من هم أهل الكهف

من هم أهل الكهف، تعتبر قصة أهل الكهف من أشهر قصص القرآن الكريم، وأشدها عجبًا، فمن هم أهل الكهف؟ ما هي قصتهم؟ وما هي مظاهر القدرة الإلهية التي تحققت في هذه القصة؟ وما هي الدروس المستفادة من هذه القصة؟ هذا ما سنتعرف عليه بشكل مفصل في هذا المقال عبر موقع mqall.org.

من هم أهل الكهف؟

  • أهل الكهف هم مجموعة من الفتية الرومانيين، الذين فروا من مدينتهم خوفًا على دينهم من بطش وظلم ملك الدولة الرومانية في ذلك الوقت.
  • كان هذا الملك يقتل كل من يعتنق المسيحية ويرفض عبادة الأصنام والأوثان.
  • اختلف المفسرون حول عدد هؤلاء الفتية، لكن الرأي الغالب أنهم كانوا سبعة فتية وكان ثامنهم كلبهم.
    •  حيث قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}.
  • جعل الله -سبحانه وتعالى- من هؤلاء الفتية المؤمنين معجزة إلهية يُضرب بها المثل حتى يومنا هذا، وإلى أن يبعث الله الأرض ومن عليها.
  • وزادهم الله تشريفًا بذكر قصتهم في آيات القرآن الكريم.
  • كما جعل -سبحانه وتعالى- سورة من سور القرآن الكريم تحمل اسمهم وهي سورة الكهف، وجعل الله هذه السورة عصمة للمؤمنين من الفتن.

بعد أن تعرفنا على أهل الكهف، هيا بنا نتعرف على قصتهم.

للتعرف على المزيد: أين موقع أهل الكهف

ما هي قصة أهل الكهف؟

  • تحكي قصة أهل الكهف كما هو مذكور في القرآن الكريم عن ملك ظالم يقوم باضطهاد وقتل كل من يؤمن بالله ويرفض عبادة الأوثان والأصنام.
  • كان هناك سبعة فتية يعتنقون المسيحية ويؤمنون بالله ويرفضون عبادة غيره -سبحانه وتعالى-.
  • قام هؤلاء الفتية السبعة ومعهم كلبهم بالفرار من بطش هذا الملك الظالم.
  • في طريقهم وجدوا كهفًا خاويًا، فقرر الفتية البقاء فيه حتى الصباح.
  • ثم نام الفتية وكلبهم يحرسهم، وبهذا وجد الفتية في هذا الكهف ملجأً لهم من الملك الطاغية.
  • ويشاء الله -سبحانه وتعالى- أن يبقى الفتية نائمين في كهفهم هذا ثلاثمائة عام وتسعة.
  • يخشاهم كل من يقترب منهم، فهم ليسوا بالأحياء النائمين، ولا بالأموات.
  • حاول الملك أن يرسل إليهم من يقتلهم عدة مرات، ولكن هيئتهم المخيفة أخافت كل من حاول الاقتراب منهم.
  • فأمر الملك بإغلاق مدخل الكهف بالحجارة عليهم، حتى يموت الفتية جوعًا وعطشًا.
  • وكان هناك رجلان من اتباع الملك يخفون إيمانهم خوفًا من بطشه.
    • فقاموا بكتابة قصة الفتية وأسمائهم على صحائف مصنوعة من الرصاص، ووضعاها في صندوق نحاسي، وأخفوها داخل الكهف. 
    • وهكذا ظل الفتية في كهفهم نائمين.
  • كانت الشمس تبتعد عن الكهف نهارًا، حتى لا تحترق جلودهم من أشعتها الحارقة.
  • وكانوا يتقلبون يمينًا ويسارًا، حتى لا تأكل الأرض أجسادهم.
  • كأن الله -سبحانه وتعالى- قد سخر الكون بأكمله لحماية هؤلاء الفتية، الذين خرجوا من ديارهم لا يتسلحون إلا بإيمانهم بالله العلي القدير.

تابع ما هي قصة أهل الكهف؟

  • بعد ثلاثمائة وتسعة أعوام يشاء الله -سبحانه وتعالى- أن يستيقظ الفتية من نومهم، فرد الله إليهم أرواحهم مرة أخرى.
  • فاستيقظوا وهم يتساءلون كم لبثوا في نومهم هذا، واعتقدوا أنهم ناموا عدة أيام فقط.
  • فأرسلوا أحدًا منهم يحضر لهم بعض الطعام.
  • وكان عهد الملك الظالم قد ولى، وبدأ عهد ملك جديد يُدعى ثيودسيوس. 
    • فسادت الديانة المسيحية في البلاد.
  • فلما خرج الفتى من الكهف وجد المدينة قد تغيرت، ولكنه ظن أنه مخطئ وأن هذا من تأثير النوم المتواصل لعدة أيام.
  • فذهب إلى السوق ليشتري الطعام، وأخرج النقود من جيبه ليدفع ثمنه، فلم يتعرف أحد من الباعة على هذه العملة الغريبة عليهم.
  • فهذه العملة لم تعد متداولة، حيث إن عمرها ثلاثمائة وتسعة أعوام.
  • لكن الفتى أقسم على أنه قد أشترى بها طعامًا منذ أيام، فكيف لها أن تصبح غير متداولة ولم يتعرف أحد عليها؟
    • فاحتار الناس في أمره وقرروا أن يذهبوا به إلى الملك.
  • ذهب الفتى إلى الملك وقام بسرد قصته هو وأصحابه، ففرح الملك بهذا الانتصار للمسيحية، حيث كان هناك من يشكك في المسيحية وفكرة البعث بعد الموت.
  • فأخذهم الفتى إلى الكهف، ليروا أصحابه و يتأكدون من صدق قصته.
  • فذهب الناس إلى الكهف ووجدوا الفتية، كما وجدوا اللوح المكتوب عليه أسماءهم وقصتهم، فتأكدوا من صدق القصة العجيبة.
  • ثم قبض الله أرواح الفتية المؤمنين حينها، بعد أن شاهد الناس جميعًا المعجزة الإلهية المتمثلة في هؤلاء الفتية. 
  • وأخذ الناس يتناقلون هذه القصة العجيبة عبر الأزمنة المختلفة.
  • حتى سأل أهل قريش النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن قصة أهل الكهف، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- عليه آيات سورة الكهف التي تحكي قصتهم.

اخترنا لك أيضا: اسم كهف أهل الكهف

مظاهر القدرة الإلهية في قصة أهل الكهف

تتعدد وتختلف مظاهر القدرة الإلهية في قصة أهل الكهف، وهي كالآتي:

  • قام الله -سبحانه وتعالى- بتعطيل حاسة السمع عند الفتية، حتى لا يوقظهم أي صوت من الأصوات المحيطة بهم، حيث قال -سبحانه وتعالى- {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}.
  • حيث إن حاسة السمع تختلف عن حاسة البصر فهي لا تتوقف بنوم الإنسان. 
  • كان الفتية يتقلبون باستمرار، حتى لا تتآكل أجسادهم، أو يُصابون بأي مرض جلدي قد ينتج عن النوم المستمر لفترة طويلة.
  • كانت الشمس تبتعد عن الكهف وقت الظهيرة، حتى لا تحترق أجسادهم، ولكنهم كانوا يستفيدون من أشعتها وقت الشروق ووقت الغروب، حيث قال -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} 
  • كانت هناك فتحة في الكهف تقوم بتهويته، حتى لا تتعفن أجسادهم داخل الكهف المغلق.
  • جعل الله -سبحانه وتعالى- هيئة الفتية مخيفة لكل من يقترب منهم، حتى لا يلحق بهم أي أذى، حيث قال -سبحانه وتعالى- في سورة الكهف {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.
  • كما تعد المعجزة الأكبر، أن الله -عز وجل- قد قبض أرواحهم ثم أعادها إليهم من جديد بعد ثلاثمائة وتسعة أعوام، وهم ما زالوا على هيئتهم ولم يتقدم بهم العمر.

الدروس المستفادة من قصة أهل الكهف

تحمل قصة أهل الكهف في طياتها الكثير والعديد من العبر والدروس المستفادة، ومنها الآتي:

  • تحمل قصة أهل الكهف رسالة هامة، ألا وهي أن بالإيمان تتحقق المعجزات.
  • حيث خرج الفتية من مدينتهم متسلحين بإيمانهم بالله، وكان ذلك كافٍ لحمايتهم.
  • من يؤمن بشيء لا بد وأن يدافع عن هذا الشيء ويتحلى بالصبر والإيمان، حتى ينصره الله -عز وجل-.
  • لابد وأن يثبت الإنسان على طريق الحق، حتى وإن كان سيسير في هذا الطريق بمفرده، كما فعل الفتية في قصة أصحاب الكهف، عندما فروا حفاظًا على إيمانهم بالله -سبحانه وتعالى- وأنه الواحد الأحد.

نرشح لك أيضا: قصة أصحاب الكهف للأطفال

 في نهاية هذا المقال، والذي تحدثنا فيه عن قصة أهل الكهف، نرجو أن نكون قد أفدناكم، وأجبنا عن الكثير من التساؤلات حول هذه القصة، والمعجزات الإلهية الموجودة بها.

مقالات ذات صلة