كيف كانت الصلاة  قبل الإسراء والمعراج

يشغل بال الكثيرين أمر الصلاة، وكيف كانت قبل فرضها في السماء السابعة في حادثة الإسراء والمعراج، وفرض الله الصلاة على المسلمين وتعليمها لنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

وكان ذلك قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بحوالي سنة ونصف، لذلك في مقالنا هذا سنتناول كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج

كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج؟

الكثير من الناس يعتقدون بعدم وجود صلاة قبل الإسراء والمعراج، ولكن ذلك ليس صحيحاً البتة.

حيث كانت توجد صلاة قبل حادثة الإسراء والمعراج، وقد كانت كما يلي:

  • الصلاة قبل الإسراء والمعراج كانت تشبه قيام الليل.
  • فكانت عبارة عن ركعتين قبل أن تظهر الشمس، وركعتين قبل أن تغرب الشمس.
  • أي اثنتان في أول النهار، واثنتان في آخر النهار.
  • والدليل على ذلك قول السهيلي:
    • (وذكر الحربي أن الصلاة قبل الإسراء كانت صلاة قبل غروب الشمس، وصلاة قبل طلوعها).
  • كذلك فقد جاءنا عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إنها قالت: (فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر).
  • وبيان هذا يوضح أن الصلاة قبل حادثة الإسراء والمعراج كانت عبارة عن ركعتين.
  • إحداهما في أول النهار، والركعتين الآخريين كانتا في نهاية النهار.
  • وهي أول صلاة فرضت في مكة المكرمة على الذين دخلوا الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وعندما جاء أمر الصلاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله يجتمع مع صحابته رضوان الله عليهم.
  • ثم يقومون بالصلاة سراً في أول الدعوة في مكة المكرمة.
  • لكن أمير المؤمنين عمرو بن الخطاب رضي الله عنه قد قام بالصلاة مع صحابته عندما أسلم أول مرة أمام الكعبة.
  • ولم يخشى أهل قريش، بل قام بها جهراً، وعلى ذلك فقد كانت الصلاة موجودة في أول بعث سيدنا محمد.
  • وذلك قبل أن يسن تشريع كامل للصلاة يحدد أوقاتها، وعدد ركعاتها.
    • حيث قال الله تعالى في سورة المزمل: (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً).

للتعرف على المزيد: كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة بالصور

تابع كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج؟

  • كذلك قال الله تعالى في سورة المدثر: (قالوا لم نك من المصلين).
  • والجدير بالذكر أن سورة المدثر والمزمل كانتا أول ما نزل على سيدنا محمد من الوحي بعد سورة القلم.
    • التي نزلت عليه من جبريل في غار حراء.
  • فقد ورد لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يصلي هو وصحابته في الليل.
  • فعندما تم سؤال عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن صلاة سيدنا محمد في الليل وقيامه فقالت:
    • (فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه حولاً، حتى انتفخت أقدامهم.
    • وأمسك الله عز وجل خاتمتها اثني عشر شهراً، ثم أنزل الله عز وجل التخفيف في آخر هذه السورة.
    • فصار قيام الليل تطوعاً بعد أن كان فريضة، فهممت أن أقوم، فبدا لي وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
  • والقصد هنا هو سورة المزمل التي جاء فيها هذا الأمر.
  • وفي صبيحة حادثة الإسراء والمعراج جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يخبره عن الصلاة.
  • وما هي الأوقات التي تسن فيها الصلاة، وكيف تتم؟ وما عدد ركعاتها؟

اختلاف العلماء في زمن حدوث حادثة الإسراء والمعراج

  • في الواقع نجد أن العلماء قد ورد منهم أكثر من رأي في حادثة الإسراء والمعراج، ومتى حدثت؟
  • فمنهم من كان رأيه أن حادثة الإسراء والمعراج كانت قبيل الهجرة بحوالي حولاً كاملاً وأربعة أشهر.
  • وبذلك يقصدون إنها كانت في شهر رمضان في العام الثاني عشر من النبوة.
  • بينما آخرون قالوا إنه كان قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحولاً كاملاً وستون يوماً.
  • وعلى ذلك فهم يقصدون شهر محرم في العام الثالث عشر من نبوة رسول الله.
  • أما الرأي الثالث فيقول إنها كانت قبل الهجرة بحوالي حولاً كاملاً.
  • وعلى ذلك يقصدون شهر ربيع الأول الذي يتواجد أيضاً في العام الثالث عشر من نبوة رسول الله.
  • وفي الحقيقة فإن ذلك ليس بالأمر شديد الأهمية.
  • ولكن أهم شيء حدث هو نزول الصلاة التي سيسأل عنها العبد يوم القيامة.
  • وهي ميزان أعماله ووسيلة تقربه إلى الله، والتحدث معه في أوقات معينة، بأفعال معينة.
  • والجدير بالذكر أن كل العبادات قد نزلت على الأرض، إلا الصلاة فأول مرة تم ذكرها كانت في السماء.
  • وإن دل هذا فيدل على عظم وقدسية مكانتها وعلى شأنها الكبير في الدين الإسلامي.

قصة الصلاة في حادثة الإسراء والمعراج

  • قام الله تعالى بفرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج.
  • وذلك عندما عرج سيدنا محمد إلى السماء السابعة، وكان بصحبته أمين وحي السماء جبريل.
  • حتى إذا وصلوا إلى سدرة المنتهى عند جنة المأوى توقف سيدنا جبريل.
  • فالتفت إليه رسول الله، وسأل أهنا يترك الخليل خليله؟ فقال له جبريل:
    • (لكل منا مقامه، فأنت إذا تقدمت اخترقت، وأنا إذا تقدمت احترقت).
  • فتقدم رسول الله لملاقاة ربه اللقاء العظيم الذي فرضت فيه الصلاة.
  • ففرضت الصلاة في بادئ الأمر خمسون صلاة في اليوم والليلة.
  • وعند عودة رسول الله من لقاء ربه التقى بنبي الله موسى فقال له:
    • ماذا أفترض عليك ربك؟ فقال: افترض على خمسين صلاة في اليوم، والليلة.
    • قال: عد إلى ربك، وأسأله التخفيف عن أمتك، فرجع رسول الله إلى ربه وسأله التخفيف.
  • فأعطاه الله سبحانه سؤاله، وعند عودته التقى بموسى مرة أخرى فسأله:
    • ماذا فرض عليك ربك، قال: فرض عليا خمس صلوات في اليوم والليلة.
    • فقال: عد إلى ربك، واسأله التخفيف، لكن رسول الله أستحى أن يعود إلى ربه، ويسأله التخفيف.
    • فناداه ربه: (أن يا محمد هي خمس في العدد وخمسون في الأجر).

شاهد أيضا: طريقة الصلاة الصحيحة للنساء

كيفية القيام بالصلاة التي نزلت في ليلة الإسراء والمعراج

أولاً عدد الركعات

  • وإذا ما انتقلنا إلى عدد الركعات المفروضة على كل صلاة فنجد أن صلاة الظهر فرضت كأربعة ركعات.
  • كل ركعة سجدتين، أما صلاة العصر ففرضت أيضاً أربعة ركعات كل ركعة سجدتين.
  • وكذلك صلاة المغرب فقد فرضت ثلاث ركعات، وكل ركعة سجدتين.
  • أما صلاة العشاء ففرضت ٤ ركعات بواقع كل ركعة سجدتين.
  • أما صلاة الفجر فكانت ركعتان فقط يسبقهما ركعتي سنة الفجر.
  • فقد قال صلى الله عليه وسلم:
    • (ركعتا الفجر خيراً من الدنيا وما فيها).
    • (ومن صلى الفجر فهو في ذمة الله).

أوقات الصلاة

  • أما بالنسبة للأوقات التي تتم فيها الصلاة فصلاة الفجر تبتدأ من بعد ظهور ثاني ضياء من جهة الشرق.
  • وذلك بعد انتهاء الليل، وتظل كذلك حتى ينتهي وقت صلاة الفجر، بمجرد شروق الشمس.
  • الفرض الثاني هو صلاة الظهر، ويبتدأ ميعادها منذ ظهور الشمس من منتصف السماء.
  • وينتهي الوقت المحدد لها عندما نرى ظل كل شئ يشبهه.
  • الصلاة الثالثة المفروضة وهي صلاة العصر وتبدأ بعد انتهاء وقت صلاة الظهر أي عندما نرى ظل مساوي لكل شيء يشبهه.
  • وينتهي وقت العصر عندما نرى ظل كل شيء منشق إلى ظلين متماثلين.
  • ووقت انتهائها هو وقت غروب الشمس، أما صلاة المغرب فهي تأتي بعد صلاة العصر.
  • ويبتدأ ميعادها من بعد أن تغرب الشمس، وينتهي وقت صلاة المغرب عند انتهاء الشفق الأحمر.
  • وأخيراً صلاة العشاء وهي آخر فرض فرضه الله خلال اليوم على المسلمين.
  • ويبتدأ ميعادها من بداية زوال الشفق الأحمر، وينتهي ميعادها عند الثلث الأول من الليل أو النصف الأول من الليل

طريقة الصلاة الصحيحة

  • للصلاة شروط حتى تكون صحيحة وسليمة منها نظافة الجسد وطهارته من كل شيء.
  • ونظافة المكان الذي سوف تتم الصلاة فيه، وكذلك نظافة الثوب الذي يرتديه المصلي.
  • بعد ذلك ينوي الوضوء، ثم يتوضأ، وبعد ذلك يوجه وجهه ناحية القبلة.
  • ثم يرفع يديه إلى جانب أذنيه، ويقول تكبيرة الإحرام ألا وهي الله أكبر.
  • ثم بعد تكبيرة الإحرام يبدء بدعاء استفتاح الصلاة، وهو:
    • (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك).
  • بعد ذلك يدخل في الصلاة فيقرأ الفاتحة، ثم يلحقها بصورة صغيرة مما تيسر له من القرآن.
  • بعد ذلك يقول الله أكبر مع تواجد يديه بجانب شحمتي أذنيه، ثم يركع.
  • ويضع يديه على ركبتيه، ويقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات.
  • ثم يقوم من ركوعه، ويقول: (سمع الله لمن حمده).
  • وبعد ذلك يقول: (ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه).
  • ثم يقول الله أكبر، مع تزامن وضع يديه عند شحمتي أذنيه.
  • ثم يسجد على أعضائه السبعة وهم جبهة مقدمة رأسه، وأرنبة أنفه، وركبتيه، وباطن أصابع قدميه.
  • وبعدها يقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ثم يدعو بما أراد أن يدعو.
  • وبعد أن ينتهي من سجدته الأولى في ركعته الأولى يرفع يديه مكبراً.
  • ثم يجلس، ويقول:
    • (رب اغفر لي، وارحمني وأجبرني، وارزقني، وارفعني).
  • وبعد ذلك يكبر مرة اخرى، ثم يسجد مرة أخرى، ويعيد فيها ما قام بعمله في السجدة الأولى.
  • بعد ذلك يقوم من السجود ويقف بشكل منتصب ثم يقول الله أكبر لكي يقوم بالركعة الثانية.
  • ويقوم فيها بمثل ما قام في الركعة الأولى.
  • وبعد أن يتم سجدتين كما فعل في الركعة الأولى؛ يجلس على ركبتيه، ولا يقف.
  • ثم يقرأ التشهد، ويقول التشهد فيقول:
    • (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
    • السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
    • أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله).

الصلاة الرباعية والصلاة الثلاثية

  • ينبغي الإشارة إلى أن الصلاة الرباعية أو الصلاة الثلاثية يتم قراءة نصف التشهد فيها.
  • وذلك حتى الشهادتين بعد أول ركعتين.
  • ثم ركعة واحدة إن كانت صلاة ثلاثية كالمغرب مثلاً، وبعد ذلك يقرأ التشهد كاملاً، ويسلم.
  • أما إن كانت صلاة رباعية، فيكمل ركعتين كاملتين بعد نصف التشهد الأول.
  • ثم يقرأ التشهد كاملاً، ويقوم بالتسليم، فيقول:
    • السلام عليكم ورحمة الله جهة اليمين ثم يكررها جهة اليسار.
  • وتحدث الكثير من الاخطاء في الصلاة كأن يجلس الشخص متربعاً وما إلى ذلك.
  • ولكن الاحرى به وما ورد في السنة أن يكون متوركً.
  • بمعنى ناصباً قدمه اليمنى، ثم يضع تحتها قدمه اليسرى، ويضع إليتيه على الأرض.
  • ويقول التشهد الأخير ثم يصلي على سيدنا محمد، ويدعو بما شاء الله له.
  • ثم يقوم بالتسليم عن يمينه، وعن شماله، ويقول السلام عليكم ورحمة الله.

فضل الصلاة على المسلم

  • أنزل الله الصلاة، وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام.
  • فقد جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
  • فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى الصلوات خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمساً.
  • ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وأن لك بهذه الخمس خمسين.
  • والجدير بالذكر أن أول شيء يسأل عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة.
  • كما أن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى الصلاة على وقتها.

كذلك فإن حكمة الله من نزول الصلاة لها أكثر من وجه كالآتي:

  • فالصلاة هي حديث العبد مع ربه.
  • وهي التي تنشر في قلبه الراحة، والطمأنينة، وتبعت في نفسه السكينة.
  • وبها تقضى حاجات العبد.
  • فعندما يصلي العبد، ويدعو الله بما شاء في أثناء سجوده، فإنه يوثق صلته بالله.
  • حيث أن العبد يفضي إلى الله بكل مكنوناته، وبكل ما أهمه، وكل ما يطلبه.
  • إذ أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع دعاء عبده،
  • كذلك فإن الصلاة فيها طاعة لله بتنفيذ أوامره، فيسجد كل عضو من أعضائك للذي خلقه.
  • وبالتالي يجعل ذلك عنده طاعة لله وخضوع له ولأوامره سبحانه وتعالى.
  • وعندها تستقيم حياة العبد فالذل لله رفعة.
  • كذلك فإن الصلاة منقحةً للذنوب فهي التي تدل العبد على الخير، والطاعة، والثواب.
  • فكلما قمت بالصلاة بعدت عن المنكرات وبعدت عن المعاصي.

فضل الصلاة على المسلم

  • فالصلاة درعك وحمايتك من الله سبحانه وتعالى بها عليك لكي تبعد عن المعاصي.
  • وبالتالي فتعد الصلاة من أعظم العبادات التي جعلها الله سبحانه وتعالى شاملة لكل شيء.
  • فأنت في الصلاة منقطع إلى ربك سبحانه وتعالى، فلا تتكلم، ولا تأكل، ولا تشرب، ولا تتحرك.
  • وإنما كل جوارحك منقطعة للملك عز وجل.
  • فالصلاة تدلك إلى النور، وتبعدك عن الظلام والمعاصي.
  • وهي طريقك إلى الجنة، وطريقك إلى أن تكون مع نبي الله صلى الله عليه وسلم عند حوضه الشريف.
  • كذلك فلها مقام عظيم بالأخص للعابدين، ففيها يتم تعظيم الله، ومن ثم حمده، وتسبيحه، واستغفاره، ثم الدعاء إليه.
  • كذلك فالصلاة سبباً في مسح ذنوبك، وسيئاتك التي تفعلها.
  • فمع كل فرض تقوم بصلاته تسقط من على ظهرك الكثير من الذنوب.
  • مثل تساقط أوراق الشجر، لذلك جعلها الله سبحانه وتعالى سبباً لتكفير ذنوبك.
  • فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟
    • قالوا: لا يا رسول الله لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا.
  • فالصلاة مبعثه للتقوى، ومبعثه للخير، ومبعثه للطاعة، فبها يتم الخضوع لأوامر الله.
  • والبعد عن نواهيه، وكل ما يغضبه، رزقنا الله وإياكم الصلاة على أوقاتها والجنة في الآخرة دون حساب أو سابقة عذاب.

نرشح لك أيضا: فضل الصلاة في المسجد الحرام

وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج، وتطرقنا إلى كل جوانب القصة، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة