علاج ضيق التنفس بالقران

انزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، الذي لو تدبرنا معانيه جيدًا لوجدنا علاج لكل الهموم والأوجاع التي أتعبتنا، والقضاء على ضيق الصدر والهموم والشعور السيء بالقلق والحيرة.

وعندما يتقرب الإنسان من خالقة يتخلص من وساوس الشيطان، ويقضي على جميع المخاوف التي تراوده وتثقل كاهله، لذلك ذكرنا في هذا المقال طريقة علاج ضيق التنفس بالقران.

علاج ضيق الصدر بالقران

بالطبع نستطيع علاج ضيق للتنفس بالقران وأيضًا نستطيع معالجة النفس والصدر وهذا يتم عن طريق أمران مهمان وهما (السجود والتسبيح)، حيث يمر الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة بالكثير من الأزمات وربما بعضها تؤثر على نفسيته ويصبح غير متزن.

أو يصاب بالاكتئاب أو حتى تراوده فترة حزن طويلة، ولهذا السبب أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أن نلجأ الى كتاب الله تعالى في جميع أمورنا السيئة والجيدة، بحيث يكون تقرب الإنسان من خالقه هو إخلاء القلب من الهموم والأحزان المسيطرة عليه.

وإن وقت السجود هو أكثر وقت يشعر فيه العبد من قربه لخالقه، بحيث يتلو في السجود آيات قرآنية، يشعر بها أنه قد استفاد من علاج ضيق التنفس بالقران وأن ما يثقل كاهله من هموم باشر بالزوال.

شاهد من هنا: علاج تسارع دقات القلب وضيق التنفس

علاج ضيق الصدر بالسجود

كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم(وكنْ معَ السَّاجدين).

السجود هو حالة خشوع تام أمام الخالق، يتمثل في انحناء الرأس.

وهو تقرب من الإنسان لخالقه طالبًا ما يرجوه من الله، راجيًا المغفرة.

إذ تكون فترة لقاء العبد مع خالقه في الصلوات الخمس يناجي فيها العبد ربه.

ويكون الخشوع شرط ضروري لصحة الصلاة.

لقد وضح لنا علماء الفقه بأن السجود ينقي النفس من الذنوب ويخلصها من الآلام والمتاعب.

ويصبح عندها العبد في حالة من السكينة والهدوء.

ما هو السجود؟

في الظاهر يبدو السجود بأنه انحناء وتذلل أمام الخالق سبحانه وتعالى.

ولكنه في الحقيقة ارتفاع منزلة العبد عند خالقه، وينال الدرجة الرفيعة في الآخرة.

فعند كل سجدة يسجدها العبد تكفر عنه الذنوب وتمحى له الخطايا، ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل السجود في قوله(عليك بكثرة السجود لله؛ فإنك لا تسجد لله سجدًة.

إلا رفعك الله بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة)، [أخرجه مسلم]، والسجود من أكثر الطرق الفعالة للاستفادة من علاج ضيق التنفس بالقران

علاج ضيق التنفس بالتسبيح

التسبيح هو ذكر الله بشكل دائم على لسان العبد، وهذا يطهر قلبه، وينزل عليه السكينة، ويبعده عن السوء والأذى.

وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحجر《ولقدْ نعلمُ أنكَ يضيقُ صدرُكَ بما يقولونَ فسبحْ بحمدِ ربِّكَ وكنْ منَ الساجدينَ》، فقد أمرنا الله تعالى في هذه الآية بالمداومة على التسبيح حيث أنه يزيل ضيق الصدر وثقله ويستبدله بالرضا والطمأنينة.

التسبيح هو ملجأنا للتخلص من الأوجاع، وليس له زمان أو مكان معين، ويستطيع العبد أن يذكر خالقه في كل وقت وعند كل زمان ومكان، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم《 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان الى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم》.

وهذا يعني أنه عندما يسبح الإنسان تمحى ذنوبه، ويصبح إنسان ورع تقي، وذكر الله بعد أداء كل صلاة هي عبادة يؤجر عليها العبد.

ويعفو الله بها عن جميع الخطايا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم《من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر》. رواه البخاري.

وحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن أكثر الطرق المحببة للمناجاة.

حيث أنه كان يجلس برفقة الصحابة وقام أحدهم بسؤاله عن أفضل الكلام مع الله تعالى فقال 《 ألا أخبرك بأحب الكلام الى الله فقال إن أحب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده》 رواه مسلم.

وقد سأل أحد الصحابة في يوم من الأيام عن أفضل الأذكار التي تقرب العبد من خالقه.

فرد النبي صلى الله عليه وسلم وقال (ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده) رواه مسلم.

اقرأ أيضًا:علاج ضيق التنفس في البيت بطرق مختلفة وأسبابه

الرقية الشرعية لضيق التنفس

بالطبع لم يخلق الله تعالى مرض أو وجع دون دواء، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ما هو علاج لكل الآلام والأوجاع وضيق التنفس.

بآياته التي تبعد الهم عن الصدر، وسنذكر هنا طريقة الرقية الشرعية، والطريقة الصحيحة لعلاج ضيق التنفس بالقران وهي كالتالي:

  • لكي تتحقق الرقية؛ من الواجب إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
    • وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من الواجب قبل الشروع بالرقية الشرعية.
    • بأن يتخلص الإنسان من كل الذنوب والآثام.
  • التزام العبد بإقامة كل فرض على وقته، مع المداومة على قراءة القرآن.
    • لما له من تخليص العبد من الهموم والوسواس المزعجة.
  • الرقية الشرعية مكونة من آيات وأدعيه يقوم المسلم بقراءتها على نفسه.
    • أو أن يجعل رجل صالح يضع يده على رأس المريض وأن يقرأ عليه ما تيسر من القرآن.
  • في بداية الرقية الشرعية يكون الدعاء مثل دعاء (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماوات وهو السميع العليم)، ثلاث مرات.
  • يضع الشخص يده على الصدر بغية إزالة الهموم والأوجاع.
    • من ثم يشرع بقراءة سورة الفاتحة والمعوذتين.
    • وكذلك ما تيسر له من سورتي البقرة وآل عمران.
    • بالإضافة الى سورتي الإخلاص والكافرون.
  • وهنا يعيش الشخص هذه الجلسة الروحانية التي تكون مملوءة بذكر الله تعالى وسيرة رسوله الشريفة، والأدعية التي هي دواء للقلب.
  • إن دوام طاعة العبد لخالقه، تجعل من عبدًا صالحًا تقيًا، خاليًا من الذنوب والمعاصي.

علاج ضيق الصدر بالعبادة

عند علاج ضيق التنفس بالقران يجب أن يتحقق جانب أساسي ألا وهو العبادة، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة《 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين》، والعبادة هي الالتزام بأوامر الله تعالى جميعها.

وهذا لا يعني الالتزام بالأمور الظاهرية فقط، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج.

ولكن العبادة تكمن في الأمور الأساسية التي قامت عليها العبادة.

حيث أن القيام بأعمال مثل إماطة الأذى عن الطريق.

ومساعدة الناس، وكنس الطريق، كلها عبادات، وكل أمر تساعد الناس ويأتي بالنفع لهم هو عبادة.

وكما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يستمر في العبادة، بأن يجعلها في جوانب حياته.

وألا تخلو لحظة واحدة من لحظات حياته دون عبادة.

حتى أن يأتي أمر الله الذي لا يمكن أن يختلف عليه البشر ألا وهو(الموت).

وهنا يجب ألا يتوقف العبد عن عبادة الله تعالى حتى يموت.

شاهد أيضًا: أسماء ادوية لعلاج ضيق التنفس والكتمه

وفي النهاية لا يوجد هنالك إنسان واحد لم يعاني من ثقل وضيق الصدر، ولكن العبد الصالح المؤمن يستطيع التخلص من هذا الهم بالعبادة والسجود والتسبيح.

وأن يكون علاج ضيق التنفس بالقران الكريم نافعًا بالنسبة له، وأن يتمتع بإخلاص النية والعمل الصالح، وأن يطلب بشكل دائم العفو والمغفرة عن الذنوب، لأنه لا يوجد إنسان لم يرتكب ذنوب في حياته.

مقالات ذات صلة