متى توفي عمر بن الخطاب

متى توفي عمر بن الخطاب، كان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- (حكم من 13 هـ إلى 23 هـ) هو الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين، (حيث أشار المسلمون إلى الخلفاء الأربعة الأوائل).

عمر بن الخطاب

كان عمر من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام وأحد الصحابة المقربين للنبي- صلى الله عليه وسلم-، وبعد وفاة البني، قدم دعمه الكامل والمخلص لأبي بكر الصديق- رضي الله عنه-، الذي أصبح بعد ذلك الخليفة الأول.

بعد وفاة أبي بكر عام 13 هـ، أصبح عمر الخليفة التالي – حيث واصل حملات سلفه، وامتدت سيطرته إلى أبعد من شبه الجزيرة العربية.

هذا بالإضافة إلى النجاحات العسكرية المتعددة، كما تميز عهده بالأعاجيب في الإدارة.

وبعد وفاته عام 23 هـ، خلفه عثمان بن عفان كثالث حاكم للخلافة الراشدة، تابعوا موقع مقال!

اقرأ معنا: قصة عمر بن الخطاب والأطفال الجياع

متى توفى عمر بن الخطاب

في عام 23 هـ (644 م)، تم اغتيال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- على يد عبد فارسي يُدعى أبو لؤلؤة المجوسي.

المكيدة والتخطيط لها

كانت دوافع أبو لؤلؤة للاغتيال غير واضحة؛ كان أحد التفسيرات المحتملة أنه تم إجراؤه حقدًا وردًا على الفتح الإسلامي لبلاد فارس الذي قام به عمر.

تم التدبير لعملية القتل قبل عدة أشهر من العملية، وفي عام 23 هـ، قام عمر- رضي الله عنه- بالحج إلى مكة.

حيث أعلن المغتالين عن قتله الوشيك في ذلك العام، واستعمل المتآمرون العدد الكبير من المصلين كغطاء لإخفاء أنفسهم.

أثناء إحدى مناسك الحج، رمي الجمرات، ألقى أحدهم حجرًا على عمر أصاب رأسه، سمع صوت أن عمر لن يحضر الحج مرة أخرى.

قدَّم العبد الفارسي أبو لؤلؤة شكوى إلى عمر- رضي الله عنه- متعلقة بالضريبة الكبيرة، التي يفرضها سيده المغيرة.

كتب عمر إلى المغيرة يسأله عن تلك الضريبة، وكان رد المغيرة مرضيًا.

كما رأى عمر أن الضريبة المفروضة على أبو لؤلؤة كانت معقولة بسبب دخله اليومي.

ثم ورد أن عمر سأل أبو لؤلؤة بقوله: سمعت أنك تصنع طواحين هواء، اصنع واحدة لي أيضًا”.

قال أبو لؤلؤة في مزاج كئيب: حقًا سأصنع لك طاحونة كهذه، حتى يتذكرها العالم كله”.

ووفقًا للخطة، قبل صلاة الفجر، كان أبو لؤلؤة سيدخل المسجد النبوي، المسجد الرئيسي في المدينة المنورة.

حيث سيكون عمر- رضي الله عنه- إمامًا للصلاة، ومن ثم سيهاجمه أثناء الصلاة، ثم يهرب أو يختلط مع المصلين في المسجد.

قبل ليلة الاغتيال

وكشف عبد الرحمن بن عوف أنهما رأيا الخنجر الذي استخدمه أبو لؤلؤة قاتل عمر.

قبل ليلة من اغتيال عمر، ذكر عبد الرحمن بن عوف، أنه رأى هرمزان وجفينة وأبو لؤلؤ وهم يناقشون شيئًا مريبًا.

فوجئ بوجوده سقط الخنجر، كان ذاك الخنجر ذو الوجهين الذي استعمل في عملية الاغتيال.

أكد عبد الرحمن بن أبو بكر ابن الخليفة الأول أبو بكر- رضي الله عنهما- أنه قبل أيام من اغتيال عمر- رضي الله عنه- رأى هذا الخنجر في حوزة هرمزان.

بعد هذا الوحي، أصبح واضحًا أنه تم التدبير، والكيد له من قبل الفرس المقيمين في المدينة المنورة.

غضبًا من ذلك، سعى الابن الأصغر لعمر، عبيد الله بن عمر، إلى قتل جميع الفرس في المدينة المنورة.

قتل هرمزان وجفينة وابنة قاتل عمر أبو لؤلؤ الذي يعتقد أنه مسلم.

عبيد الله تم اعتراضه من قبل أهالي المدينة المنورة، مما منعه من مواصلة المجزرة.

أثار مقتل جفينة غضب أخيه سعد بن أبي وقاص، فقام بالاعتداء على عبيد الله بن عمر، ومرة أخرى تدخل الصحابة.

عندما علم عمر بالحادثة، أمر بسجن عبيد الله، وأن على الخليفة التالي أن يقرر مصيره.

شاهد من خلالنا: من صفات عبد الله بن عمر بن الخطاب

تنفيذ المكيدة

متى توفي عمر بن الخطاب، وفي عام 23 هـ (31 أكتوبر 644 م)، هاجم أبو لؤلؤة المجوسي عمر- رضي الله عنه- بينما كان إمامًا في صلاة الفجر.

والذي قام بطعنه ست طعنات في بطنه وختمها في منطقة السرة، وهذا بدوره تسبب في موته.

تُرك عمر- رضي الله عنه- لينزف بشدة بينما كان أبو لؤلؤة يريد الهروب، لكن الناس من كافة الاتجاهات اندفعوا للقبض عليه.

وأثناء محاولته الفرار، قيل أنه جرح اثني عشر فردًا آخر، مات ستة أو تسعة منهم فيما بعد، وذلك قبل أن يقوم بجرح نفسه بشفرته لينتحر.

وتوفي عمر- رضي الله عنه- متأثراً بجراحه بعد ثلاثة أيام، يوم الأربعاء الموافق 26 من شهر ذي الحجة من العام 23 هـ (3 نوفمبر 644 م).

بناءً على وصية عمر، تم دفنه بجوار المسجد النبوي إلى جانب صاحبيه.

وهم نبينا وقرة أعيننا محمد- عليه أفضل الصلاة والسلام-، والخليفة أبو بكر- رضي الله عنه- بإذنٍ من أم المؤمنين السيدة عائشة- رضي الله عنها.

ما بعد الكارثة

متى توفي عمر بن الخطاب، على فراش الموت، تأرجح عمر- رضي الله عنه- في خلافته.

ومع ذلك، فقد أفيد أنه قال إنه إذا كان أبو عبيدة بن الجراح أو خالد بن الوليد أو سالم، المولى والعبد الفارسي المحرر، على قيد الحياة، لكان قد عين أحدهم خلفًا له.

انتخابات الخليفة القادم

عُينت لجنة من ستة أشخاص لاختيار الخليفة من بينهم، وهم:

    1. عبد الرحمن بن عوف.
    2. سعد بن أبي وقاص.
    3. طلحة بن عبيد الله.
    4. عثمان بن عفان.
    5. علي بن أبي طالب.
    6. الزبير بن العوام.
  • والستة جميعهم من بين العشرة المبشرين بالجنة.

الوحيد من بين “العشرة المشهورين” الذين بقيوا على قيد الحياة في ذلك الوقت هو سعيد بن زيد، ابن عم عمر- رضي الله عنه- وصهره.

وهو الذي تم إقصاؤه على أساس أنه من قرابة الدم، ومن نفس قبيلة عمر.

إن سياسة عمر- رضي الله عنه- هي عدم القيام بتعيين أي فرد متصل به في منصب في السلطة، حتى لو كان مؤهلاً وفقًا لمعاييره.

قام عمر بتعيين مجموعة من خمسين جنديًا مسلحًا، من أجل أن يحموا المكان الذي كان يبرم فيه الاجتماع.

حتى مجيء الخليفة اللاحق، قام عمر- رضي الله عنه- بتحديد الصحابي والمولى البارز، صهيب الرومي، وتعيينه كخليفة تصريف أعمال.

الخليفة الذي عقب ابن الخطاب- رضي الله عنه

متى توفي عمر بن الخطاب، توفي عمر- رضي الله عنه- في 26 من شهر ذي الحجة من العام 23 هـ (3 نوفمبر 644 م).

وفي 27 ذي الحجة من نفس العام (7 نوفمبر)، خلفه عثمان بن عفان كثالث خليفة من الخلفاء الراشدين.

بعد مفاوضات مطولة، قررت المحكمة التبرع بدية الضحايا، كما أفرجت عن نجل عمر عبيد الله.

وذلك على أساس أنه بعد مأساة اغتيال عمر، سيغضب الناس أكثر من إعدام ابنه في اليوم التالي.

رحم الله فاروق الأمة عمر- رضي الله عنه-، والذي كان أحد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هذا والله أعلم.

تعرف على معلومات عن: خلافة عمر بن الخطاب

في نهاية المقالة متى توفي عمر بن الخطاب، نكون بذلك قد تناولنا قصة وفاة الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، بما في ذلك: كيفية التخطيط لقتله، وماذا حدث بعد تنفيذ هذه المكيدة، بالإضافة إلى من هو الخليفة الذي خلفه.

مقالات ذات صلة