من اخترع الكتابة
تعد ظهور الكتابة من أهم الأشياء التي حصلت عليها البشرية، فهي الوسيلة التي استطاع الناس من خلالها التواصل، والتفاهم، والتخاطب فيما بينهم، ويعود الفضل في ذلك إلى من اخترع الكتابة.
وكان سببًا في تطور مجالات الحياة شتى، وحفظ حقوق الناس، وتوارث الثقافات، والأفكار، والمبادئ، والأديان بين الأجيال.
مراحل تطور الكتابة
تطور مفهوم الكتابة، بعد أن مرت بعدة مراحل على مدى العصور، فمراحل تطورها كالآتي:
الكتابة السومرية
وهي أول نوع من الكتابة تم التعرف عليها، واخترعها السومريين، من أجل الاحتفاظ بسجلات الحبوب والماشية الخاصة بمزارعهم، فمن الصعب اعتمادهم على الذاكرة فقط.
ولذا قاموا باختراع الكتابة باستخدام الحروف التصويرية، وكتبوا النصوص الخاصة بأداة مدببة على أقراص طينية، وتمكن الجميع من التعرف على رموزها.
شاهد أيضًا: متى اخترعت الكهرباء
الكتابة الهيروغليفية
قد ظهر هذا النوع من الكتابة قبل نحو قرنين عصر الأسرة الحاكمة الأولى، وكانت تشتمل على علامات تصويرية صغيرة.
واطلق عليها “الهيروغليفية”، وكانت عبارة عن علامات لصور أشياء حقيقية، ويوجد منها ما يدل على الأصوات المنطوقة.
الكتابة الأبجدية
وهي نظام كتابي ميسيني يوناني، وكان هذا النظام يمنح الحروف رسم بياني مميز، سواء كانت حروف ساكنة أو متحركة.
وعلى الرغم من تميزه، إلا أنه قدم منهجًا محدودًا لعلم الأصوات اليونانية المسينية، ولكنها تطورت بعد ذلك ليتم اكتشاف النظام الأبجدي الذي اهتم بتقسيم الكلمة إلى مجموعة من أصوات العلة، والأصوات الساكنة.
وأكد الباحث البريطاني “جيفري سامبسون” أن معظم أبجديات الحروف الحالية اشتقت من الأبجدية السامية، والتي قد اخترعها بعض متحدثي اللغات السامية، كاللغة الفينيقية.
من اخترع الكتابة
كان السومريين هم أول من اخترعوا الكتابة، وذلك في بلاد الرافدين، وكانت وسيلة الكتابة في هذا الوقت هي الألواح الطينية.
حيث تشكل تلك الألواح، ويتم الطباعة عليها بطريقة طرق معينة لتكوين الأحرف، وربطها مع بعضها لتشكيل الكلمات، ثم تترك الألواح لتجف في الشمس، أو تجفيفها بواسطة النار.
ما هي الأدوات التي كانت تستخدم للكتابة قديمًا؟
الكتابة بدأت بأدوات بدائية بسيطة في بادئ الأمر، فكان الشخص يرسم النقوش على الأحجار، ثم تطورت أداة الكتابة ليكتب الشخص على رقاع مصنوع من الجلد.
ثم الكتابة بعد ذلك على القماش القطني، والقماش الحريري، وكانوا يكتبون أيضًا على العظام، وجريد النخل، ثم بعد عشرون عامًا للهجرة استخدموا الورق البريدي المصري في الكتابة.
كيف استفادت البشرية من الكتابة؟
بذلت الحضارات مجهودًا كبيرًا لتطوير الكتابة والاهتمام بها، وطورت أساليبها، وأدواتها، لتوثيق كل ما يجب حفظه، كما استفادت البشرية منها كالتالي:
- قامت الكتابة بنقل التقاليد الشفهية كتابية، وتوارثتها الأجيال.
- الكتابة مكنت الحضارات من الدقة في نقل الأخبار، والروايات، بين القبائل، فالأخبار التي كانت تتناقل شفويًا كان يتم تحويرها، أو تضخيمها، أو نقصانها، على عكس المكتوبة.
- كان يتم كتابته يؤخذ بجدية، مقارنة بما يتم تناقله شفويًا، فالكتابي موضع مصدق، ويحترم.
- أصبحت الكتابة تحل محل ما يتم تناقله بالألسن، لما فيها من موضوعية أكثر من التي يتم تناقله شفويًا.
- حافظت الكتابة على اللغة، ومفرداتها، مما أدى إلى تطورها بدلًا من اندثارها مع الزمن.
- الكتابة وسيلة تواصلية، تنقل المعلومات، والفنون، والثقافات للأجيال الجديدة على مر الزمان.
- الكتابة وظيفة هامة بين الحضارات والدول، فهي وسيلة هامة لبناء السجلات، وحفظها، وتراكمها، وحفظ مختلف السجلات السياسية، أو العلمية، أو الأدبية، أو الدينية، وغيره.
- تعتبر الكتابة ذاكرة تخزين، حيث تخزن كل ما يهتم به البشر، من بيانات، وسجلات، وملاحظات يومية وشخصية.
ما هي الكتابات الأكثر استخدامًا حول العالم
تتعدد أشكال الكتابة، وأنواعها فبعض الكتابات تبدأ من اليمين لليسار، وبعضها يبدأ من اليسار لليمين، وبعضها يبدأ من الأعلى إلى الأسفل، والكتابات الأكثر استخدامًا كالتالي:
- الكتابة اللاتينية: وهي الأكثر استخدامًا بمعدل 4.9 مليار شخص، أي بنحو 70% من سكان العالم.
- وهي عبارة عن 26 حرفًا، نشأت في إيطاليا ثم انتشرت في أنحاء العالم.
- الكتابة الصينية: ولها أسماء مثل كانجي، وهانزي، وهانجا، ويتم استخدام الأحرف الصينية في معظم أنحاء آسيا.
- مثل الصين، وكوريا، واليابان، ويستخدمها نحو 1.34 مليار شخص.
- الكتابة العربية: وهي كتابة يستخدمها نحو 660 مليون شخص، وتستخدم في اللغة العربية، والأردية، والباشتو، والفارسية، والكردية، والماليزية.
- وتكتب من اليمين لليسار، وساعدت في انتشار الإسلام في العالم.
- كتابة ديفاناغاري: وهي التي تستخدم لنحو 120 لغة تقريبًا، مثل الهندية، والماراثونية، والنيبالية.
- ويستخدمها نحو 608 مليون مستخدم في العالم، وتتم كتابتها من اليسار إلى اليمين، وتشتمل على مخططات دارية ومستقيمة.
اقرأ أيضًا: ما هي اختراعات اديسون
لماذا تعتبر الكتابة أعظم اختراع توصلت إليه البشرية؟
لا يغفل أي شخص عن أهمية الكتابة في حياة البشرية، فلو لم يتم اختراع الكتابة، لاندثرت الكثير من الحضارات، ولذا فهي أهم اختراع تم التوصل إليه، حيث اختراعها أدى للآتي:
- ساهمت في نقل المعرفة، ومختلف العلوم، في شتى العصور، وتعلم الإنسان أفكار، وابتكارات العلماء، مثل سقراط، وابن الهيثم، وأفلاطون، واستفاد الإنسان من علومهم، ونقل أحاديث النبي الشريفة.
- كما ساهمت الكتابة في تدوين تاريخ الأمم، وما حدث على مر التاريخ، وما دون من أحداث تاريخية هامة.
- تعتبر الكتابة نوعًا من نهضة الحضارات، ورقي الشعوب، وكلما كثرت الكتابة.
- كلما زادت ثقافة الشعوب، وتعتبر الكتابة إبداعًا مكتوبًا على الأوراق.
- تعد الكتابة وسيلة لتنظيم المعلومات من نسيانها وضياعها، فحفظ المعلومات يتسبب في نسيان المعلومات.
- ولكن كتابتها، وتدوينها يساعدك في حفظها حتى تتمكن من استرجاعها في الوقت الذي تريده.
- الكتابة هي وسيلة لحفظ الحقوق من الضياع، فمثلًا كتابة الأموال المقترضة بالتفاصيل.
- وموعد سدادها، وغيره تحفظ حقوق الإنسان.
الأهداف التي تحققها الكتابة
يعتبر الهدف الأساسي من الكتابة هو القدرة التعبيرية السليمة، وهناك مجموعة من الأهداف التي تحققها الكتابة، وهي كالتالي:
- تحقق الكتابة للشخص القدرة على التعبير عن أفكاره، وأحاسيسه، وانفعالاته، وعواطفه، وتجعله أكثر إبداعًا وأكثر تأثيرًا.
- تكسب الشخص قدرة تعبيرية سليمة، وتراعي القواعد التركيبية، والصرفية، والدلالية للجمل.
- تساعد على ممارسة الشخص تفكيرًا منطقيًا لأفكاره، وتسلسلها لتصبح مؤثرة في نفوس البشر.
- تساعد الأشخاص على مواجهة مختلف المواقف الحياتية، مثل كتابة بطاقات التهنئة، أو إرسال رسالة للأصدقاء، وكتابة الخواطر، والمذكرات، وغيره.
- تنمي الوعي لدى البشر، حول الحقائق، والأفكار، والمعرفة الوليدة والمستمرة، فهي أبرز وسيلة للتواصل بين الماضي والحاضر، وتعتبر من أهم إنجازات الإنسانية على مر العصور.
- ساهمت في انتشار القصص، والأخبار لمختلف المجتمعات، وتقديم النصائح والإرشادات بين المجتمعات، والثقافات المختلفة حول العالم.
الفرق بين الكتابة واللغة
تعد اللغة نظامًا معقدًا، وتعتمد على الدماغ لتفسير الألفاظ، بينما الكتابة هي الطريقة التي تجعل الكلام واضحًا وظاهرًا، إلا أن هناك ثقافة سائدة في المجتمعات بأنهما نفس الشيء.
شاهد أيضًا: ما هي اختراعات اديسون
من الجدير بالذكر، أن الكتابة هي من مكنت الإنسان من نقل صوره عن نفسه للآخرين، مثل نقل مشاعره، ومهاراته، والتعبير عن نفسه.
ونقلت معارف الإنسان ليستفيد منها الآخرون، فهي الوسيلة الدائمة، فمنذ أن تعرف العالم على من اخترع الكتابة، أصبح الجميع ممتنًا لهذا الاختراع الذي أضاف للبشرية الكثير.