أَحْمَد وَمسْلِمٌ وَأَبو دَاود.
  • عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ: «أَنَّه صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إلَى مَكَّةَ فِي الْمَسِيرِ وَالْمقَامِ بِمَكَّةَ إلَى أَنْ رَجَعوا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ».
    • رَوَاه أَبو دَاود الطَّيَالِسِيّ فِي مسْنَده.
  • وَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
    • «خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعْنَا إلَى الْمَدِينَةِ قلْتُ: أَقَمْتمْ بِهَا شَيْئًا؟ قَالَ: أَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا». متَّفَق عَلَيْهِ.

وقت انتهاء مدة حكم رخصة قصر الصلاة في السفر

  • إذا كان المسافر قد عزم النية على الإقامة في البلد المسافر إليها أربع أيام فأكثر، وجب عليه عدم القصر في الصلاة.
  • أي يصلي المسافر صلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات كما تصلي الصلاة عادة.
    • فقد أقام النبي في حجة الوداع في مكة أربع أيام لم يقصر فيها الصلاة، فعلمنا منها أن الصلاة لا تقصر إذا أقام المسافر فوق أربع أيام.
  • أما إذا كان المسافر لا يعلم المدة التي يقيمها في البلد المسافر إليها، حيث أنه قدم لإنجاز مهمة لا يعلم متى ينتهي.
    • مثل طلب إنسان لقضاء حاجة أو لإنهاء خصومة، ولا يدري متى يجده فمثلا يمكن أن يجده أو ينجز عمله في يوم أو في 3 أو في 5 أيام ثم يرحل.
    • فإنه يقصر في المدة التي يقيم فيها في البلد حتى يرحل، لأنه ليس له أمد محدود.

مدة القصر في السفر المتكرر

  • أذا كان المسافر على سفر وكرر المكان بصورة دورية، مثل سفره إلى زيارة أهله في محافظة أو بلد أخرى غير المقيم فيها.
    • أو بسبب عمله في محافظة غير المقيم، فيها فله أن يقصر في الصلاة فلا حرج عليه.
    • ما دام انطبقت عليه شروط قصر الصلاة مدة إقامته، فكل ما يسمي سفر فله أن يقصر فيه.

كما يمكنكم التعرف على: هل يجوز الجمع والقصر للمسافر أكثر من 3 أيام

وفي نهاية موضوعنا عن مدة قصر الصلاة للمسافر، يمكن قول إن قصر الصلاة ثابت في القرآن والسنة وإجماع الفقهاء، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء:

“وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا”.

وكذلك الأحاديث الصحيحة والتي رواها الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس.

مقالات ذات صلة