حقوق الراعي والرعية

حقوق الراعي والرعية، يوجد لكل جماعة في الكون شخص منظم ومسئول يتابع شئونهم ويدبرها، ويعرف هذا المنظم بالراعي، وقد شرع الإسلام حقوق للراعي وواجبات يقوم بها، والأشخاص الملزمين من الراعي يسمون الرعية.

ونقدم لكم في هذا المقال عبر موقع مقال mqall.org حقوق الراعي والرعية في الإسلام.

حقوق الراعي والرعية

  • لفظة الراعي مأخوذة من الرعي والحفظ، والراعي هو الحافظ الذي يؤتمن أو كل من يوكل إليه تدبير الشيء وسياسته والحفاظ عليه ورعايته.
  • الراعي هو الذي يلتزم بصلاح ما هو قائم عليه وما هو تحت أنظاره، وكل ما يقع تحت أنظاره هو مطالب بالعدل فيه، والقيام بالصالح له في دينه ودنياه وكل ما يتعلق به.
  • وقد يختلف معنى الراعي على حسب كل إنسان في المجتمع وموقعه وما مقدار استلامه لمفاتيح المسئولية والسلطة.
  • أما عن الرعية فهم الأشخاص الذين يقعون تحت ظل الراعي وتحت مسئوليته وهو الذي يرأسهم ويتصرف في أمورهم ويحفظ لهم حقوقهم وقد يكون الراعي هو الحاكم أو رب الأسرة في البيت.

أولًا: حقوق الراعي

  • ولايته: أي الاعتقاد بالولاية له ويتطلب الأمر الطاعة الكاملة له وأن يقروا بأنه خليفة.
  • الطاعة له في المعروف الظاهر والباطن: حيث يحق للولاة والأئمة أن تقدم لهم الطاعة من رعيتهم في المعروف، علما بأن هذه الطاعة لها حدود، وحدودها يجب ألا تتعدى حدود الله أو حقوق الآخرين، أو تغضب الله عز وجل.
  • النصح له وبيان الحق لهم بلطف: فيحق للولاة أن ينصحهم الرعية بفعل الحق والخير، وأن يبتعدوا عن الشر والظلم، والتنبيه على بعض الأمور التي قد يغفل الولاة عنها في بعض الأوقات.
  • تأليف القلوب على الطاعة: يجب على الرعية أن يؤلفوا قلوبهم على طاعة الراعي والانصياع لكلامه وأحكامه، وذلك ليضمنوا الاستجابة من الناس لأوامره.
  • الدعاء له: فيعد الدعاء للراعي من الأشياء الجميلة التي يتقرب العبد بها إلى الله سبحانه وتعالى، فعلى الرعية أن يدعو الله تعالى بصلاح الحال للراعي، وأن يكون هذا الراعي سببا في صلاح الحال والخير والهداية.
  • التعظيم من مكانة الراعي وعلو مكانته وشأنه: فيجب على الرعية التقدير للراعي وأن يوقروا الراعي في أنفسهم وفي داخلهم على مكانته التي حصل عليها.
  • الإعانة على الخير: يجب على الرعية أن يعينوا ويعاونوا الراعي على الخير والأعمال الطيبة الصالحة والقيام بها، والمساعدة على تيسير أموره، مع العلم أن هذا العون وهذه المساعدة ستكون سبيل من سبل التقرب الله عز وجل.

ثانيًا: حقوق الرعية

  • الحكم بينهم بالعدل وبما شرعه الله عز وجل: أي أن الراعي يحكم بين رعيته بما أمر به الله تعالى في كتابه، وألا يبعد عن حدود الله وشرعه.
  • النصح: يجب على الراعي أن يقوم بنصح رعيته بالقيام بالأعمال الصالحة الطيبة الخيرة، وأن يرشدهم إلى الطريق الصحيح والسلوك الخير إن ضلوا السبيل في وقت من الأوقات.
  • الرفق والرأفة: يجب على الراعي أن يكون لديه رأفة بحال رعيته، وأن يرفق بهم ويرحمهم ولا يكلفهم ما ليس لهم به من طاقة ما يفوق وسعهم بل يكون رحيم بهم وبشئونهم.
  • إقامة العدل: يجب على الراعي أن يقيم العدل بين الناس ولا يميل لأحد على حساب الآخر، ولا يقلل من شأن أحد لرفع شأن الآخر، لأن ذلك يخلق الخلافات والفتن بين الناس وبعضها.

اقرأ أيضا: أساليب المعاملة الإسلامية

مسئولية الراعي

  • الراعي هنا في مقام الإمام ويلقى على عاتقه مجموعة من المسؤوليات، حيث تكمن مسئولية الراعي في تفقد احتياجات شعبه وتوفير حياة كريمة طيبة لهم وأن يحافظ عليهم من الأعداء وحماية حدود بلادهم.
  • نشر الأمن والأمان والاستقرار، وتعيين الأشخاص الموثقون أصحاب الكفاءة والأمناء في المناصب الذين لديهم قدرة على تحمل المسئولية كاملة وحمل الأمانة بثقة.
  • فض النزاعات بين المتشاجرين والمتشاحنين وفض الخلافات بين الناس وبعضها، وإحقاق الحق بينهم وتحقيق العدل بينهم.
  • رد الحقوق والمظالم لأصحابها حتى لا يسود الظلم والهرج والمرج بين الناس وبعضها، وألا يسمح بالاعتداء على الحقوق الآخرين.
  • أن يكون له نظرة في تقدير الأمور المالية، وما يستحق الإنفاق فيه وما لا يستحق، وأن يؤدي الأمور المالية في وقتها دون أن يقصر في شيء.
  • المتابعة الدائمة والإشراف على أصحاب السلطة والمراقبة الدائمة لهم وما يفعلون وكيف يتصرفون ويدبرون شئون البلاد، واهتمامه بالمصلحة العامة للجميع.

أولًا: مسئولية الرجل كراعي

  • الرجل هو المسئول عن أهل بيته وعن أولاده وذريته، فهو المولى عليهم وهو المسئول عن زوجته وأبنائه وخدمتهم وصلاحهم وفسادهم، فيقع على الرجل مسئولية اختيار أم صالحة لأولاده، وتكون قادرة على تربيتهم والعناية بهم وتربيتهم على الصفات الحميدة.
  • وهذه الأمور تتطلب صلاح الرجل ليكون قدوة لهم، وعليه أن يكون حريصا على أبعادهم عن أصحاب السوء ومنابع الفساد، وأن يقوم بتنمية مواهبهم واستغلال الأوقات بما هو مفيد ونافع، وأن يهتم بتعليمهم والعدل بينهم وعدم التفرقة بينهم.

ثانيًا: مسئولية المرأة

  • من الواجبات على المرأة أن تطيع زوجها إذا كان في غير معصية الله تعالى، وأن تعاشره بالمعروف وتحفظ نفسها في غيابه، ولا تنفق ماله في غير وجه حق أو أن تبذر فيه، وتقوم برعاية الأبناء رعاية طيبة صالحة.
  • أن تهتم بشئون الأولاد من الولادة حتى الشباب، والاهتمام بتعليمهم وتدبير أمورهم، والاهتمام بشئون دينهم ودنياهم والقيم، والعناية بأكلهم وشربهم والاهتمام بشئون المنزل.
  • أيضا يجب عليها الاهتمام بالأولاد وصحتهم، والمعاملة الحسنة لهم، وعدم الصراخ فيهم وضربهم على كل صغيرة وكبيرة وتعنيفهم.
  • ويترتب على ذلك من اهتمامها بأولادها وبالمنزل أن يعاملها زوجها معاملة حسنة ولا يصرخ عليها أو يقوم بتعنيفها وضربها، ويؤمن لها حق المسكن والنفقة والمأكل والملبس، كما يحق لها أن تأخذ من زوجها ما يكفيها من أموال لها ولأولادها.

كما يمكنكم التعرف على: نبذة عن كتاب أخلاقيات المهنة في الإسلام

الراعي والرعية في الإسلام

  • لقد خلق الله الناس في جماعات وأمم وجعلهم يتعارفون ويتأقلمون ويتشاركون في معيشتهم وحياتهم، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعلهم في احتياج إلى من يقومهم ويتولى أمرهم ويقوم على شؤونهم وحياتهم.
    • وأن يكون إماما لهم يوجههم في حياتهم ويسوي لهم أمور معيشتهم ويقوم بتنظيم أمورهم المعيشية ويرعاهم حق الرعاية.
  • فقد ورد حيث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الراعي والرعية، فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • “كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والعبد راع على سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.

كما يمكنكم الاطلاع على: ما هي حقوق الزوج على زوجته في الاسلام؟

وبهذا نكون سردنا لكم بالتفصيل حقوق الراعي والرعية وما معناها، ومسئولية الراعي وما يجب على الرعية تجاهه، ومسئولية الرجل والمرأة وحقوق الراعي والرعية في الإسلام.

مقالات ذات صلة