على من تجب الأضحية

وأما إذا كان الشخص في احتياج لهذا المبلغ ففي هذه الحالة لا تجب عليه الأضحية.

أما المذهب الشافعي فهو يفسر تلك الحكم بأنه يتم تحديد القدرة على الأضحية هو مدي امتلاك الشخص لمقدار من المال.

بحيث يكون هذا المبلغ زائد عن حاجته، وزائد عن حاجة أهلة في أيام العيد وفي أيام التشريق.

أما المذهب الحنبلي فقد حدد القدرة على الأضحية بحيث يستطيع الشخص أن يحصل على ثمن الأضحية حتى ولو بالدين.

وذلك ما دام هذا الشخص يستطيع أن يسد هذا الدين ويكون واثق من قدرته على السداد.

الشروط المختلف عليها للمضحي

شرط البلوغ

يرى المذهب الحنفي أن الصبي يعتبر من غير المكلفين بالأضحية، وهو من الأشخاص الذين لا تجب عليه الأضحية.

أما بالنسبة للمذهب المالكي فهو يرى أن بلوغ الشخص لا يعتبر شرط من شروط الأضحية الأساسية.

بمعنى أنه من حقة أن يضحي، وكذلك يجوز لولي أمر الصبي أن يتولى هو ذلك الأمر ويقوم بالتضحية عنه حتى ولو كان هذا الشخص يتيم.

أما بالنسبة للمذهب الشافعي فهو يرى ضرورة بلوغ الشخص وأعتبره شرط أساسي من شروط الأضحية.

فهو لا يعترف بتضحية ولي الصبي عن الصبي من ماله الشخصي أو حتى من مال الصبي.

ولكن بالنسبة للأب أو الجد فهم من الممكن أن يضحوا عن الصبي وذلك من مالهم الخاص بهم، ومن حقهم أن يهبوا هذا الصبي تلك الأضحية.

وفي هذه الحالة الصبي هو من ينال أجر الأضحية، ولكن ورد عن الإمام أحمد أنه لا يجوز أن يضحي الصبي من ماله الخاص به.

اقرأ أيضا: هل يجوز عدم توزيع الأضحية

شرط الإقامة

يرى مذهب الحنفية أن الشخص المسافر لا تجب علية الأضحية، ودليلهم على ذلك أن أبا بكر وعمرـ رضي الله عنهما، عندما كانوا في سفر لم يقوموا بالتضحية.

والسبب في ذلك يرجع لحكمة بسيطة، وهي أنه من الصعب على المسافر أن يحصل أسباب الأضحية.

ويعتبر عد وجوب الأضحية عليه ما هو إلا لكي يرفع عنه الحرج، أما المذهب المالكي فهو يرى تجب على كل الأشخاص الغير حاجين بشكل عام.

سواء كان الشخص مقيم في بلدة أو مسافر لبد أخر، أما مذهب الشافعية ومذهب الحنابلة فهم يرون أن الأضحية تجب على كل شخص مسلم أيًا كانت الحالة التي هو فيها سواء كان مقيم في البلد أو حاج أو مسافر لبلد أخر.

شرط غير الحاج

ذهب المذهب المالكي إلى وجوب عدم وجود الشخص في الحج أثناء التضحية.

ويعتبر هذا الشرط من الشروط التي ينفرد بها هذا المذهب عن غيرة من بقية المذاهب الأخرى.

وهم يقصدون بهذا الشرط التخفيف على الحاج، وذلك مثل صلاة العيد التي لم تجب على الحاج فكذلك الأضحية لا تجب على الحاج.

ما هي الشروط اللازمة لأداء المضحي للأضحية؟

هناك ثلاث شروط يجب أن يتوافروا حتى يكون الأضحية صحيحة، وفيما يلي سنذكرهم بالتفصيل:

النية

  • لابد من وجود نية مبيته لأداء الأضحية، وذلك بحيث تكون لهدف أو لقصد الأضحية وليس لهدف أخر مثل أن يأكل الشخص اللحم.
  • أو من الممكن أن يكون نية الشخص أداء نذر قد نذره من قبل، بل لابد من توافر نية الأضحية.
  • وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرًئ ما نوى).
  • ولكن كيف تتوافر النية، من المعروف أن النية محلها القلب وهذا يكفي، كما أنه من الممكن أن يفصح الرجل عن نيته باللسان.
  • ويعتبر هذا الشرط من الشروط التي لم يختلف عليها أئمة المذاهب الأربعة.

مقارنة النية للذبح

بمعنى أنه يجب أن تكون النية للذبح نفسه، وتكون هذه النية أثناء شراء الأضحية، أو أثناء فرز الأضحية من القطيع.

عدم مشاركة المضحي لمن لا ينوي القربة بالأضحية

أحيانًا يشترك أكثر من شخص في أضحية واحدة وهذا الاشتراك مباح ومسموح به، ويكون ذلك في البقر والإبل.

ولكن يجب أن يكون جميع الأشخاص الذين اشتركوا في الأضحية لديهم هدف القربة.

وذلك رغم اختلاف نياتهم، فقد يكون أحد الأشخاص يذبح بهدف العقيقة، وشخص أخر يكون هدفه من الذبح الأضحية.

ولكن لا يجوز الاشتراك في الأضحية مع شخص هدفه الحصول على اللحم وليس بهدف التقرب من الله.

وقد أتفق على هذا الشرط المالكية والحنفية، ولكن الحنابلة والشافعية يرون أنه من الممكن الاشتراك مع أشخاص مختلفين في النوايا.

فمنهم من تكون نيته الحصول على اللحم، ومنهم من تكون نيته الأضحية.

ما هي القيمة الاجتماعية للأضحية؟

  • تعتبر الأضحية من الشعائر التي لها قيمة اجتماعية كبيرة في حياتنا، وهي من الشعائر التي حثنا عليها الإسلام.
  • لما تحث علية من وجود التكافل بين الكثير من المسلمين، حيث أنه في عيد الأضحى يهادي الناس بعضهم البعض بلحم الأضحية.
  • كما أنهم يقدمونها كصدقات، وهذا الشعور يعطي المسلمين الإحساس بالسعادة في ليالي العيد الكريمة.
  • وعندما يقوم الناس بأداء تلك الفريضة يشعر الغني بالسعادة بسبب دول السرور على قلب المسلم الفقير.
  • وكذلك يفرح الفقير بعدم شعوره بالاحتياج، مما يعمل على خلق روح المودة والرحمة بين المسلمين داخل المجتمع.
  • ونحن المسلمين نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الشعيرة من الشعائر.
  • فقد ضحي النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، فقد كان أحدهما عن نفسه، أما الأخر فضحي به من أجل الفقراء.
  • وقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه إذ قال (ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين، فلما وجههما قال، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، على ملة إبراهيم حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم منك ولك، عن محمد وأمته، باسم الله والله أكبر، ثم ذبح).

اخترنا لك أيضا:  كيفية توزيع الأضحية

وفي نهاية هذا المقال نرجو أن نكون وفقنا في توضيح من هم الاشخاص اللذين تجب عليهم الأضحية.

ولا تنسوا مشاركة هذا المقال مع الأصدقاء والأحباء ليتعرفوا على، على من تجب الأضحية، ونترك لكم التعليق أسفل المقال.

مقالات ذات صلة