قوة الصلة بالله

قوة الصلة بالله هو موضوع حديثنا اليوم، فلا شك أن الناس يبحثون عن الطرق التي يمكن أن تساعدهم على التقرب من الله سبحانه وتعالى.

فمع القرب من الله فوز بكل شيء، فعلاقة العبد مع الرب هي أقوى العلاقات التي عليه البحث عنها، ولمعرفة كيف يمكن أن تقوي صلتك بالله تابع مقالنا عبر موقع mqall.org.

قوة الصلة بالله

تعتبر صلة العبد بالرب هي أقوى الصلات التي ينبع عنها الفلاح والصلاح، بل وتنعكس على علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، حيث:

  • لو صلحت علاقة الإنسان مع الله سبحانه وتعالى صلحت علاقاته مع الآخرين، والعكس صحيح لو فسدت صلة الإنسان بالله فسدت شتى الصلات الأخرى.
  • عن عائشة أم المؤمنين قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ).

شاهد أيضا: وسائل الدعوة إلى الله

علامات قوة الصلة بالله

هناك علامات تظهر على المؤمن الذي يقوي صلته بالله، وتلك العلامات تكون واضحه حتى لو لم يلتفت لها هو، حيث:

  • نرى الناس يمدحون شخص بشكل كبير ويثنون عليه، وإذا حضر اجتمعوا حوله يمدحونه بشكل كبير، ورغم ذلك هم لا يعرفونه جيدًا، ولكن السبب في ذلك صلته بالله سبحانه وتعالى.
  • الله لو أحب عبد من عبادة نادى جبريل أن يلقي محبته في قلوب أهل الأرض أجمعين، والعكس صحيح.
  • ولا يمكن أن تطيب الصلة بالله إلا مع مجاهدة النفس، فالعبد المؤمن زاهد عابد ناسك.
  • من أهم ملامح الصلة بالله نبذ الذنوب وتركها بلا عودة، فالذنب جالب للكرب، والكرب جالب لسخط الله، والباحث عن صلة مع الله لا يقرب الذنب.
  • من كانت صلة بالله حسنة، استجاب له الله الدعاء في كل وقت، وفي ذلك حديث شريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ).

ما هي آثار تقوية الصلة بالله على النفس؟

النفس الإنسانية هي مصدر لتوجيه السلوك، وهذا التوجيه يكون بتأثير العواطف والسلوكيات التي تعتري الإنسان، ولذلك تقوية الصلة مع الله له أثر حسن على النفس، نوضحه فيما يلي:

  • تقوية الصلة مع الله يحتاج من الإنسان الاعتناء بنفسه وتوجيهها ناحية الخيرات.
  • عندما يصبح الإنسان عبد صالح يستجيب جسده لمطالب عقله الواعي، فالعقل المؤمن لا يجبر الجسد على الذنوب.
  • التوازن الذي يحدث بين العقل والجسد بسبب الصلة بالله يجعل الإنسان متزن معتز بنفسه.
  • القرآن الكريم حرص على الدعوة لربط علاقة العبد بالرب بشكل مباشر، حيث يقول سبحانه وتعالى : (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
  • ذكر الله كثيرًا له تأثير كبير على تهذيب كل تصرف خارج عن نفس الإنسان، فالإنسان مجبول على الفزع والجزع، ولكن بتقوية الصلة بالله يهدأ القلب وترتاح النفس، ويستقبل الإنسان الأقدار عن طيب خاطر.
  • ومما يؤكد هذا الأمر قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ).
  • عندما يقوي الإنسان صلته بالله يحافظ على الصلاة، ويؤدي كل الفرائض بدافع القلب لا الرياء.
  • التقرب من الله يصل معه العبد إلى الإيمان باليوم الآخر والحساب والعقاب، ولذلك يركض خلف فعل الأعمال الصالحة، ويهرب من فعل السيئات.

اقرأ أيضا: أسباب الإعراض عن ذكر الله

متى تتحقق الصلة بالله؟

هناك عدة أمور تشير إلى أن الصلة بالله قد تحققت، وأن الرب مع العبد يحبه ويظلل عليه برحمته، ولكن هذا يحتاج إلى ما يلي:

  • المداومة على العبادات، فهي لا تحقق أثرها المرجو إلا بالتكرار، مع صدق السريرية وقت تأديتها.
  • العبادات هي غذاء القلب والروح، والاستمرار عليها فيه الصلاح والفلاح.
  • تعتبر العبادات غذاء روحي للجسد، ومنافعها تتجلى في الشعور بأن الله قريب لنا.
  • ومن أهم العبادات التي على المسلم المداومة عليها الصلاة، فالصلاة مفتاح يزيل لكل خير، فالله لا يرفض يد تدعوه بصدق.
  • وعلى ذلك يمكننا القول أن تقوية الصلة بالله تحتاج إلى دواء، والدواء يتمثل في العبادات، فلو قام بها العبد بمقاديرها المنضبطة، فتح الله له بابه على مصراعيه.

خطوات إصلاح النفس

تعتبر رحلة مجاهدة النفس أخطر رحلة يمكن أن يقوم بها الإنسان، فهي تحتاج من العبد المثابرة والجهد والصبر، وتحتاج كذلك لعدد من الأمور الهامة نوضحها فيما يلي:

الصحبة

  • وكما قال رسول الله صلى الله عليه فالمرء على دين خليلة، وذلك يعني أن الإنسان يفعل ما يفعله رفاقه، ولذلك وجب اختيار الصديق الحق.
  • الصاحب الحق هو الذي يأخذ بيدك ناحية الحق والخير، ويبعدك ويبعد نفسه عن طريق المعاصي.

عدم تضييع الوقت

  • الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعك، ولذلك عليك ألا تضيع عمرك فيما لا يفيد، فأفضل الأوقات وقت العبادة.
  • لابد أن يخصص الإنسان جزء من وقته ليتفرغ فيه لعبادة الله سبحانه وتعالى.

طلب العلم

  • طلب العلم شرف، ويأخذ هذا الشرف كل من يبحث عنه.
  • فضل الله طالب العلم عن غيره، فيقول في كتابه العزيز: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

شاهد من هنا: بحث عن مظاهر قدرة الله

وهكذا تحدثنا بشكل مستفيض عن قوة الصلة بالله، وكيف يمكن للمسلم أن يصل لهذه القوة التي تفتح أمامه أبواب الخير، فلا شك أن من كان مع الله لا يسأل عبد عن شيء.

ولكن لا يمكن أن يمسك العبد بحبال الصلة القوية مع الله إلا بجهاد النفس والتفرغ لعبادته سبحانه عن قلب سليم، فالله ينظر في القلوب قبل الأفعال.

مقالات ذات صلة