ما هي مصادر تلوث المياه؟

ما هي مصادر تلوث المياه؟، خلق تعالى الماء منذ بدء الخليقة، ولا زالت المسطحات المائية تغطي ما نسبته ٧١٪ من سطح الكرة الأرضية، للماء في الطبيعة صور كثيرة، فإما يكون على هيئة بحار ومحيطات (حوالي 95.5٪ من المياه الموجودة على سطح الأرض)، أو على شكل أنهار وبحيرات ومياه جوفيّة.

ما هو تلوّث الماء؟

والماء سائل شفاف لا طعم له ولا رائحة وعند تغّير أي من هذه الصفات يغدو الماء ملوثاً، وعندها لا يكون صالحاً للاستخدام الأدمي أو حتى للنباتات والحيوانات.

أشكال تلوث المياه

  • تلوث كيميائي: ناتج عن دخول مواد كيميائية للمياه وبالتالي حدوث خلل في العنصرين المكونين للماء (الأكسجين والهيدروجين) وتغيير في خصائص الماء، ومن هذه الملوثات مياه الصرف، التسرّب النفطي، المخلفات الزراعيّة كالمبيدات والأسمدة.
  • تلوث طبيعي: وهي تغيرات طبيعيّة تطرأ على درجة حرارة الماء أو ملوحته أو المواد العالقة فيه.

مصادر تلوث المياه

  • مصدر مباشر وهو ما يسمّى النقطي Point Source حيث تنتقل الملوثات إلى المصادر المائية مباشرة كأنابيب الصرف التي تصب في المسطحات المائية مباشرة.
  • غير مباشر وهو ما يعرف بالغير نقطي Non-Point Source وفيه تتسبب أحد المتغيرات البيئة بانتقال الملوثات إلى الماء كانتقال الأكياس البلاستيكية عبر الهواء إلى مياه البحار والأنهار.

أسباب تلوث المياه

  • عمليات التنقيب والتعدين والتي تسبب في جريان المواد السّامة والمعادن الثقيلة إلى مصادر المياه القريبة منها مما يؤدي إلى زيادة كميّة المعادن والأملاح في المياه، وتغيّر في مستوى حموضة المياه (PH) وتعكّره.
  • الزراعة حيث تنجرف المبيدات السّامه والأسمدة الكيميائية من الحقول إلى المصادر المائية القريبة منها، أو أن تتخلل التربة الزّراعية لتصل إلى المياه الجوفيّة.
  • الصناعة تقوم العديد من المصانع بالتخلص من نفاياتها على مختلف أشكالها في المياه القريبة منها كالمواد الكيميائية، أو المخلفات المعدنية، أو مخلفات تكرير البترول.
  • إلقاء النفايات في البحار والمحيطات كالورق، والبلاستيك، والمطاط، ومخلفات الطعام وكلها تأخذ وقتاً طويلاً كي تتحلل وتختفي مسببة القضاء على العديد من أشكال الحياة في البحار.
  • الحرارة وهي مخلفات صناعية تزيد من حرارة المسطحات المائية مسببة بذلك انخفاضاً حاداً في نسبة ذوبان الأوكسجين في المياه، مما يؤدي لتقليص أعداد الكائنات الحيّة التي تعيش فيها.
  • النفط ويتسرّب لمياه البحار عادةً من ناقلات النفط التي تعبر المحيطات أو بسبب تسرّب من أحد الأنابيب النفطية، مما يؤدي للفتك بالعيد من أشكال الحياة البحرية وقد يمتد تأثيره السّيء لينال من الشواطئ أيضاً.

آثار تلوث المياه

  • الحياة البحرية حيث تعمل الملوثات (على اختلاف أشكالها) والتي تصل لمياه المحيطات على تسمّم الكائنات البحرية وموتها وبالتالي نقص حاد في الثروة السمكية، كما أن نقص الأكسجين الذائب في الماء يسبب تضاؤل في أعداد هذه الكائنات البحرية.
  • السلسلة الغذائية إنّ الأثر الناجم عن تلوث المياه على السلسلة الغذائية سيكون أكثر وضوحاً على مرّ السنين وينجم عن تلوث المياه تسمم العديد من الكائنات الصغيرة التي تعيش على السطح وموتها، أو قد تصطادها حيوانات أكبر أو إنسان فتنتقل تلك السموم لها.
  • النظم البيئية والايكولوجية، مما لا شك فيه أن تلوث المياه يهدد العديد من الأنظمة البيئة، فالكائنات الموجودة ضمن هذه الأنظمة عندما تتعرض لملوثات المياه ستموت أو أنها ستغيّر من عاداتها لتضمن بقائها على قيد الحياة.
  • الأمطار الحمضيّة وتهطل هذه الأمطار على المسطحات المائية بأنواعها مسبّبة تغيّر في درجة حموضتها، وبالتالي تدمير النظم البيئية فيها، كما أنها تتخلل طبقات التربة لتصل إلى المياه الجوفية.
  • الأمراض حيث أثبتت الدراسات البيولوجية أن الماء مكوّن أساسي في تركيب مادّة الخلية الحيّة، وتلوث المياه كفيل بتدمير صحّة الكائنات ونقل العديد من الأمراض إليها لانتقال الفيروسات والطفيليات والبكتيريا من المياه الملوثة إلى هذه الكائنات.

حلول تلوث المياه

  • التخلص من نفايات البيوت والمصانع السّامة السائلة في مواقع مناسبة وعدم رميها في الأحواض أو المصارف، مما قد يسبب بتسرّبها إلى المياه الجوفيّة والمسطحات المائية مدمّرة الأنظمة البيئية فيها.
  • إن الترشيد في استهلاك المياه خلال حياتنا اليومية يقلل من مياه الصرف، وبالتالي تخفيف العبء عن محطات الصرف الصحي التي تعد سبباً رئيسياً في تلوث المياه.
  • الحد من ظاهرة الجريان السطحي للمياه المحملة بالكيماويات، وتوجيهه إلى الأماكن المناسبة لذلك، وتجميع مياه الأمطار وعدم إهدارها.
  • إعادة تدوير النفايات بدلا من رميها في أي مكان.
  • إجبار المصانع على استخدام تقنيات جديدة في التخلّص من نفاياتها تحد من التلوث.
  • تحليل مصادر المياه العذبة، والإشراف المستمر عليها لتفادي وقوع أي مشاكل بشكل مفاجئ، ومراقبة البيئات البحرية ونسب التلوث فيها.
  • زيادة وعي المواطنين وتكثيف حملات التوعية بضرورة الترشيد في استهلاك المياه والحفاظ على الثروة المائية.

معايير قياس جودة المياه

لمعرفة مدى جودة المياه وخلوها من مسببات التلوث لابد من النظر إلى المعايير التالية:

  • معايير كيميائية وتعتمد على قياس نسبة تركيز المواد الكيميائية الملوثة للمياه.
  • معايير حيوية وفيها تتم مراقبة الكائنات الحيّة التي تعيش في المياه من حيث أعدادها، قدرتها على التكيف والعيش، وتنوعها.

شحّ المياه

  • يطلق على ندرة المياه الصالحة للاستعمال البشري.
  • ومن مظاهره قلّة مياه الشرب، ونضوب المياه الجوفية.
  • وتعتبر مدينة صنعاء اليمنية من أكثر مدن العالم شحّاً في المياه.
  • كما أنه هناك ما يقارب من مليار شخص حول العالم محرومون من المياه النظيفة، وما يقارب من ٣.٤ مليون شخص يموتون من تلوث مصادر المياه.
  • إن الفئة الفقيرة في المجتمعات هي الأقل حظاً في الحصول على مياه نظيفة، وينفق أفرادها مالا يقل عن ٢٠٪ من دخلهم للحصول على ماء نظيف.

تلوث المياه الجوفية

  • هي تلك المياه المتواجدة في باطن الأرض بين الصخور والأتربة، والتي تعمل كخزّان طبيعي يمتص مياه الأمطار والثلوج الذائبة ويحتفظ بها ولاستخراجها يتم حفر آبار أو ضخ المياه من الخزانات جوفيّة.
  • ومن الجدير بالذكر أن موقع البئر أو الخزان الجوفي يلعب دوراً حيوياً في تلوّث هذه المياه، فكلما كان الخزان أو البئر قريباً من السطح زادت فرصة تلوث مياهه.

أهم أسباب تلوث المياه الجوفيّة

  • الأنشطة الزراعية والتي تساهم بشكل كبير في تلويث المياه الجوفيّة، خاصة إذا أسرف المزارعون في استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية، أو حتى غسل التربة، والتي تتسبب في دورها بزيادة نسبة الأملاح الذائبة في المياه.
  • الأنشطة البشرية ومن أكثر هذه النشاطات ضرراً تسرّب الفضلات العضوية من شبكات الصرف الصحي، وخزانات التجميع، والحفر الامتصاصية في المناطق النائية والتي لا تتمتع بشبكات فعّالة للصرف الصحي، وتحتوي الفضلات العضوية على مركبات النيتروجين السّامة.
  • الأنشطة الصناعية وهي من أكثر الأسباب خطورة حيث تتخلص المصانع من نفاياتها ومخلفات التصنيع في مياه الأنهار أو المحيطات، وقد تتسرب هذه النفايات إلى المياه الجوفية أيضا.
  • ضخ المياه الجوفية بكميات كبيرة (السحب الجائر) مسبباً تلوث الخزانات التي كانت تحتويها، وزيادة نسبة ملوحة المياه فيها.

طرق الحد من تلوث المياه

  • بناء شبكات صرف زراعية ذات بنية تحتيّة قوية.
  • استخدام المبيدات والأسمدة العضوية صديقة البيئة.
  • حفر آبار على عمق كبير وبعيداً عن سطح الأرض أو المسطحات المائية المالحة.
  • الاهتمام بشبكات الصرف الصحي والحرص على إيصالها لكافّة المناطق.
  • غسل الآبار بتزويدها بمياه نظيفة تطرد المواد الملوثة بعيدا.

تلوث مياه نهر النيل

  • منذ الأزل ونهر النيل يروي حضارات عظيمة سطّرت على ضفافه العديد من الأثار والمعالم التي تدل على تفوق في كافّة المجالات والزراعة والصناعة والتجارة.
  • يعاني هذا النهر العظيم في عصرنا الحالي من العديد من المشاكل وأهمها التلوث.

أسباب تلوث مياه النيل عديدة منها

  • النفايات البيولوجية كبعض النباتات المائية والطحالب وقد تكون كائنات مجهرية كالفيروسات والبكتيريا والفطريات.
  • تلوث عضويّ ناتج من بواقي وفضلات النباتات والحيوانات ومنها ما يذوب بالماء مثل الأملاح ومنها ما لا يذوب في الماء كالزيوت.
  • العناصر السّامة والتي تصدر من المصانع، ومنها الزئبق والرصاص ويؤدي وجودهما إلى ضرر بالغ على صحّة الإنسان والحيوان وتدمير للإنتاج الزراعي.

مصادر تلوث مياه نهر النيل

  • تسرّب المياه الزراعية المحمّلة بالأسمدة والمبيدات إلى النهر.
  • تفريغ المصانع لمخلفاتها الكيميائية السّامة في مياه النهر.
  • تحتوي مياه النيل على نسبة عالية من النفط الذي تسرّب من السفن ومحطات توليد الكهرباء.
  • زيادة النمو السكاني وزيادة استهلاك المياه منه.
  • إلقاء جثث الحيوانات في النهر.
  • الصرف الصحيّ للمدن التي تقع على ضفافه.

وعليه فالماء كنز ثمين لابدّ لنا من المحافظة عليه وعدم الإسراف فيه لنضمن استمرار حياتنا وحياة أجيال قادمة هي في أمس الحاجة لكل قطرة ماء قال تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

مقالات ذات صلة