بديع صنع الله في إنزال المطر
الحياة على وجه الأرض لا يمكن أن تسير بدون وجود الماء، فالبشر والحيوانات وسائر الكائنات الحية لا يحيون سوى بالماء، ولذلك وضع الله سبحانه وتعالى السنن والقوانين في إنزال المطر، وعبر موقع mqall.org سنذكر لكم بديع صنع الله في إنزال المطر.
بديع صنع الله في إنزال المطر
مظاهر قدرة الله تعالى عظيمة ومتعددة وليس لها حد، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف:109].
وهذه الكلمات العظيمة تدل على بديع وعظمة قدرته، ومن بديع صنع الله في إنزال المطر نعمة الماء التي لا توجد أي مظهر من مظاهر الحياة بدونها، فقد قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأنبياء: 30].
شاهد أيضا: كيف يكون حسن الظن بالله
مراحل نزول المطر
هناك مراحل سابقة لعملية نزول المطر، وكل مرحلة منها تعتبر معجزة وآية بذاتها، ومن هذه المراحل ما يلي:
التبخر
يعتبر آية عظيمة ومعجزة بذاتها في دلالتها على عظمة قدرة الله عز وجل.
والتبخر عبارة عن عملية منظمة ومنضبطة تسير وفقاً للقوانين والسنن التي أودعها الله تعالى في الكون، حيث تتم بتبخر الماء من سطح الأرض بمختلف أنواعه وأشكل انتشاره.
ثم تتكاثف وفي ظل قوانين وظروف معينة تعود هذه المياه لتسقط على الأرض ضمن أشكال مختلفة من الهطول، ووفق سنن وقوانين واضحة ثابتة وضعها الله تعالى في الكون.
التكاثف
وهي عملية تالية لعملية التبخر، حيث تبدأ عملية تكاثف بخار الماء حتى يتجمع في شكل غيوم صغيرة تتجمع وتتحدد مع بعضها لتكون الغيوم الكبيرة.
وتلك العملية في حد ذاتها تعتبر آية عظيمة تدل على قدرة الله تعالى في الكون، فلولا إرادة ومشيئة الله لما حدث جميع ذلك، فالتكثف والتبخر يعد من أهم العناصر التي تمهد لسقوط الأمطار وكافة أشكال الهطول.
أشكال الهطول
تتعدد أشكال هطول الماء فقد تكون برداً أو ثلجاً أو مطراً ضمن أسباب وظروف يهيئها الله تعالى بقوانينه وسننه بربط الأسباب مع المسببات، فقدرة الله عز وجل تسير الأسباب وتسير دونها في بعض الأحيان.
فتجد عوامل هطول الماء قائمة من حركة الرياح والمنخفضات الجوية ونسبة الرطوبة ومع ذلك قد تحول مشيئة الله دون حدوث هذا.
وتتكون عوامل الهطول في أي وقت مفاجئ، ويتفق ذلك مع قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [يس:82].
فعندما يريد الله شيء أن يكون كان فأمر الله بين الكاف والنون، وجاء في هذا السياق قول الله تعالى:(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ، وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ) [الرعد: 12-13].
اقرأ أيضا: مظاهر قدرة الله في الخلق
حاجة الكون للماء
يحتاج الكون وما يشتمل عليه من مخلوقات وكائنات إلى الماء فلا غنى عنه على أية حال والله سبحانه وتعالى يحرك الرياح ومعها السحب لتهطل حيث يريد، ومن دلائل الحاجة للماء ما يلي:
- قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ)[السجدة: 27].
- فتنبت به الزرع والأشجار والحدائق ويعم الخير بسقوط الأمطار، حيث قال الله تعالى: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [النمل:60].
- وقوله تعالى في آية أخرى:(وَأَنْزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا، وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) [النَّبأ: 14 – 16].
- {إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].
عظمة الله عز وجل في إنزال المطر
من طرق القرآن الكريم للبحث عن عظمة الله تعالى في إنزال المطر يجد قيمة هذا الماء وحاجة الكون إليه، وعبر السطور التالية سنذكر لكم دلائل على عظمة الله في إنزال المطر:
- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].
- {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [السجدة: 27].
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63].
- {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60].
- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 10 – 11].
- {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف: 45].
شاهد من هنا: مظاهر قدرة الله في النبات
تحدثنا خلال هذا المقال عن بديع صنع الله في إنزال المطر، فما يحدثه المطر على سطح الأرض من جمال يدل على عظمة الخالق.
حيث تسير مراحل التبخر والتكاثف بشكل منظم ليعقبها سقوط المطر ليحي الأرض بعد موتها وتنتشر فيها خضرتها وزينتها.