من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها

من القائل أتجعل فيها من يفسد فيها، نقدمه لكم عبر موقع مقال mqall.org، حيث ورد هذا السؤال في القرآن الكريم، وعلى كل مسلم أن يعرف إجابة السؤال، وكذلك الغرض منه ومن قاله، وسوف نتعرف على كل هذا في سطور هذا المقال.

من القائل أتجعل فيها من يفسد فيها

  • القائل أتجعل فيها من يفسد فيها هم الملائكة، حيث ورد في سورة البقرة إن الملائكة كانوا يتحدثون مع ربهم.
    • بشأن خلق سيدنا آدم عليه السلام.
  • فقالت الملائكة الكرام لربهم “أتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبّح بحمدك ونقدس لك”، في الآية 19 من سورة البقرة.
  • ويعتبر سؤال من القائل أتجعل فيها من يفسد فيها من الأسئلة المهمة التي يجب أن يجيب الإنسان المسلم عنها.
    • ويفهم الآية القرآنية ومحتواها والغرض منها.

اقرأ أيضا: رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ فما تفسير هذه الآية

شرح الآية الكريمة أتجعل فيها من يفسد فيها

  • في تلك الآية الكريمة من سورة البقرة كان الله عز وجل يتحدّث مع الملائكة، ويخبرهم عن خلق سيدنا أدم.
  • فقال الله للملائكة أن بني آدم هم خليفته في الأرض، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).
  • حيث احتوت هذه الآيات الكريمة على قصة خلق سيدنا آدم وخلق السموات والأرض.
    • وكان رد الملائكة على الله سبحانه هو سؤال أتجعل فيها من يفسد فيها.
  • حيث قالت الملائكة عليهم السلام: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا).
    • إشارة منهم إلى أن الإنسان يرتكب المعاصي ويسفك الدماء.
  • ظن الملائكة أن الإنسان يصدر منه ذلك، كما وصفوا أنفسهم أنهم عابدون لله على أكمل وجه بدون مفسدة.
  • ونزهوا الله البارئ وعظموه في قولهم، حيث قال تعالى في الآية الكريمة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
  • فقال الله للملائكة: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، حيث أن الله عالم بالظواهر والسرائر وبالخير والشر.
  • الله سبحانه أراد أن يجتبي الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين من الخلق، كما أراد أن يختبر البشر.
  • كل شيء خلقه الله بمقدار، ولحكمة يعملها هو، حيث أن الله جعل الإنسان خليفة لتظهر آياته وتحدث العبوديات.
    • وتظهر غرائز بني آدم من الخير والشر.
  • كما أن خلق العباد من بني آدم هو التي أوضحت الشر الذي كمن في نفس إبليس والشياطين.

كيف عرفت الملائكة بسفك الدماء؟

  • ذكر المفسرون أن الله سبحانه هو من أعلم الملائكة بطبيعة ذرية آدم عليه السلام.
  • حيث وضح لهم أنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.
  • ونقل عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم.
    • كما نقل القرطبي وابن كثير أن الله أخبر ملائكته بذلك.
  • فعن ابن عباس وابن مسعود أن الله تعالى قال للملائكة: “إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟.
    • قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضاً.
  • كما قال العلماء والفقهاء أن الملائكة سمعوا من ربهم لفظ خلفية، وفهموا أنها تفسد.
    • لأن الخليفة يقصد بها الإصلاح، وترك الفساد والمحارم.
  • أيضًا نقل القرطبي رحمه الله وغيره أن الملائكة علمت أن الجن فاسدون.
    • حيث أنهم نشروا الفساد وسفكوا الدماء قبل خلق آدم.

كما أدعوك للتعرف على: تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك

تعليل سؤال الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها

  • لابد أن نعلم أن سؤال الملائكة ليس على وجه الاعتراض ولكن للاستعلام والاكتشاف.
  • حيث أن الملائكة يسبحون الله ويقدسونه، ولا يمكن أن يصدر منهم شيء فيه تعدي على الله سبحانه وتعالى.
  • كان الملائكة يريدون معرفة ما الحكمة من خلق هؤلاء على الرغم من أن منهم من يفسد الأرض.
    • ومنهم من يسفك الدماء.
  • أما هم يسبحون ويقدسون الله ولا يقع منهم سفك ولا ظلم ولا إثم ولا معاصي.
  • وأجاب الله تعالى على سؤال الملائكة أنه يعلم ما لا يعمله الملائكة وما لا يعلمه أحد.
  • كما قال الله سبحانه أنه سيجعل من الخلق أنبياء وصالحين ورسل وأولياء وأبرار.
    • وعلماء خاشعون له ومحبون له ومتبعون لرسله.
  • ومن الجدير بالذكر أن هناك أسرار لا يعلمها إلا الله، فنعلم فقط أن السموات والأرض سبع.
    • ولكن لا يعلم أحد كون هذه الأراضي الست يسكنها الجن أم كائنات حية.
  • فهناك أمور كثيرة تعد من علم الغيب ولا يعلمها إلا الله.
    • وهناك في الكون من الملائكة والجن والدواب ما لا يمكن للإنسان أن يعرفه أو يحصيها.
  • وقد قال الله تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير)، (الشورى:29).

لماذا اختار الله الإنسان ليكون خليفة في الأرض؟

  • أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأن الإنسان هو الخليفة فقال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).
  • هذا النص القرآني الكريمُ يوضح أن أصل البشرية هو سيدنا آدم وزوجته.
    • حيث خلق الله آدم ومن نسله البشر ليكونوا خليفة.
  • وضع الله سبحانه وتعالى في بناء آدم القدرة على التزاوج وإنتاج سلالة تعيش وتنجب وتعمر الأرض.
  • وخلق البشر لحكمة يعلمها الله ولا يعلمها الملائكة ولكنه أخبر الملائكة ونزل في القرآن أسباب خلق الإنسان.
    • مثل أن البشر عليهم إعمار الأرض وعبادته.
  • كما أن البشر منهم قوم صالحين ورسل يدعون لعبادة الله.
    • فيمكن أن يتضح في الذرية من المفسد من المصلح ويتضح الخير والشر.
  • حيث هناك من البشر من يطيع الله وهناك من يطيع إبليس ويظلم نفسه.
    • وقد ظهر في القران أن إبليس هو عدو البشر وهو من يضلهم في الدنيا.

كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة

في نهاية هذا المقال عن من القائل أتجعل فيها من يفسد فيها تكون قد تعرفنا على أن الملائكة الكرام هم الذين طرحوا هذا السؤال بغرض العلم والمعرفة لا بغرض الاستنكار، حيث أن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض وهو وحده الذي يعلم ما لا يعلمه أحد.

مقالات ذات صلة