من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا

من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا ،قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء وربما سمعت القصة سابقا أو لم تسمع بها  فمن هو هذا النبي ؟وما  قصته ؟ومن دفنه؟ وهل هو إبليس فعلا ؟ وكيف تم ذلك ولم ؟

من المعروف أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل أمة نبيا يهديهم ويدعوهم للإيمان به ويوجههم لمحاربة وساوس الشيطان والذي يحرض الناس على الأنبياء فيؤذونه ويقفوا في سبيل دعوتهم.

وقد ورد في القرآن الكريم العديد من القصص التي تذكر لنا المعاناة و الأذى الذي تعرض له كل نبي أوكل الله إليه الدعوة إلى دينه ومن هذه القصص قصة النبي الذي كان إبليس سببا في دفنه حيا.

من يكون النبي الذي دفنه إبليس حيا؟

هو نبي الله شيث عليه السلام وهو من أبناء نبي الله آدم -عليه السلام -قيل أنه ولد بعد دفن  هابيل عليه السلام.

وقيل أنه قد كان النبي الأول بعد موت والده واختار له آدم –عليه السلام – هذا الاسم خصيصا لأن معناه هبة الله، وقيل أنه أول من كتب بقلم نوح عليه السلام.

وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله أبا ذر – رضي الله عنه – عن عدد الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه فقال –صلى الله عليه وسلم – : نزلت مائة وأربعة كتب علي شيت منها خمسين ورقة.

وقيل أن سيدنا آدم -عليه الصلاة والسلام -عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار وعلمه عبادة تلك الساعات.

وقد اجتمع قوم شيت والشيطان عليه حتى دفنوه حيا، فأنزل الله غضبه عليهم وأبادتهم وجعلهم عبرة ومثال على غضب الله على من يخالفه ويتعرض لأنبيائه بسوء.

الشيطان وأولياء الله

  • الصراع دائم ومستمر بين الشيطان وأولياء الله الصالحين منذ أن قرر الشيطان الأكبر ورفض السجود لآدم عليه السلام.
  • فيقرر التمرد وإغواء عباد الله، وكان جزاؤه الطرد من الجنة.
    • ونزل إلى الأرض ليواجه هو ونسله بني البشر لتحقيق هدفهم الأول  والأخير وهو تضليل بني آدم.
  • وجعل جهنم مصيرهم ومنتهاها كرها لهم وحقدا عليهم.
    • وقد قام إبليس بقتل نبي الله شيت بأن قام بدفنه وهو على قيد الحياة لكي يكتم دعوة الله.
    • وليجعل الناس تعيش في شهواتها وغرائزها وتنحرف عن عبادة الله الواحد الأحد.

اخترنا لك: من هو النبي الذي كان يسمى بشرى؟

من أين بدأت قصة النبي شيت الذي دفنه الشيطان حيا؟

يحكى أن جاء إلى علي بن أبي طالب –رضي الله عنه –رجل من أشراف تميم.

فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا؟

وأين كانت منازلهم؟ وهل بعث الله فيهم رسولا أم لا؟ وبماذا أهلكوا؟ فإني أجد في كتاب الله ذكرهم ولا أجد خبرهم.

قال له علي –رضي الله عنه- لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ولا يحدثك أحد به بعدي إلا عني.

وحكى له قصة إبليس اللعين الذي جعل هؤلاء القوم يدفنون نبيهم حيا.

قال تعالى في كتابه الكريم “وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا “صدق الله العظيم.

وقال أيضا “كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود” صدق الله العظيم.

قوم النبي شيث

  • أصحاب الرس هم قوم نبي الله شيث الذين ذكروا في الآيات السابقة.
  • وهم قوم قيل أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاهدرخت كان يافث بن نوح.
    • قد غرسها على شفير عين وقد سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض.
  • وكانت لهم اثنتا عشرة عين على شاطيء يقال له الرس من بلاد المشرق.
  • ولم يكن في الأرض يومئذ نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها.
  • وقد غرسوا في كل قرية حبة من طلع تلك الصنوبرة.
  • وأجروا إليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة الأم فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة.
  • وحرموا ماء العين والأنهار فلا يشربون منها ولا أنعامهم ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حياة آلهتنا.
  • فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها ويشربون هم و أنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا؟

التعبد لغير الله بداية الطريق للهلاك

  • وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة.
  • ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة.
  • ويشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطع دخان تلك الذبائح وعلا وحال بينهم وبين النظر إلى  السماء.
    • خروا سجدا يبكون ويتضرعون إليها إلي أن ترضي عنهم.
  • فكان الشيطان يجيء ويحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا.
  • فيرفعون رؤوسهم بعد ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف نهارا ويبيتون على ذلك.
  • ثم ينصرفون حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم.
  • فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر بابا، كل باب لأهل قرية منهم.
  • ويسجدون للصنوبرة من خارج السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة في قراهم.
  • فيجيء إبليس فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا ويكلمهم من جوفها كلاما جهوريا.
  • ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها ليزداد تحكما فيهم.
  • فيحرقون رؤوسهم من السجود فرحا ولا يتكلمون من كثرة الشرب والعزف.
    • فيضلون على ذلك اثنا عشر يوما بلياليها وهو عدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون.

الله يبعث لهم نبيا ليهديهم ويصرف عنهم ضلالهم

  • لما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم للشجرة بعث الله لهم نبيا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب.
  • فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته يتبعونه.
  • فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيدهم الأعظم.
    • فقال “يارب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع في يبس شجرها أجمع.
    • وأرهم قدرتك وسلطانك” فأصبح القوم وقد يبس شجرهم كلها.
  • فهالهم ذلك فصاروا فرقتين الأولى قالت سحر آلهتكم الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه.
  • وقالت الفئة الأخرى لا، بل غضبت ألهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجبت حسنها وبهاؤها تغضبوا لها.
  • فأجمعوا رأيهم على قتله، فحفروا بئرا ضيقة المدخل عميقة المسافة، وأرسلوا فيها نبيهم وغطوها بصخرة عظيمة.
  • وقالوا نرجو الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه عسى أن يعود لنا نورها ورضاها.
  • فظلوا يسمعون أنين نبيهم وهو يقول “ربي قد ترى ضيق مكاني وشدة ضعفي وقلة حيلتي وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي” حتي مات.

غضب الله عليهم لقتلهم نبيه ودفنه حيا

فقال الله -جل جلاله -لجبريل عليه السلام أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي وإني حلفت بعزتي لأجعلنك نكالا وعبرة للعالمين.

فأرسل عليهم في عيدهم ريحا عاصفا شديد الحمرة تحيروا فيها وذكروا منها وتضام بعضهم إلى بعض ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء.

فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم فباتت لا تسكن ونعوذ بالله من غضبه ونزول نقمته  وكل عذابه.

فما من أمة عصت الله وتمردت وساد بها الفساد والكفر إلا أنزل الله بها عقابه وجعلها عبرة للقرون من بعدها وفي آيات القرآن الكثير من القصص الدالة على ذلك  والله أعلى وأعلم.

من هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا لليوم، وقد تناولنا فيه من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا، نتمنى أن يكون الموضوع نال إعجابكم.

مقالات ذات صلة