ما هي المصلحة المرسلة؟

ما هي المصلحة المرسلة؟ سؤال يتبادر على ذهن المسلمين الذين يستمعون لهذا المصطلح، والمصلحة هي الصلاح والمنفعة، وهي كاصطلاح تطلق على حفظ الشريعة ومقاصدها، مثل حفظ الدين، العقل، النفس.

أو بالأصح كل ما فيه مصلحة، أنا كلمة المرسلة فتشير إلى المصالح الذي لم يبين الشرع حكم قطعي لها، وفيما يلي معلومات أكثر في مقالنا عبر موقع mqall.org.

ما هي المصلحة المرسلة؟

باختصار المصلحة المرسلة تعريفها في الاصطلاح، هي المصلحة التي ليس لها حكم معيّنٍ في الشرع، وتفتقر إلى الدليلٍ الشرعيّ الذي يبقيها أو يلغيها، وفيما يلي عرض لأنواع المصالح عامة

  • المصالح المعتبرة: وهي المصالح التي أقرها وحكم لها بالبقاء، وأمر بها وحثّ على فعلها، ومن أمثلتها: الزواج، الصيد، القيام بالسفر.
  • المصالح المحرّمة: وهي المصالح التي يرفضها الشرع لأنها حرام، مثل: الرّبا، والقمار.
  • المصالح المرسلة: وهي المصالح التي لم يأتِ يقول لنا المشرع عنها شيء، بل سكت عنها، ومن أمثلتها: معاقبة المجرمين، نظام الدواوين، وغيرها.

شاهد أيضا: حقوق الراعي والرعية

هل المصالح المرسلة لها حجية شرعية؟

يمكننا القول أنه بالفعل المصالح المرسلة تمتلك الحجية الشرعية، وبعدما أجبنا عن سؤال ما هي المصلحة المرسلة؟، نوضح حججها في الشرع:

  • المصالح المرسلة واحدة من الأدلة الشرعية التي يستند عليها الفقهاء في إعطاء أحكامهم الشرعية.
  • تعتبر دليل وحجة وثابتة طالما توافرت شروطها.
  • ولكن علينا العلم أن هناك خلاف فقهي حولها بين الفقهاء، وذلك لأن المصلحة المرسلة قد تكون دليل شرعي مستقل أو غير مستقل.

وجهة نظر الحنفية والشافعية في المصلحة المرسلة

اتفق المذهب الشافعي مع المذهب الحنفي حول المصلحة المرسلة، وفيما يلي عرض لوجهة نظرهم عنها:

  • المصالح المرسلة لا تعتبر دليل شرعي مستقل.
  • المصالح لدى الشافعية والحنفية هي ما جاء في القرآن الكريم.
  • كذلك المصالح عندهم ما نصت عليه السنة النبوية والإجماع الفقهي.
  • أما ما دون ذلك فيخرج عندهم من إطار المصالح.
  • فهم يرون أن اعتبار هذه الأمور مصالح يفتح الباب أمام أصحاب الأهواء والمنافقين، فيصيفون إلى المصالح ما يتماشى مع هوى أنفسهم.

وجهة نظر المالكيّة والحنابلة في المصلحة المرسلة

أما أصحاب المذهب المالكي والحنبلي فلهم وجهة نظر مختلفة حول المصلحة المرسلة، ونوضح وجهة النظر هذه فيما يلي:

  • المصالح المرسلة لديهم دليل مستقل بذاته.
  • لا تحتاج المصالح المرسلة دليل عليها من أجل اعتبارها.
  • اعتماد المصالح المرسلة لديهم يعتمد على ما تقدمه من نفع لعموم الناس، وكذلك لكونها قد تدفع عنهم الضرر.
  • كذلك المصلحة المرسلة قد تكون لسد الذرائع.
  • وعلى ذلك هم يرون أن مصطلح المصلحة المرسلة تتعدد حوله الآراء، فكل فئة قد تجد فيه ما يتناسب مع المصلحة.
  • ولكن بالطبع المصلحة المرسلة لديهم لا تخرج عن مقاصد الشرع.

اقرأ أيضا: الفرق بين فرض العين والكفاية

شروط المصلحة المرسلة

العمل بالمصلحة المرسلة واعتبارها مصدر مستقل من مصادر الشريعة، له عدد من الشروط المختلفة، والتي لابد من الاحتجاج بها، وتلك الشروط هي:

  • أن تكون المصلحة المرسلة حقيقة وتقدم النفع للبشر الذين يحتجون بها.
  • تساهم المصلحة في رفع الضرر الواضح الظاهر غير الوهمي.
  • ألا تتعارض المصلحة مع الأحكام الشرعية التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع.
  • أن تكون المصلحة المرسلة في صالح عموم المسلمين أو أكثريتهم.
  • لا يمكن الأخذ بالمصلحة المرسلة لو كان مصلحة شخصية تحقق النفع لعدد قليل من العباد.
  • المصلحة المرسلة التي تخص طائفة بعينها لا حجية عليها ولا تقبل وفق الشرع الإسلامي.

مواقف الفقهاء المختلفة من المصالح المرسلة

تعددت مواقف الفقهاء تجاه الأخذ بالمصلحة المرسلة كدليل شرعي، وفيما يلي عرض لبعض من أوجه الاختلاف هذه:

  • البعض قال بأن المنع هو ما يلزم تلك النوعية من المصالح، وفي ذلك كما وضحنا اتفق الشافعية والحنفية، وتبعهم الحنبلي ابن قدامه.
  • البعض الآخر من الفقهاء قالوا بجواز المصالح المرسلة، وأمثلة لهؤلاء الإمام مالك والإمام أحمد والإمام الجويني.
  • وهناك أخرين ذهبوا إلى القول بجواز المصلحة المرسلة، ولكن لها شروط معينة، فلابد أن تكون ضرورية وقطعية، فهنا يجوز العمل بها، أما دون ذلك فهي مرفوضة بالإجماع، وكان هذا رأي الإمام الغزالي.
  • البعض الآخر من الفقهاء قالوا بجواز المصلحة المرسلة شرط أن تكون أن تلائم أصل كلي من أصول الشريعة الإسلامية، ولو كانت تلائم أصل جزئي يجوز هنا البناء عليها.
  • الرأي الأخير نسبه البعض إلى الإمام أبي حنيفة النعمان، والبعض الآخر قالوا بأنه رأي الإمام الشافعي.

هل المصلحة المرسلة ضرورة شرعية؟

نعم هناك تلازم بين المصالح المرسلة والشريعة الإسلامية في بعض من الأمور، ومنها ما يلي:

  • المصالح عامة تبنى على تحقيق مصالح العباد، ودرء المفاسد عنهم سواء في الدنيا أو الآخرة، ولو تحقق هذا الشرط في المصلحة المرسلة أصبحت ضرورة.
  • الشريعة الإسلامية لا تهمل ما كان فيه مصلحة للمسلمين.
  • لا يمكن أن يتغاضى المشرع عن المصلحة لو كانت راجحة، فما كان فيه خير للمسلمين يهتم به الفقهاء.
  • الاجتهاد في المصالح المرسلة يتقرب به الفقيه من الله سبحانه وتعالى.
    • فهذا علم من أعظم العلوم لأنه يراد به سعادة البشر وتقديم ما هو افضل لهم، وهذا هو المقصود الأساسي من الشريعة الإسلامية.

شاهد من هنا: أمثال عن الناس المصلحجية .. حكم عن أصحاب المصلحة

وبذلك أجبنا عن سؤال ما هي المصلحة المرسلة؟ فلا شك أن هذا النوع من المصالح لهو أمر ضروري لعموم المسلمين، وفتح باب الاجتهاد فيها من رحمة الله بالعباد.

فالدين الإسلامي لم يترك صغيرة أو كبيرة من الأمور إلا ووضع لها الشروط والأحكام، ولكن بالطبع تظل المصلحة المرسلة قائمة على صحيح الدين، ولا يمكن أن تخرج عن ما يقتضي عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

مقالات ذات صلة