موضوع تعبير عن الجامع الأموي

أطلق على كثير من المساجد اسم الجامع الأموي، فهذا الاسم يُطلق على الكثير من المساجد الموجودة في دول العالم الاسلامي، فهناك مسجدًا بمدينة دمشق في سوريا يدعى المسجد الأموي، واخر بمدينة حلب، واخر بعمان، وأخر بالأردن، واخر بالعراق.

ولكن المسجد الاموي الأكثر شهرة والذي نقصد الحديث عنه في هذا الموضوع هو الموجود بمدينة دمشق والمعروف باسم جامع بني أمية الكبير، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن هذا المسجد العظيم مميزاته وتاريخ بناءه.

المسجد الأموي

الجامع الاموي هو من أكبر الجوامع في الدول الإسلامية ورابعهم من حيث الشهرة بعد مساجد الله المعروفة والمشهورة وهم مسجد الله الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الاقصى.

ويقع الجامع الأموي بوسط المدينة السورية دمشق القديمة، وهي الاقدم في المدن المأهولة والاقدم من حيث تاريخ العواصم، وهذا المنطقة مُدرجة ضمن اللائحة التراثية العالمية.

وقد قاموا ادباء وشعراء ورحالة العصور القديمة السابقة بمدح ووصف الجامع الاموري وذلك اثناء زيارتهم لمدينة دمشق.

وقد قال المؤرخ صاحب الجنسية اللبنانية “فيليب” أن العمارة الخاصة بالجامع الاموي لسوريا بالامتياز حينما قال: ” المسجد الاموي عمارته تمثل ثناعة أهلية سورية وليس من الفنون اليونانية او البيزنطية”.

شاهد أيضًا: معلومات نادرة عن المسجد الأقصى

تاريخ المسجد الأموي

يرجع التاريخ الخاص بالمسجد الأموي أو بالأدق التاريخ الخاص بالبناء الذي أُقيم عليه الجامع إلى قبل الميلاد بما يساوي ألف ومائتي عام.

وذلك عندما كانت المدينة الدمشقية عاصمة لدولة آرام دمشق وهي احدى ممالك آرامية، حيث كان الآراميون يقومون بعبادة إله حدد الآرامي أو إله بعل في هذا العصر، وهو الإله الامطار وللرعد وللخصب حسب ما كانوا يعتقدون.

وفي هذا العصر قاموا بإقامة المعبد الخاص به بالمنطقة التي تتميز بالارتفاع عن سطح الارض بشيء قليل.

ولا يتوفر التصور الدقيق عنه إلا أن المؤكد من الاقوال التي قالها مؤرخي وباحثي هذا العصر أنه كان متوافقًا مع النماذج للمعابد الخاصة بالكنعانيين الساميين التقليديين، والذي يتشابه كثيرًا مع المعبد الخاص بالقدس.

وقيل إن هذا المعبد كان متألفًا من الساحة المحافظة بالسور وفيها الغرفة الصغيرة كمكان للعبادة، ويتواجد في المتحف الخاص بدمشق حجرًا واحدًا من الحجار المتبقية بالمعبد الآرامي والذي يرجع أصله لحكم الملك المعروف بحزائيل، واستمر هذا المعبد في قيامه بالدور الأساسي له لعدة قرون.

وبعد غزو المدينة السورية دمشق على يد الروم عام 64 م تم التحويل للمعبد الآرامي لمعبد الآ إله جوبيتر، وتمت توسعته لتكوينه من جديد، وذلك بواسطة المهندس المعماري الدمشقي هو أبولودوروس والذي كان تحت اشرافه أيضًا، وقاد حاز المعبد على إعجاب الجميع بشكل كبير حينها.

وبسبب مركز المعبد الخاص بجوبيتر المهم تم تحويله للسلطة التشريعية الدينية بالمنطقة، وقد تم توسعته أيضًا والإضافة إليه بشكل كبير ومستمر وذلك خلال حكم الروم الأول.

وبنهاية القرن الـ 4 ميلاديًا وفي عقد امبراطور الروم تيودوس الأول تقريبًا تم تحويل هذا معبد جوبيتر إلى الكنيسة التي تدعى كنيسة القديس يوحنا، والذي استمر وجود ضريحه بداخل المسجد حتى الأن، بالإضافة إلى استمرار وجود الآثار الخاصة بالمعبد الباقية حتى يومنا هذا.

شاهد أيضًا: اين يقع المسجد الازرق في اسطنبول

بناء المسجد الأموي

بعد تمكن المسلمين من فتح المدينة السورية دمشق عام 634 م بقيادة خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، تم تحويل نصف الكنيسة الخاصة بيوحنا المعمدان لمسجد أو لمصلى خاص بالمسلمين، فقد قام خالد بن الوليد بفتح النصف الشرقي لمدينة دمشق جبرًا باستخدام السيف.

أما أبو عبيدة فتمكن من فتح غرب دمشق بالصلح، ولهذا فاتفق الناس على أن يتم تحويل نصف كنيسة يوحنا إلى جامع ليصلي فيه المسلمون.

وكان أبو عبيدة بن الجراح أول من قام بالصلاة بالبقعة الشرقية من المسجد، والتي تدعى المحراب الخاصة بالصحابة، والذي كان يدخله اصحاب الديانة المسلمة واصحاب الديانة المسيحية من نفس الباب الواحد.

وعند تولية معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين قام ببناء القصر الخاص بالإمارة بجانب الجامع من الجهة الجنوبية، وجعل في هذا الجامع القبة الخضراء الخاصة به.

واستمر المعبد على هذا الحال منقسمًا إلى نصفين متساويين بين الاقوام المسلمة والاقوام المسيحية حتى وصول عبد الملك بن مراون لخلافة المسلمين.

وفي عهد خليفة المسلمين الأموي السادس عبد الملك بن مروان تزايد اعداد المسلمين حتى اتسم مسجدهم بالضيق، ليقوم الخليفة الأموي عبد الملك بإصدار قرار هدم النصف الأخر من المعبد والذي كان مخصصًا للمسيحيين.

وفي مقابل ذلك سمح لهم في بناء كنائس اخرى مثل كنيسة مريم، وكنيسة المصلبة المتواجدة بداخل الباب الشرقي، والكنيسة تل جبن، والكنيسة الحميد بن درة.

وفي عام 706 م صدر الامر من خليفة المسلمين للمهندسين وللصناع بالبداية في بناء الجامع في الجزء المهدوم من المعبد الذي كان مخصصًا للكنيسة للمسحيين وفي الجزء الذي كان مصلى للمسلمين أيضًا.

وقد أشرف خليفة المؤمنين على بناء الجامع بذاته، وتم استبدال المخطط الخاص بالبناء بشكل كامل حتى يصبح من المعالم الكبيرة للمدينة السورية دمشق، وانتهى البناء للجامع الأموي في عام 715 م بعد وفاة عبد الملك بن مروان بوقت قليل.

وبالجدير ذكره أن بناء المسجد الأموي قد استمر لما يقرب من عشرة أعوام.

خصائص المسجد الأموي

عندما نوى خليفة المسلمين عبدالملك بن مروان أن يبني الجامع الأموي قام بتجميع أمهر الصناع من الهند والفرس بالأعداد الكبيرة، كما قام بجلب من الدولة البيزنطية ما يقرب من 100 من المهندسين والفنانين اليونانيين ليعملوا على بناء هذا الجامع العظيم، حتى تمكنوا من بناءه في ازهى اشكاله.

فقاموا بتزيين سقوفه بالزينة، بالإضافة إلى جدرانه وفسيفساءه الملونة بالألوان المبهجة، ومن خصائص جامع بني أمية الكبير بدمشق أنه الجامع الأول الذي يحوي المحراب والحنية في داخله، وذلك استلهامًا من الشكل الذي كانت عليه الكنيسة الخاصة بيوحنا المعمدان أو نبي الله يحيي – عليه السلام -.

فيما تعد المئذنة الشمالية الخاصة بالجامع الاموي والتي تم بناءها بعهد عبد الملك بن مروان هي المنارة المستخدمة للمدينة الدمشقية، ومن بعدها وبسببها انتشر انماط المئذنة التي على شكل مربع لسائر المساجد والجوامع المنتشرة في جميع انحاء الدول الاسلامية.

فيما يشكل الفناء بالمسجد الأموي القسم الأكبر منه وهو القسم الموجود بالشمال، أما حرم المسجد فيوجد بالمنطقة الجنوبية منه، فيما يعد الشكل الخاص بأرضية المسجد هو الشكل المستطيلي، الذي يعد يصل طوله إلى مائة وستة وخمسين متر وعرضه سبعة وتسعين متر، ويدور حوله أربعة من الجدران الخارجية.

المسجد الاموي عبر العصور

تم إضافة العديد من الاشياء للمسجد الأموي بعد الانتهاء من بناءه في العصور الأموية حتى يزداد جمالًا وروعة وخصوصًا في العصور العباسية، وذلك بعدما سقطت الدولة الأموية وبعد وصول العباس للخلافة، وهذه الاضافات تتمثل في النقاط التالية:

قبة الخزنة

وهي التي تم انشائها في الخلافة العباسية عام 789 م، وتم بناءها لتستخدم في حفظ الأموال الخاصة بالمسجد، لتتحول بعد ذلك لمكتبة للكتب الثمينة والمخطوطات المهمة للمسجد.

قبة الوضوء

تم انشاء قبة الوضوء اثناء الخلافة العباسية، لكنها انهارت عام 1759 م، وفي الخلافة العثمانية تم تجديدها بأمر الوالي على الخلافة العثمانية حينها، ويعد موقع هذه القبة بوسط فناء المسجد.

قبة الساعات

وهي التي تم انشاءها اثناء الخلافة العثمانية، ويعد موقعها بالجهة الشرقية للفناء الخاص بالمسجد، وتم تسميتها بهذا الاسم بسبب انتقال السعات التي كانت على الباب الخاص بالمسجد إليها.

شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن المسجد النبوي

وفي نهاية الموضوع وبعد أن قمنا بسرد معلومات قليلة عن الجامع الأموي أو بما يسمى باسم جامع بني أمية الكبير، عليكم فقط مشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة