ثلاثة لا يدخلون الجنة

قد ذكر لنا رسولنا الكريم في حديث شريف الأصناف التي لا تدخل الجنة، وكان لهذا الحديث الشريف ثلاث رواياتٍ تحتوي كل رواية منهم على ثلاثة أصناف مختلفة يفعل كل منهم ذنب كبير سيؤدي به إن لم يتب إلى النار.

وسنتحدث في هذا المقال عن حديث ثلاثة لا يدخلون الجنة، وسنشرح الروايات الثلاثة لذلك الحديث.

ثلاثة لا يدخلون الجنة

  • هناك ثلاث روايات لحديث رسول الله عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة، أحدهم إسناده ضعيف، والأخر جيد، والأخير قام بتصحيحه الألباني.
  • الأصناف التي ذكرتها الروايات الثلاثة لمن لا يدخلون الجنة هم(العاق لوالديه، الديوث، الرجلة من النساء، مدمن الخمر، قاطع الرحم، مصدق السحر، الشيخ الزاني، الإمام الكاذب، والعائل المزهو).
  • علينا جميعًا أن ننظر لتلك الأحاديث بعين الاعتبار.
    • ونسعى بألا نكون أحد تلك الأصناف الثلاثة التي ذكرها كل حديث في الثلاث روايات؛ حتى ندخل الجنة بسلام.

الروايات الثلاثة لحديث رسول الله عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة

هناك ثلاث روايات للحديث الذي ذكر فيه رسولنا الكريم الثلاثة أصناف الذين لا يدخلون الجنة، نذكرهم في الآتي:

  • الرواية الأولى لحديث النبي عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (ثلاثةٌ لا يَدخُلونَ الجنةَ: العاقُّ لوالدَيه والدَّيُّوثُ والرَّجِلَةُ منَ النساءِ)، والحديث إسناده جيد.
  • كذلك الرواية الثانية لحديث النبي عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (ثلاثةٌ لا تدخلُ الجنةَ: مدمنُ الخمرِ، وقاطعُ الرحِمِ، ومصدِّقٌ بالسحرِ)، والحديث إسناده ضعيف.
  • الرواية الثالثة لحديث الرسول عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ: الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ).
    • ورواية الحديث هي رواية سلمان الفارسي -رضي الله عنه- والتي صححها الألباني في صحيح الترغيب.

شاهد أيضا: حديث عن بر الوالدين للإذاعة المدرسية

شرح الرواية الأولى لحديث رسولنا الكريم عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة

سنشرح فيما يلي من هم الثلاثة أصناف الذين تحدث عنهم رسولنا الكريم في الرواية الأولى للحديث الذي ذكر في الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة:

العاق لوالديه

أول الأصناف من البشر التي قال عنها رسولنا الكريم أنها لا تدخل الجنة هم من يقوموا بعقوق والديهم، وعقوق الوالدين له العديد من الأشكال، نذكرها فيما يأتي:

  • أن تقوم بعصيان أوامر والديك إذا كانت أوامرهم تلك لا يخالطها منكر يغضب المولى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
  • أن تقوم بلعن والدي أصحابك فليعنوا أبويك، أي تجلب لهم اللعن.
  • التأفف والضجر من حديث الوالدين.
  • أن تجعل منزلة زوجتك وأولادك أعلى من منزلة أبويك.
  • ألا تخفض لوالديك جناح الذل من الرحمة.
  • ألا تنفق على والديك وتقصر في حقوقهم.
  • التطاول على الوالدين سواء بالضرب أو السب.
  • من واجباتك تجاه والديك كما أمرنا المولى عز وجل أن تطعهما إذا كان ما يأمرانك به معروفًا.
    • أما إذا كان منكرًا فعليك بمصاحبتهم بالمعروف، وأن تبرهما، وتحسن إليهما.
  • قال رسولنا الكريم في الحديث الشريف: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا : بلى يا رسول الله؟
    • قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، وقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور) متفق على صحته.

الديوث

ثاني الأصناف التي ذكرها الرسول الكريم ضمن حديثه عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة هو الشخص الديوث، سنذكره معنى الديوث فيما يلي:

  • يمكن تعريف الديوث بأنه من لا يغار على نسائه ولا يشعر بنخوة تجاه شرفه وعرضه.
  • لا يرفض هذا الرجل أن يقمن نسائه بما حرم الله.
    • وأن يقعن في الزنا ولا يوجد في ذلك مشكلة سواء كان يعرف ذلك أو لا يعرف بقيامهن بذلك.
  • من النساء التي لا يغار عليها الديوث هن أمه وأخته وزوجته وابنته.
    • وهذا يخالف طبيعة الرجل، وطبيعة ديننا.

الرجلة من النساء

سنتحدث فيما يلي عن ثالث الأصناف التي ذكرها حديث الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة:

  • الرجلة من النساء هم نساء يتشبهن بالرجال في ملابسهم، وأسلوب حديثهم، وطريقة مشيهم.
  • يلعن المولى عز وجل كذلك رجال هذا الصنف من النساء؛ لأنهم يسمحون لمن تحت وصيتهم من النساء بالتصرف هكذا مثل الرجال ولا يؤدبوهن، وذلك يشمل آباء ذلك الصنف من النساء، وأخواتهن، وزوجاتهن.

أقرأ أيضا: مقدمة حديث شريف للإذاعة المدرسية

شرح الرواية الثانية لحديث رسولنا عن الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة

سنذكر فيما يلي الثلاثة أصناف الذين قال عنهم الرسول طبقًا لهذه الرواية أنهم لا يدخلون الجنة:

  • النوع الأول: الذي قال عنه رسولنا الكريم أنه لا يدخل الجنة هو مدمن الخمر.
    • وذلك لأن الخمر لغويًا يعني غطاء الرأس ويجعل المرء في حالة تغييب لعقله.
    • مما يدفعه لفعل العديد من الفواحش دون وعي كارتكاب الزنى، والقتل.
    • والتحدث بشكل لا يليق مع الوالدين مثلًا، وغيرها من الكبائر.
  • النوع الثاني: من الأنواع التي ذكرها الرسول في تلك الرواية هو قاطع الرحم.
    • وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في من يقطع رحمه: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّه).
    • لذا علينا أن نصل رحمنا لأننا بذلك نكون قد وصلنا ربنا ولا نكون من أهل ذلك الحديث.
  • النوع الثالث: الذي ذكره الرسول في ذلك الحديث هو المصدق بالسحر.
    • روى عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ أنه قال (من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمنُ بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ).
    • حيث أن التصديق بالسحر والذهاب للساحر أحد الأدلة على كفرك بدين محمد.
    • ولذا عليك بأن تؤمن بالله وبقدره ولا تذهب لأي ساحر أبدًا.

شرح الرواية الثالثة للحديث الذي يذكر الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة

  • الشيخ الزاني هو أول الأصناف التي ذكرها الرسول الكريم في الحديث طبقًا لتلك الرواية.
    • حيث أن الشيخ الكبير الذي بلغ من الحكمة، والعقل، والرزانة ما بلغ.
    • وليس لديه شهوة الشباب، لذا فإن عقوبته غليظة ونهايته طبقًا لتلك الرواية هي دخوله للنار.
  • الإمام الكاذب هو ثاني الأصناف التي تحدث عنها الرسول طبقًا لتلك الرواية.
    • وهو من كانت له السلطة والهيمنة على قوم ما.
    • وهو غير مضطر للكذب عليهم ونفاقهم حيث لا تقع عليه عقوبة منهم لو صدق في حديثه.
    • ولكنه رغم ذلك آثر الكذب والتضليل وبذلك كانت نهايته النار.
  • العائل المزهو هو ثالث الأصناف التي تحدث عنها الرسول طبقًا لتلك الرواية.
    • وهو الشخص الفقير الذي فقد ما قد يتكبر به، وليس لديه من المال ما يدعوه للزهو.
    • ولكنه رغم ذلك يتكبر على الناس.
    • وقد ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ).

شاهد من هنا: شرح حديث ثلاث جدهن جد وهزلهن جد

ذكرنا في هذا المقال حديث رسولنا الكريم الذي عنوانه هو ثلاثة لا يدخلون الجنة، وشرحنا رواياته الثلاثة، وذكرنا إسناد الأحاديث ومن رواها من السلف.

وشرحنا معنى كل صنف ذكرته الأحاديث الثلاثة؛ حتى نتعظ وإذا كان أحد يرى أنه من أهل تلك الاحاديث فعليه بالإسراع في التوبة حتى لا يكون ممن لا يدخل الجنة.

مقالات ذات صلة