علاج السرقة عند الأطفال في الإسلام

علاج السرقة عند الأطفال في الإسلام، من الأمور الهامة التي قد تواجهها الأسر بمختلف الأوساط، لكونها من العادات السيئة التي قد يكتسبها الطفل لعدة أسباب، وسوف نتعرف على ذلك بشكل مستفيض عبر موقع مقال mqall.org.

علاج السرقة عند الأطفال في الإسلام

لقد أوضح الإسلام طرق علاج السرقة عند الأطفال، وفقا لمجموعة من النقاط، نتعرف عليها فيما يلي:

أولاً: أنواع علاج السرقة عند الأطفال في الإسلام

طرق العلاج الإيمانية

  • هو ذلك العلاج الذي يعتمد على العلاقة بين سلوك السرقة وما ينقص من الإيمان.
  • فيما يعبر عن ضرورة توجيه الطفل وإرشاده إلى أن ذلك الفعل يقدح من إيمانه، وأن استمراره في السرقة فذلك يزعزع عقيدته وإيمانه.
  • مع الإشارة إلى كراهية الله -تعالى- لمن يسرق ويستحوذ على ممتلكات غيره بغير حق.
  • بذلك يتم إدراك الطفل وتنمية وعيه إلى ضرورة تخلصه من ذلك السلوك السيئ، بل ويتقرب من الله -تعالى-، حتى يحبه المولى.
  • ومما يحفز على اتباع ذلك العلاج ما ورد عن عبادة بن الصامت قوله: (كنَّا عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى الله عليه وسلَّمَ- في مَجْلِسٍ، فَقَالَ: بَايِعونِي علَى أنْ لا تشْرِكوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقوا).
  • وهنا يتضح من الحديث الشريف أن رسولنا الكريم، قد ربط بشكل مباشر النهي عن السرقة بالنهي عن الشرك، بل جعلهما مقترنان، وذلك بغرض معرفة آثار ذلك الفعل المشين.

العلاج السلوكي العملي

  • يقصد به حصول الطفل على العديد من الأساليب والإجراءات التي من شأنها ترسيخ سلوك الأمانة لديه.
  • حيث تساهم بشكل فعال في القضاء على سلوك ذلك الفعل.
    • وذلك من خلال الاقتداء بالمواقف والأشخاص الآخرين، وفي ضوء ذلك فقد ذكرت الآيات القرآنية بقوله تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكمْ فِي رَسولِ اللَّهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
  • وبالطبع لابد من رؤية الطفل أبويه والمحيطين كمثال للأمانة، وأن يظهرون له ضرورة التحلي بالأمانة وأيضا عدم قبول الرشوة، وكافة ما يتعلق بذلك الأمر.

اقرأ أيضا: شروط تطبيق حد السرقة في الإسلام

أساليب علاج السرقة عند الأطفال في الإسلام

اتخاذ مبدأ الثواب والعقاب

  • من المبادئ التي لابد من اعتياد الأطفال عليها، حيث تعد من أساسيات التربية السليمة السوية.
  • كما يندرج ضمن أبرز الأساليب الفعالة التي تدعم القضاء على سلوك السرقة لدى الطفل.
  • ومما لا شك فيه أن الاختيار للتوقيت الملائم للعقاب يعد من أهم النقاط التي لابد من التأكيد عليها ومراعاتها.
  • هذا إلى جانب ألا نغفل عن الثواب في حالة التصرفات الإيجابية التي تصدر من الطفل.
  • وما يدعم ذلك الإجراء في التخلص من سلوك السرقة، ما رواه جابر بن عبد الله: (أنَّ امْرَأَةً مِن بَنِي مَخْزومٍ سَرَقَتْ، فَأتِيَ بهَا النبيّ -صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ-، فَعَاذَتْ بأمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ -صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ-، فَقالَ النبيّ -صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ-: وَاللَّهِ لو كَانَتْ فَاطِمَة لَقَطَعْت يَدَهَا، فَقطِعَتْ).
  • مما سبق يتضح أن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- اعتمد على استخدام أسلوب العقاب ولكن بما يتوافق لحجم الجرم، وذلك بغرض إصلاح الفرد والمجتمع.

سرد القصص المؤثرة

  • يوجد العديد من القصص التربوية التي تعتمد على تعليم الأطفال المفاهيم السليمة والسلوك الحسن.
  • حيث يمكن سرد القصص المؤثرة التي تعد من ضمن الأساليب التربوية التي ترتكز عليها التربية الإسلامية.
  • وذلك من أجل تقويم سلوكيات الأطفال وترشيد أفعالهم.
  • وبذلك يتضح تأثير سرد القصص، لكونها تعمل على تحريك مشاعر وعواطف الأطفال الداخلية وتحفز لديهم الهمم ليكونوا أفضل.
  • كما يمكن سرد باقة متنوعة من القصص سواء التاريخية أو النبوية التي توضح الجانب السلبي للسرقة والجانب الإيجابي للإقلاع عنها.

كما يمكنكم التعرف على: السلوك العدواني عند الأطفال

إرشادات تربوية لعلاج السرقة عند الأطفال

يهتم علماء النفس بدراسة نفسية الطفل، لذا فقد وضعوا مجموعة من الإرشادات التربوية التي تعالج السرقة عند الأطفال، ونوضحها فيما يلي:

  • العمل على توفير احتياجات الطفل الأساسية بشكل عام، وغيرها من المتطلبات.
  • لابد من الحفاظ على ممتلكات الطفل الخاصة واحترامها.
  • ضرورة توجيه الطفل من حيث العقاب الديني والدنيوي للسارق، وتوضيح ما يجهله الطفل من مساوئ تنتج عن ذلك السلوك.
  • تجنب تأنيب الطفل عندما يفعل ذلك السلوك، وذلك من أجل تفادي تكرار تلك الأفعال.
  • تقديم الدعم والمحفزات للطفل حينما يبدأ في الابتعاد عن السرقة، وذلك لتحفيزه على اتباع السلوك السوي.
  • في حالة ملاحظة الأبوين أن طفلهم بالفعل معتاد على السرقة، فلابد من توجيهه من أجل إرجاع ما قام لسرقته لصاحبه والاعتذار له، علاوة على تقديم هدية لما فعله من إرجاع الحقوق والاعتذار.
  • لابد من محاولة توصيل الحب والحنان للطفل، واحتوائه حتى لا يلجأ للسرقة كنوع من التعويض لما ينقصه لإرضاء نفسه.
  • يمكنك إبعاد طفلك عما يصاحبه من أصدقاء سوء يدفعونه لفعل تلك السلوكيات.
  • تشجيع الطفل على المناقشة والحوار للتعرف على ما يكمن بداخله.

كما يمكنكم الاطلاع على: تعديل سلوك الطفل السارق

مفهوم السرقة عند الأطفال

فهم السرقة عند الأطفال يمكن أن يختلف باختلاف الأعمار والثقافات والبيئات. في العموم، يمكن تعريف السرقة عند الأطفال بأنها أخذ شيء ملك للآخرين دون إذنهم، وذلك بغرض الاستيلاء عليه أو الاحتفاظ به دون إعادته.

في سن الطفولة المبكرة، قد يكون فهم السرقة لدى الأطفال ضعيفًا، حيث قد يكونون غير قادرين على فهم مفهوم الملكية أو عواقب أفعالهم. ومع مرور الوقت وزيادة نضجهم، يمكن للأطفال أن يطوروا فهمًا أكبر لمفهوم السرقة وأثرها.

أسباب السرقة عند الأطفال

هناك عدة أسباب قد تدفع الأطفال إلى السرقة، ومن أبرز هذه الأسباب:

  • نقص الإشباع الاجتماعي والعاطفي: قد يلجأ الأطفال إلى السرقة كوسيلة لجذب الانتباه إليهم أو للشعور بالانتماء إلى مجموعة معينة.
  • التأثر بالبيئة: قد يتأثر الأطفال بالمحيط من حولهم، مثل الأصدقاء أو أفراد العائلة، الذين يمارسون أنماطًا غير سوية مثل السرقة.
  • نقص الرقابة والتوجيه: في بعض الأحيان، قد يقوم الأطفال بالسرقة بسبب عدم وجود رقابة أو توجيه من الأهل أو المربين، مما يجعلهم يقعون في الأخطاء دون توعية بالنتائج.
  • الرغبة في الحصول على أشياء موادية: يمكن أن يدفع الأطفال رغبتهم في الحصول على ألعاب أو أشياء موادية أخرى دون القدرة على شرائها إلى ارتكاب السرقة.
  • مشاكل عائلية: قد يعاني الأطفال من مشاكل عائلية مثل العنف أو الإهمال، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية ارتكابهم للسرقة كوسيلة للتعبير عن تلك المشاكل.
  • التأثر بوسائل الإعلام: قد يتأثر الأطفال بمشاهد السرقة في الأفلام أو التلفزيون، مما يجعلهم يعتقدون أن السرقة أمر طبيعي أو مقبول.

عقوبة الطفل السارق في الإسلام

حد السرقة له شروط، وفيما يلي سنذكر الشروط المتعلقة بالطفل الذي يسرق:

توفر شرط الأهلي في السارق

يجب تحقيق شرط الأهلية في السارق كالعقل والبلوغ ومعرفة أن السرقة فعل محرم في الشرع، فالطفل والمجنون مرفوع عنها القلم في الإسلام، حيث قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل).

اشتراك الطفل مع جماعة في السرقة

يقول أبي حنيفة وزفر أنه في حالة اشتراك الطفل في سرقة مع جماعة لا يكون هناك حد عليهم جميعًا، واستدلوا بذلك أن السرقة واحد في حالة حدوثها بشكك جماعي بين أشخاص وجب عليهم الحد وأشخاص لم يوجب عليهم الحد كالطفل أو المجنون أدى بذلك إلى إسقاط الحد وإخراج الأشياء المسروقة.

إخراج المسروق

في حالة إخراج المسروقات ممن الطفل أو المجنون فإن الحد يسقط عنهم جميعًا، وفي حالة إخراج غيرها يتم الطقع لأن الإخراج هو أساس السرقة.

شرط العقل والبلوغ

شرط أن يكون السارق عاقل وبالغ لإقامة حد السرقة به اتفاق بين العلماء عنه والصبي لم يبلغ بعد.

السرقة من أموال الأبوين

يقول علماء المالكية ان في هذه الحالة يتم تطبيق حد السرقة، إلا أن البعض قال لا ينبغي تطبيق الحد لأن الإبن يُصرف عليه من أموال والديه عادةً، ويحق أن يُنفق عليه من أموالهم.

أسئلة شائعة حول السرقة عند الأطفال

ما هو تعريف السرقة عند الأطفال؟

السرقة عند الأطفال هي أخذ شيء ملك للآخرين دون إذنهم.

ما هي العواقب المحتملة للسرقة؟

من بين العواقب المحتملة: فقدان الثقة، المشاكل القانونية، العقوبات الخاصة بالمدرسة أو البيت، وتأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية.

كيف يمكن تجنب السرقة؟

يمكن تجنب السرقة عن طريق تعلم أهمية احترام ممتلكات الآخرين، والتفكير في عواقب الأفعال قبل القيام بها، والبحث عن طرق أخرى للحصول على ما يريده الطفل بشكل شرعي.

ماذا يمكن للطفل فعله إذا شعر بالرغبة في السرقة؟

يمكن للطفل أن يتحدث مع شخص موثوق به، مثل والديه أو معلمه، ويطلب المساعدة في التعامل مع مشاعره والبحث عن طرق لتلبية احتياجاته بطرق إيجابية.

ماذا يمكن للأهل والمعلمين فعله لمنع السرقة؟

يمكن للأهل والمعلمين توفير بيئة داعمة تعلم القيم والأخلاق الصحيحة، وتعزيز الحوار المفتوح حول السلوكيات الصحيحة والخاطئة، وتقديم النماذج الإيجابية للسلوك.

ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأصدقاء في منع السرقة؟

يمكن للأصدقاء دعم بعضهم البعض في احترام ممتلكات الآخرين، وتشجيع بعضهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، والإبلاغ عن أي سلوك غير ملائم.

مقالات ذات صلة